السؤال: يبلغ طول النهار في بعض البلدان الأوروبية التي تقع في شمال الكرة الأرضيّة 21 أو 22 ساعة، والصيام طيلة هذه المدّة مع قصر الليل لساعتين أو أقلّ أو أكثر بقليل فيه مشقّةٌ عادةً، فما هو حكم المكلّفين في هذه الحال؟ وهل يجب علينا الصيام؟ (شادي، لبنان).
الجواب: حيث يوجد الليل والنهار المتعارفين في هذه البلدان فيجب صوم هذا النهار كاملاً، طال أو قصر، عملاً بالمعايير الواردة في الكتاب والسنّة، وهذا هو رأي جمهور فقهاء المذاهب الإسلاميّة، فإذا لم يتمكّن المكلّف ـ نتيجة طول مدّة النهار ـ من الصوم بحيث يسبّب له الصوم الضرر ونحو ذلك جاز له الإفطار، بالمقدار الذي ترتفع به الضرورة، بمعنى أنّه لو أمكنه صوم يوم كلّ ثلاثة أيّام وجب، ولزمه قضاء الباقي بالطريقة الممكنة له بعد ذلك.
وهناك وجهة نظر ترى أنّ مثل هؤلاء تجري عليهم قوانين البلاد المعتدلة، فيصومون على حسب ساعاتها ويفطرون ولو قبل المغيب. وهي وجهة نظر مال إليها بعض الفقهاء في بحوثهم ـ مثل الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ـ بالنسبة لسكّان القطب الشمالي الذين يختلف نمط نهارهم وليلهم عن سائر البلدان، وتستند وجهة النظر هذه إلى قاعدة حمل العناوين على المتعارف المعتدل، فلو قلنا إنّ (الكرّ) عبارة عن كذا وكذا بالأشبار، فإنّه يؤخذ الشبر المعتدل المتعارف، لا من لديه يدٌ كبيرة جداً، وهكذا الحال هنا. إلا أنّ تطبيق هذه القاعدة هنا في مورد الأوقات في البلدان الشمالية والقطبية معاً مشكل جدّاً، والكلام فيه تفصيل لا حاجة للإطالة به هنا.