• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
108 ما قيمة وما معنى الزيارة التي تصف الإمام عليّ بأنّه (نفس الله تعالى)؟ 2014-05-12 0 2228

ما قيمة وما معنى الزيارة التي تصف الإمام عليّ بأنّه (نفس الله تعالى)؟

السؤال: لو تفيدونا سماحة الشيخ بالإشارة إلى مدى صحّة هذه الزيارة, وما معنى قوله فيها: «السلام على نفس الله تعالى القائمة فيه بالسنن»، ولكم جزيل الشكر. والزيارة هي زيارة صفوان الجمال لأمير المؤمنين عليه السلام التي جاءت في بحار الأنوار للعلامة المجلسي، وهذا نصّها: «السلام عليك يا أبا الأئمة، ومعدن الوحي والنبوّة، والمخصوص بالأخوّة. السلام على يعسوب الدين والإيمان، وكلمة الرحمن وكهف الأنام. السلام على ميزان الأعمال ومقلّب الأحوال وسيف ذي الجلال. السلام على صالح المؤمنين ووارث علم النبيّين والحاكم يوم الدين. السلام على شجرة التقوى وسامع السرّ والنجوى ومنزّل المنّ والسلوى. السلام على حجّة الله البالغة ونعمته السابغة ونقمته الدامغة. السلام على إسرائيل الأمّة وباب الرحمة وأبي الأئمّة. السلام على صراط الله الواضح والنجم اللائح والإمام الناصح والزناد القادح. السلام على وجه الله الذي من آمن به أمن السلام على نفس الله تعالى القائمة فيه بالسنن، و عينه التي من عرفها يطمئنّ السلام على أذن الله الواعية في الأمم، ويده الباسطة بالنعم وجنبه الذي من فرط فيه ندم. أشهد أنّك مجازي الخلق وشافع الرزق والحاكم بالحقّ، بعثك الله علماً لعباده فوفيت بمراده، وجاهدت في الله حقّ جهاده، فصلّى الله عليكم وجعل أفئدةً من الناس تهوي إليكم، فالخير منك وإليك، عبدك الزائر لحرمك، اللائذ بكرمك، الشاكر لنعمك، قد هرب إليك من ذنوبه، ورجاك لكشف كروبه، فأنت ساتر عيوبه، فكن لي إلى الله سبيلاً، ومن النار مقيلاً، ولما أرجو فيك كفيلاً، أنجو نجاة من وصل حبله بحبلك، وسلك بك إلى الله سبيلاً، فأنت سامع الدعاء ووليّ الجزاء، علينا منك السلام، وأنت السيد الكريم والإمام العظيم، فكن بنا رحيماً يا أمير المؤمنين. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته» (مصطفى).

 

الجواب: إنّ مصدر هذه الزيارة الوحيد هو كتاب (المزار: 181 ـ 192) لمحمّد بن جعفر المشهدي المتوفّى في القرن السادس الهجري، وقد ابتدأ هذه الأعمال الخاصّة بزيارة مشهد أمير المؤمنين ـ وما نقلتموه هو جزء منها ـ بقوله: «الباب 12: التوجّه إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السلام، فإذا أردت الخروج من الكوفة والتوجّه إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فاحرز رحلك، وتوجّه وأنت على طهرك وغسلك، وعليك السكينة والوقار وتقول:..» (المزار: 181). وقد نقل هذه الزيارة أيضاً العلامة المجلسي (1111هـ) في (بحار الأنوار 97: 330) بشكل مختصر، وقال في بداية نقله هناك ما نصّه: «29 ـ الكتاب العتيق الغرويّ: زيارة صفوان الجمّال لأمير المؤمنين عليه السلام..».

وأمّا المعنى، فإنّ في بعض الآراء عند الشيعة أنّ علي بن أبي طالب هو نفس النبيّ، بآية المباهلة، بل هو نفس الله، كما جاء في بعض الزيارات قوله: «السلام على نفس الله العليا، وشجرة طوبى، وسدرة المنتهى، والمثل الأعلى» (التبريزي الأنصاري (310هـ)، اللمعة البيضاء: 60، 72، 73). ومثل هذه التعابير حاولت الاتجاهات الصوفيّة والعرفانية والفلسفيّة الصدرائيّة المتأخّرة عند الشيعة طرح تأويل لها، بمعنى أنّ عليّاً هو نفس الله في مقام الفعل، بمعنى أنّه حيث كان النبي وأهل بيته هم الصادر الأوّل ووسائط الفيض فهم نفس الله، والله في عالم الخلق والفعل يتجلّى في عليّ ومحمد والحسن والحسين دون أن يكون هؤلاء هم الله في مقام الذات وغيب الغيوب، وبهذا اعتقدوا أنّه بهذه الطريقة نتخلّص من الشرك والكفر، وفي الوقت عينه نثبت التماهي بين الله وأصحاب الكساء بمعنى عرفاني لطيف قائم على مثل مفاهيم: الوحدة التشكيكيّة، والوحدة في عين الكثرة والكثرة في عين الوحدة، ونظرية الفيض، وغير ذلك، بل بهذه الطريقة يثبتون وحدة النبي وأهل بيته أيضاً، فليس النبيُّ إلا عليّاً بهذا المعنى، ولذلك اعتُبِرَ أنّه نفسُه في آية المباهلة. فيكون معنى الزيارة هو أنّ عليّاً هو الله في عالم السنن والخلق والقوانين، ولهذا تجدون في هذه الزيارة وغيرها من النصوص والكلمات صفات الفعل الإلهيّ تُعطى لعليّ، ككونه المحاسب والمعاقب والمثيب والمجازي والحاشر والناشر والباعث والفاطر والخالق والرازق، وأنّه هو الصراط وسدرة المنتهى وشجرة طوبى والعرش والكرسي وغير ذلك.

