السؤال: ما هو الفرق بين الحقّ والحقيقة؟ وما معنى الحديث الشريف: (إنّ على كلّ حقّ حقيقة)؟ (العبيدي، العراق).
الجواب: الحقيقة ـ في اللغة ـ هي الدليل والعلامة وما يشار به إلى الشيء أو يثبت به الشيء، وأصله في لغة العرب: الراية؛ لأنّ الراية علامة ودليل، ومنه قول الشاعر: أنا الفارس الحامي حقيقة جعفر….. ومن ذلك ما جاء في الحديث المشار إليه: (إنّ على كلّ حقّ حقيقة وعلى كلّ صواب نوراً)، أي كلّ أمر هو حقّ وواقع، فإنّ له دلائله التي تشير إليه وترشد. ومنه ما جاء في الحديث الآخر الذي جاء فيه شخص إلى النبي يتحدّث فيه أنه بلغ الإيمان، فسأله النبي: (فما حقيقة إيمانك؟)، أي ما علامة هذا الإيمان الذي تدّعيه وما الذي يثبته لنا؟. أمّا الحقّ فهو ضدّ الباطل والفاسد ويعني الشيء الثابت والواقع والصحيح. هذا في اللغة. والكلمتان تستعملان في الاصطلاحات العلمية أحياناً بمعانٍ خاصّة، فنقول في العرفان الإسلامي: الحقّ، ونقصد به الله تعالى. ونقول في الفلسفة العقليّة: الحقيقة والحقيقي، وهو الواقع العيني أو الإدراك الحاكي عن الخارج، ونقصد به ما قابل الاعتباريّات والوهميات، ومعه فلا تكون مثل (اللغة) من الحقائق، بل هي من الاعتبارات عند الفيلسوف وهكذا.