• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
86 ما صحّة الحديث القدسي القائل: (اُدعني بلسان غيرك)؟ وما معناه؟ 2014-05-12 0 5565

ما صحّة الحديث القدسي القائل: (اُدعني بلسان غيرك)؟ وما معناه؟

السؤال: جاء في رواية: أنّ الله عزّ وجل أوحى إلى موسى عليه السلام: ادعني بلسانٍ لم تعصني به، فقال: أنّى لي بذلك، فقال: ادعني بلسان غيرك. (بحار الأنوار ٩٠: ٣٩٠)، هل هذا الحديث ثابت وصحيح؟ وما معناه؟

الجواب: مصدر هذا الحديث هو كتاب (عدّة الداعي: 120، 170) للشيخ ابن فهد الحلّي (841هـ)، وذكره الإحسائي (ح 880هـ) في عوالي اللئالي (4: 21)، والكلّ نقل عن ابن فهد الحلي هذا الحديث، ولم يذكر الحلّي أيّ مصدر أو سند لهذا الحديث أساساً، وهو في عصر متأخّر عن عصور الرواية المعروفة، حيث توفّي في القرن التاسع الهجري، لهذا لا قيمة لهذا الحديث في حدّ نفسه.

أمّا معناه، فإنّه يحتمل عدّة احتمالات:

الاحتمال الأوّل: أنّ يكون المراد هو طلب الدعاء من شخصٍ لا يعصي الله، بأن يدعو لك، وهذا كالتوجّه بالدعاء للأنبياء والملائكة والمعصومين بأن يدعوا الله لك.

الاحتمال الثاني: أن يكون المراد الطلب من الغير مطلقاً أن يدعو لك، وهذا هو المعنى الذي يظهر تبنّيه من غير واحدٍ من العلماء، حيث أدرج الحرّ العاملي مثلاً هذا الحديث في باب التماس الدعاء من الغير، فعندما يفترق المؤمن عن المؤمن يقول له: اُدع لي، أو أنا بحاجة لدعائكم، أو لا تنسوني من صالح دعائكم، أو ألتمس منكم الدعاء، أو غير ذلك من التعابير، والسبب هو أنّ لسان غيرك لم تعصِ أنت الله به، وإذا عُصي الله به فإنّما يكون العاصي هو صاحب اللسان لا أنت، فيصدق في حقّك أنّك لم تعصِ الله بهذا اللسان، فيكون هذا الحديث دالاً على حُسن تواصي المؤمنين فيما بينهم بالدعاء لبعضهم بعضاً، ويشمل الأمر الأحياء والأموات حينئذٍ والمعصوم وغيره، فتطلب أنت من النبي محمّد صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أن يدعو الله لك بالشفاء.

وقد تثار مشكلة حول هذين التفسيرين، وهي أنّه قد عبّر في الحديث (أدعني)، فلابدّ أن يصدق عنوان أنّني أدعو الله بلسانٍ لم أعصه به، وفي هذه الحال عندما أطلب من الغير ـ ميتاً أو حيّاً، معصوماً أو غير معصوم ـ أن يدعو الله لي، فلا يصدق عنوان أنّني دعوت الله، بل يصدق أنّني دعوت الغير، وأنّ الغير هو الذي دعا الله، فتركيبة هذا الحديث غريبة، فبلسان الغير يدعو الغير لي، لا أنّني أدعو الله لنفسي، إلا بضربٍ من التكلّف. وهنا أسأل لو أنّ شخصاً نذر أنّه لو دعا الله فسوف ينفق مبلغاً معيّناً من المال، شكراً لله على أنّه وفّقه لدعائه، فهل إذا قال لزيد: اُدعُ لي عند الله، ثم ذهب زيدٌ فدعا الله له، هل يتحقّق موجب الوفاء بالنذر من الناحية الشرعيّة؟ وهل يجب عليه أن ينفق ذلك المال المنذور؟ وهل يعتبر الفقهاء أنّ هذا الشخص قد دعا الله، فوجب عليه الوفاء بالنذر أم لا؟

لكنّ هذه المشكلة قابلة للحلّ، وذلك أنّ القضيّة ليست بهذه الحدّة التعبيريّة، فلو كلّف زيدٌ عمرواً بأن يتكلّم له مع رئيس الشركة ليوظّفه عنده، فإنّ العرف يقول هنا بأنّ زيداً طلب العمل من رئيس الشركة بواسطة عمرو، ولا يقول بأنّ الطلب كان منحصراً بعمرو، وأنّه لا ينسب عرفاً إلى زيد، بل يقال: طلب زيدٌ العملَ في هذه الشركة عبر عمرو، وهذا هو المعنى الذي يريده هذا الحديث لا أكثر.

نعم، يواجه هذا الحديث مشكلةً أخرى، وهي أنّه دالّ على نفي العصمة عن النبي موسى عليه السلام، وهو من أولي العزم؛ لأنّه قال بأنّه لا يملك لساناً لم يعصِ الله به، وهذا معناه تحقّق المعصية منه بلسانه، فمن يرى في هذا الحديث منافياً للعصمة لزمه ردّه، ومن لا يراه كذلك، ولو بفرض تأويله بضرب من المجاز أو التعبير الوجداني أو ترك الأولى أو نحو ذلك من هذه التخريجات، أمكنه الاحتفاظ بهذا الحديث والذهاب خلف أحد التفسيرين المتقدّمين.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36826640       عدد زيارات اليوم : 6923