السؤال: ما رأيكم بكتاب (الموضوعات في اﻵثار واﻷخبار) للسيّد هاشم معروف الحسني؟ (جعفر).
الجواب: هو محاولة جيّدة ونادرة في أوساطنا لمعالجة متوازنة نقديّة لمصادر الحديث عند الفريقين، وإيماني الشخصي بأنّ الحديث فيه الكثير من المشاكل في متنه، والتي لا يجرؤ الكثيرون على الكلام فيها أو يتكلّفون التأويل الذي يحفظ النصوص معها، لاسيما من ناحية معارضته للقرآن الكريم، ومعارضته للعقل والعلم. ولأنّنا غالباً ما نتعامل مع روايات الفقه التعبديّة التي تقلّ فيها نسبيّاً فرص النقد المتني، ظننّا أنّ النقد المتني للحديث قليل التحقّق، لكن من يذهب إلى روايات الخلق والتكوين وأسرار السماء والأرض والتاريخ والأنبياء والعقائد و.. فسيجد الكثير من الروايات التي تحتاج للكثير من الجديّة في التعامل معها.
هذا وقد كتبتُ في نقد المتن مقالةً مفصّلة يمكنكم مراجعتها في موقعي الالكتروني الشخصي المتواضع، كما كتبت دراسةً أخرى حول السيد هاشم معروف الحسني وكتابه هذا في كتابي المتواضع (نظريّة السنّة في الفكر الإمامي الشيعي: 549 ـ 563)، كما كان لي شرف المتابعة والإشراف على تحقيق كتاب الموضوعات في الآثار والأخبار، والذي طبع طبعةً محقّقةً مؤخّراً، وحقّقه الأخ العزيز الشيخ أسامة الساعدي حفظه الله.
لكنّ هذا لا يعني تبنّي كلّ أساليب السيد الحسني في هذا الكتاب على المستوى النقدي، فنحن نختلف معه في الكثير من التفاصيل، وأحياناً أجد عنده تسرّعاً في الحكم على الحديث بالنقد، لكنّ هذا الباب من الضروري أن يُفتح بجدّية في أوساط النخبة العلمائيّة المتخصّصة؛ كي نتوصّل إلى المزيد من القواسم المشتركة في الموقف من الحديث إن شاء الله.