• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
5 لماذا نعيش التراجع الروحي والأخلاقي ونكتفي بالتكرار والمصطلحات والتعلّق بالظاهر؟! 2014-05-12 1 2712

لماذا نعيش التراجع الروحي والأخلاقي ونكتفي بالتكرار والمصطلحات والتعلّق بالظاهر؟!

السؤال: يشغل بالي في الفترة الأخيرة الحالة المتردّية لمستوى الفهم الإسلامي في المجتمع فعوام الناس ـ ممّن لم يغرق في بحر الدنيا ـ قد تعلّقوا بظاهر الإسلام، والعلماء الأفاضل ينقسمون إلى من هو تقليديّ بحت يكرّر كلّ ما يسمعه دون ترك أيّ أثر لا على نفسه ولا على غيره، والقسم الآخر قد غاص في عالم المصطلحات والمبارزات العلمية التي لا تفيد الأمّة بشيء، نأمل أن تفيدونا برأيكم الكريم، علماً أنّي طالب للعلوم الدينية، لكن تلك العلوم التي توصل إلى الله سبحانه وتعالى، والتي تجعل القلب حرم الله، وتأخذ بي إلى عالم العشق الذي استشهد من أجله أئمة أهل البيت، أريد أن أعرف نظرتكم لهذا الوضع، فحسب علمي البسيط فإنّ الله جعل الإسلام دين الحبّ والمعاملة، ديناً ينزع حبّ الدنيا من القلوب ويحقّق الوصال بالمحبوب الأوحد، فلماذا أرى هذه الفئة المتديّنة تعيش في عالمٍ آخر، وأقصد من كلامي طبعاً رجال الدين، وأرجو أن تعذروا جرأتي وتنصحوني بما يصلح حالي، ولكم الأجر والثواب.