أمّا تقويم هذا الحديث:

أ ـ أمّا من حيث السند والمصدر، فإنّ هذه الزيارة لا سند لها أساساً في كتاب المزار للمشهدي، كما بينّا مطلعها، بل لم تسند صراحةً إلى إمام ولا ذكر فيها اسم أيّ راوٍ من الرواة، فتكون فاقدةً للإسناد، بعد كون المشهدي متوفّى في القرن السادس الهجري، ولم تثبت صحّة مراسيل المشهدي حتى نصحّح رواياته في هذا الكتاب وغالبها مرسل، بل إنّ المشهديّ نفسه رغم محاولات بعضهم ـ كالشيخ مسلم الداوري حفظه الله ـ توثيقه والاعتماد عليه، لا يوجد له ذكر أصلاً في كتب الرجال المعاصرة والمتأخّرة عليه، وإنّما بدأ يُطرح للتداول في العصر الإخباري تقريباً، أي في القرن العاشر الهجري وما بعد، ولهذا حكم مثل السيد الخوئي بعدم ثبوت وثاقة المشهدي نفسه (معجم رجال الحديث 1: 51). وأقدم توثيق للمشهدي في كلمات العلماء جاء مع الحرّ العاملي (1104هـ)، الإخباري المعروف بتوثيقاته، أي بعد قرابة خمسة قرون من الزمن، دون أن تتوفّر معطيات عنه، حتى من العلماء الذين اهتمّوا بعصره وترجموا علماء هذا العصر مثل ابن شهر آشوب المازندراني (588هـ)، والشيخ منتجب الدين الرازي (ح 585هـ)، والعلامة الحلي وغيرهم. نعم وصفه الشهيد الثاني في بعض إجازاته بالشيخ السعيد (رسائل الشهيد الثاني 2: 1125)، ولعلّه لقب. والمشهديُّ الثقة بشهادة الشيخ منتجب الدين الرازي هو أبو البركات محمّد بن إسماعيل المشهدي، فيما المشهدي صاحب المزار هو محمد بن جعفر، فلا ينبغي الخلط بين الرجلين، ومن ثمّ فكتاب المزار للمشهدي كلّه لا يوجد ما يثبته أساساً، ما لم تعتضد هذه الزيارة أو تلك بمقويّات خارجيّة.

وأمّا نقل العلامة المجلسي، فهو عن الكتاب الغروي، أو العتيق الغروي، وكلّنا يعرف أنّ العتيق الغروي هو عبارة عن كتاب وجده العلامة المجلسي في الغريّ في العراق، ولم يعرف اسم كاتبه ولا تاريخه ولا يعرف عنه شيئاً فسمّاه بالعتيق؛ لأنّ نسخته كانت عتيقة، وعبّر عنه بالغرويّ؛ لأنّه وجده في منطقة مشهد الغريّ عند أمير المؤمنين عليه السلام، ثم نقل عنه جملة من الروايات في كتاب بحار الأنوار واعتبره من مصادر كتابه، قال المجلسي عند بيان مصادر كتاب بحار الأنوار ما نصّه: «والكتاب العتيق الذي وجدناه في الغريّ صلوات الله على مشرفه تأليف بعض قدماء المحدّثين في الدعوات، وسمّيناه بالكتاب الغروي» (بحار الأنوار 1: 16). ومن ثم فهذا الكتاب لا قيمة له إطلاقاً أيضاً بعد ظهوره في القرن الحادي عشر الهجري، فضلاً عن أنّ العلامة المجلسي ذكر لنا هذه الزيارة بالمطلع الذي ذكرناه دون سند أساساً لصفوان الجمّال نفسه، بل لا نعلم هل هذه الزيارة منسوبة من قبل صفوان لأحد الأئمّة أم هي زيارته، إذ لم تقع نسبة منه إلى أيّ من الأئمّة بحسب نقل العلامة المجلسي عن العتيق الغروي.

ب ـ وأمّا متنها، ففيه الكثير من الملاحظات، ولا أريد أن أدخل في التفصيل، فهذه اللغة لا تتناسب أبداً مع لغة القرآن الذي أصرّ دوماً في عشرات بل مئات الآيات على تقديم الله هو الخالق والرازق والمحاسب والمثيب والحاشر والناشر والذي ليس كمثله شيء، وأنّ الناس ـ بمن فيهم الأنبياء ـ بشرٌ مخلوقون عبيدٌ لله وليس لهم في إدارة الخلق والكون نصيب، فمزاج القرآن كلّه صريح في نظري المتواضع بعكس كلّ هذا النوع من الخطاب الذي تقدّمه بعض الأحاديث كهذه الزيارة المنسوبة، وهذا خلافٌ مبنائي يتبع كلّ باحث فيه وجهة نظره المسبقة. أضف إلى ذلك أنّ هذا الحديث عبّر (علينا منك السلام)، بدل عليك منّا السلام، وهذا التعبير هو تعبير مستخدم في المذهب النصيري المتهم بالغلوّ، حيث لا يقولون: (عليه السلام)، بل يقولون: (منه السلام)، لأنّهم يرون الإمام أعظم من أن نلقي نحن عليه السلام. وتعبير منه السلام أو منك السلام يُستخدم مع الله سبحانه، وقد ورد في بعض روايات الإماميّة استخدامه مع الله تعالى.

يشار أخيراً إلى أنّ الزيارة الثانية التي ألمحنا إليها في ثنايا الجواب، والتي عبّرت عن أمير المؤمنين بأنّه نفس الله العليا هي أيضاً لا مصدر ولا سند لها، بل يبدو أنّها ظهرت في القرنين الأخيرين.

 

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36594262       عدد زيارات اليوم : 20659