السؤال: ما هو حكم ملت الشعير أو خلاصة ملت الشعير الموجود في الكثير من السكاكر، ويتعذّر على المكلّف معرفة كيفيّة تصنيعه من حيث مراعاة الضوابط الشرعيّة, فهل يصنع بنفس طريقة ماء الشعير، وهل يجوز أكله أو هو حرام؟ (حسن الحاج، لبنان).
الجواب: مادّة مالت (ملت) الشعير هي مادّة تضاف إلى الكثير من الأطعمة والأغذية في الصناعات الغذائيّة اليوم في العالم، كالسكاكر والبسكويت والحلويات وغير ذلك:
1 ـ فإذا كانت طريقة التصنيع بحيث تفضي إلى تحقّق الكحول ـ ولو بنسبة ضئيلة، بحيث تُسكر ولو على تقدير أن يشرب منها الإنسان مقداراً كبيراً، وعلامة هذه المرتبة من الإسكار (النسبة الكحوليّة) في كلمات الفقه الإسلامي هي ظهور فقاقيع الزبد في ماء الشعير.. ـ إذا كان الأمر كذلك، فهذه المادّة محرّمة عند الفقهاء، بل هي نجسة عند الكثير منهم، وتوجب نجاسة ملاقيها.
2 ـ وأمّا إذا كانت طريقة التصنيع بغير ذلك، ولم تظهر الكحول بهذه النسبة (ولا فقاقيع الزبد) عند التصنيع، فإنّها تكون حلالاً من حيث الأكل والشرب وطاهرةً من حيث النجاسة والطهارة.
3 ـ وإذا شكّ الإنسان في أنّ طريقة تصنيعها تبلغ بها مرتبة الحرمة أم لا، بعد أن كانت شعيراً طاهراً حلال الأكل قبل تصنيعها، فلا يجب عليه الفحص، ويمكنه البناء على الطهارة والحليّة، ما لم يحصل على دليل شرعي معتبر بالحرمة والنجاسة.
4 ـ ولا فرق في هذا كلّه بين أن يكون التصنيع المذكور لهذه المادّة وما توضع فيه من الأغذية والأطعمة والسكاكر في بلاد المسلمين أو في بلاد غيرهم.
5 ـ وبعد مراجعتي لبعض مواقع الشبكة العنكبوتية التي تحدّثت عن هذه المادة، لم يظهر لي بشكل واضح بلوغها حدّ الفقاع المحرّم شرعاً، ولكنّني لست بخبير، بل لعلّ مقدار بحثي قليلٌ وغير علمي، فمن أراد الاطمئنان أكثر فعليه مراجعة الخبراء والمختصّين في هذا المجال. ولا بأس أن تقوم الجهات المرجعيّة ذات النفوذ بتكليف لجان خاصّة لمتابعة الموضوع؛ بغية توضيحه للرأي العام، وإن كان ما يبدو لي هو أنّ ما يحدث بين بعض المؤمنين من الاحتياطات بتجنّب الأطعمة والأشربة بطريقة مبالغ بها ولمجرّد وجود كلام هنا أو هناك، لا موجب له، ما لم يستند إلى معطى شرعي ملزم. والاحتياطُ وإن كان حسناً من حيث المبدأ، لكنّ تحوّله إلى ثقافة وسواسيّة تربك حياة الناس، لا يظهر تبنّيه في الثقافة الإسلاميّة بهذه الطريقة السائدة اليوم بين بعض المؤمنين المبالغين في تجنّب الكثير ممّا يفتي الفقهاء أنفسهم بجوازه وفقاً للأدلّة الشرعيّة، والعلم عند الله.