الجواب: يخيّل لي أنّ الجميع متفقٌ على وجود مأزق أخلاقي ووضع روحي مأزوم في الكثير من الأوساط الدينية، ولعلّ السبب في ذلك يرجع إلى مجموعة عناصر متداخلة، علينا أن نتأمّل فيها ونسعى لإصلاحها بما أوتينا من قدرة وإمكانات:
فمن أهمّ الأسباب، إقبال الدنيا في العقود الأخيرة على المتديّنين، ومنحهم نفوذها وقدرتها وسلطتها، فقد منّ الله عليهم بالسلطة السياسية والاجتماعيّة والاقتصاديّة والروحيّة بما لم يبلغوه من قبل، وفي حالةٍ من هذا النوع يمكننا أن نتوقّع حصول تراجع أخلاقي أو روحي، ما لم تبذل جهود مضاعفة لتمتين البُعد العلائقي مع الله تعالى، لقد قال تعالى ـ وهو يحكي لنا خطاب موسى عليه السلام لقومه ـ: (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) (الأعراف: 128 ـ 129)، فلنتوقّف قليلاً عند الجملة الأخيرة، إنّها تريد أن تقول بأنّكم قد تملكون مقادير الأمور، وهنا سننظر ما الذي يمكن أن تفعلوه؟ وهل ستصبحون مثل أولئك الذين لعنتموهم من قبل أم لا؟ وهذا هو مغزى كلام الشهيد محمّد باقر الصدر، عندما تحدّث عن أنّنا لم تتوفر لنا دنيا هارون الرشيد كي نتفاخر بتديّننا ونصب جامّ نقدنا وغضبنا عليه. هذا تحدٍّ كبير، يحتاج فيه المؤمنون وعلماء الدين عندما يملكون سلطةً مضاعفة في الاجتماع الإسلامي إلى حالة طوارئ أخلاقيّة وروحيّة، وربما يكون قد حصل تقصير في هذا مع الأسف الشديد.
ومن أهمّ هذه الأسباب أيضاً، أنّ الخطاب الروحي والأخلاقي لم يكن قادراً أحياناً على جذب الناس الذين ينزعون في طريقة تفكيرهم نزعةً عقلانيّة؛ حتى لو كانوا حوزويين أو جامعيين؛ لأنّه كان خطاباً تعبويّاً ممزوجاً أحياناً بالخرافة واللامنطقيّة، معتمداً القصص والحكايا أكثر من اعتماده النصوص الدينية الثابتة مباشرةً أو الوجدان الصافي الفطري، الأمر الذي أوحى لبعض الناس ممّن لا نيّة سيّئة لديه بالضرورة بأنّ القيم الروحيّة والاتجاه الروحي في منظومتنا الدينية لا ينفكّان عن الخرافة واللاعقلانية، التي تعتبر اليوم مثالاً للتقدّم والنهوض بالأمم، فبعض أساتذة الأخلاق ربما اشتبهوا ـ غير متعمّدين ـ بتعويمهم هذا النوع من الخطاب الذي جذب بعض الناس، لكنّه لم يقدّم أحياناً إلا متديّناً سطحياً على مستوى الوعي، ما أوحى بأنّ الخطاب الأخلاقي والروحي غير منتجٍ على مستوى اللحظة الحاضرة، الأمر الذي دفع بالكثيرين إلى تركه.
ومن أهم الأسباب أيضاً، تنامي علمي الأصول والفقه في الحوزات العلميّة بشكل مذهل عقب تراجع المدّ الإخباري في القرن الثالث عشر الهجري، إنّ تنامي الفقه والأصول لم يترك أثراً على مناهج التدريس في الحوزات العلميّة أو موادّ التدريس فحسب، كما ينتقد البعض، وهو انتقاد في محلّه، بل ترك أثراً حتى على عقلنا الديني، فصرنا نرى كلّ شيء بعقلٍ فقهي، تاركين خلف ظهورنا العقل الروحي والأخلاقي الذي شعّ في تاريخ الإسلام عبر عمالقة كبار من الطوائف الإسلاميّة كلّها. إنّ سيطرة العقل الفقهي أقصى علوماً بأكملها، وصوّر لنا ـ حتى في الداخل الحوزوي ـ أنّ الإسلام فقهٌ تحيط به بعض الهوامش العقديّة والأخلاقيّة، فأخذ الفقه مكان الصدارة بحجمٍ أكبر من حجمه الطبيعي، وأثّر على سائر الاهتمامات التي تقف على رأسها الاهتمامات الفكريّة والفلسفية والروحيّة، فالقرآن الكريم يحوي ـ على رأي مشهور العلماء ـ خمسمائة آية أحكاميّة، أي أقلّ من نصف سدس القرآن، بينما تفكيرنا اليوم كلّه فقهي باستثناء مساحة عقديّة مذهبيّة هي قضيّة الإمامة، وهذا انحرافٌ كبير في تقديري عن المنهج القرآني الذي أصّل التوحيد الذي لا يقف عند الجانب النظري، فنحن لو سرنا مع كتاب الله تعالى، لوجدنا أنّ الأمور التي طرحها عندما تكون نظريةً فهي تؤخذ عنده بوصفها جسراً لمسألة عملية، ولا أقصد بذلك البُعد العملي الاجتماعي أو السياسي أو.. فحسب، وإنما (العملية والعملانيّة) التي ترتبط قبل كلّ شيء بالعلاقة مع الله تعالى؛ لأنّ الارتباط بالله ليس مسألةً نظرية، فلم تأت النبوّات لتخوض حربَ أرقام في أنّ الله 1 أو 2 أو 3 أو 4 أو أكثر، بل إنّ الوحدانية في قضيّة الدين تعني التوكّل والاستعانة وربط كلّ الأمور به تعالى، وكذلك تعني الصبر والإحساس بالتوحيدين: الأفعالي والعبادي، إنّ القضية هي قضيّة كلّ التصرفات والمشاعر والأحاسيس، وليست المسألة مسألةَ صراع على معلومة إضافية في أنّ الله واحدٌ أو كثير، فليس المهم إدراك وحدانية الله فقط، بل عيش هذه الوحدانية. وهكذا الحال في مسألة المعاد وقضاياها، فليست تقف عند حدود أن نعرف فقط أنّ القيامة قادمة أو هي باطن الدنيا أو أنّ المعاد جسماني أو روحاني، بقدر ما المهم أن نعيش الآخرة في الروح والعمل، سواء العمل الجوانحي الداخلي أم الجوارحيّ الخارجي.
أظنّ أنّنا بحاجة إلى صرخة تنادي على القيم الأخلاقية الرفيعة كي تُستحضر في الحياة، لتكون هي الهدف من وراء التشريعات الأحكاميّة، فالفقه جاء لينظّم حياة الإنسان تمهيداً لحلول القيم الأخلاقية في المجتمع وتأمين هذا النزول الأخلاقي، وبحاجة إلى ثقافة روحية عقلانيّة، تعتمد النصّ القرآني والثابت من الحديث الشريف، كما تعتمد التحليل الوجداني المنطقي للأمور. مع الأخذ بعين الاعتبار أن نحترم الاهتمام بظاهر الشريعة ولا نتخلّى عنه، ونقدّر الاهتمام بالعلوم والمصطلحات بعد أن كانت الأمّة وما تزال بحاجة إليها. والكلام طويل جدّاً في مثل هذه القضايا التي تحوي شؤوناً وشجوناً، نكتفي بهذا القدر، والله الموفّق والمعين.

تعليق واحد

  1. يقول محمد:
    2015-10-12 07:58:32 الساعة 2015-10-12 07:58:32

    سلام
    لطفا مقاله
    “لماذا نعيش التراجع الروحي والأخلاقي ونكتفي بالتكرار والمصطلحات والتعلّق بالظاهر؟! ”
    را برای من ترجمه فارسی کنید. ممنون

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36839505       عدد زيارات اليوم : 19800