• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
164 لماذا لا توجد موسوعة حديث نبوي برواية أهل البيت عليهم السلام؟! 2014-10-28 0 3108

لماذا لا توجد موسوعة حديث نبوي برواية أهل البيت عليهم السلام؟!

السؤال: خبر جابر بن يزيد الجعفي، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر: إذا حدّثتني بحديث فأسنده لي، فقال: (حدّثني أبي، عن جدّي، عن رسول الله، عن جبرئيل، عن الله عز وجل، وكلّ ما أحدّثك بهذا الإسناد)، وقال: (يا جابر، لحديث واحد تأخذه عن صادق خيرٌ لك من الدنيا وما فيها) (أمالي المفيد: 42). اعتماداً على هذا الخبر الذي أوردتموه في جوابكم على سؤال: (هل استند أهل البيت في فتاواهم لنصوص القرآن والسنّة النبويّة؟)، أقول: لِم لا يُصار اعتماداً عليه إلى نشر كتاب حديثي يدوّن الأحاديث الواردة عن أهل البيت عليهم السلام، ويعنون الكتاب بـ (أحاديث الرسول صلّى الله عليه وآله برواية أهل البيت عليهم السلام)، فتدفع تُهمة أنّ الشيعة لا توجد عندهم أحاديث عن الرسول، وأنّهم يأخذون أحكام دينهم من (فتاوى أهل البيت) كما يتّهمون بذلك؟ وإذا كانت تلك الأحاديث قد نقلت مضامين الأحكام بالمعنى عن رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يكن النقل حرفياً، فهذا لا يبرّر عدم تدوين كتاب ونشره بعنوان أحاديث الرسول برواية أهل البيت، خصوصاً إذا علمنا أنّ كلّ مدوّنات الحديث السنّية لم يدّع مؤلّفوها أنّ رواياتهم باللفظ والمعنى، بل هي بالمعنى فقط، إلا بعض الكلمات القصار التي نقلها الأدباء عنه صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، تحت عنوان (جوامع الكلم)، وهي خارجة عن دائرة الاستنباط الفقهي، وهذا من الأمر العجب، فاللفظ له مدخليّة في فهم المعنى، وما روي بالمعنى لا يعكس سوى فهم من وصله الحديث بلفظه الوارد عنه صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.. فما جوابكم أفيدونا أفادكم الله؟ (حسين).

الجواب: ما ذكرتموه جيّد ومفيد وضروري، وقد كُتِبَت بعض الكتب التي حاولت جمع أحاديث الرسول في مصادر الإماميّة ولو بشكل مختصر، ونحن منذ حوالي الخمس سنوات نقوم ـ في مشروع طويل الأمد نسبيّاً ـ بجمع كلّ الروايات المنقولة عن النبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم في مصادر الإماميّة من المسلمين، سواء كانت مصادر حديثية أم كلاميّة أم تفسيريّة أم فقهيّة أم غير ذلك، لكن مع تحقيق هذه الأحاديث الواردة عنه صلّى الله عليه وعلى آله وسلم، سواء بطريق أهل البيت ـ كما هي الحالة الغالبة في الروايات النبويّة في مصادر الإماميّة ـ أم بغير طريق أهل البيت كما هي الحالة القليلة. وقد رأينا وجود آلاف الروايات في هذا المجال، ونحن نقوم بجمعها وبيان مصادرها وطرقها وأسانيدها وبعض اختلافات صيغها، وكذلك تحقيق الصحيح منها من غير الصحيح على مستوى المتن والسند، ومحاولة اكتشاف وجود مثيل لها في سائر مصادر المسلمين، وهو مشروع قد يبلغ عشر مجلّدات، وقد أنجزنا منه حتى الآن ثلاثة مجلدات كاملة ضخمة الحجم، وقسماً مهمّاً من المراحل الأوّلية لسائر المجلدات، ونسأل الله التوفيق. هذا ويساعدني في هذا المجال أخونا العزيز صاحب الفضيلة الشيخ محمد عباس دهيني حفظه الله تعالى ورعاه، حيث يبذل جهداً لا يستهان به لإنجاح هذا المشروع، فجزاه الله خير جزاء المحسنين.

وبحسب بحثنا القائم على معاييرنا الشخصيّة التي لا ندّعي أنّها تمثل الطائفة الإماميّة، فقد رأينا ـ حتى الآن ـ أنّ معدّل ما يصحّ مصدراً وسنداً ومتناً من الأحاديث النبويّة عند الإماميّة ـ ولو من خلال تعاضد الأسانيد تعاضداً معتبراً ومنتجاً ـ هو ما يتراوح بين نسبة الخُمس ونسبة الربع من هذه الأحاديث، فمن بين كلّ مائة حديث هناك 20 إلى 25 حديثاً نبويّاً معتبراً. وقد أعددنا مقدّمة كبيرة (في مجلّد كامل بحوالي خمسمائة صفحة)، انتهينا منها بحمد الله، حول الحديث عند الإماميّة وجملة من الإشكاليّات المسجّلة عليه، بغية طرحه على المذاهب الأخرى؛ لإيصال هذه الرسالة إليهم، وهي: إنّ الحديث النبويّ في مصادر الإماميّة لا يصحّ لسائر المسلمين تجاهله بالمرّة، تماماً كما قلنا مراراً لأبناء الطائفة الإماميّة، من أنّه لا يمكن ولا يصحّ لباحث أو فقيه إمامي أن يتجاهل بالمرّة الأحاديث النبويّة في مصادر السنّة والزيديّة والإباضية وغيرهم من المسلمين وفرقهم، فهذه رسالتنا الكبرى التي نرغب في تحقّقها يوماً بين المسلمين.

ويبقى أن أشير إلى نقطة مهمّة، تعليقاً على ما ورد في سؤالكم أعلاه، وهي أنّ دافعكم من وراء هذا الطرح بدا لي رفع التهمة عن الشيعة الإماميّة، وهذا دافع جيّد، وقد انطلقنا منه أيضاً في عدّة طروحات تحدّثنا عنها سابقاً، وفي هذا المشروع أيضاً، لكن ليس الهدف الوحيد هو رفع تهمةٍ عن الشيعة، فأنا لا أخدم الحديث النبويّ لأجل الشيعة فقط، بحيث يبدو عملي في الحديث النبوي وكأنّه ليس لأجل الحديث ولا لأجل النبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، وإنّما لأجل رفع تهمةٍ عن مذهب إسلاميّ معيّن، هذا الأمر بهذه الطريقة الحصريّة لا يكفي، فقبل كلّ شيء نحن نشتغل على الحديث النبوي عند السنّة أو الشيعة لأجل الحقيقة، ولأجل الحديث النبوي نفسه، ولأجل موقع النبيّ في الأمّة وفي التشريع الإسلامي، فنحن ومذاهبنا للنبيّ وليس العكس، فلا أخدم النبي لأجل مذهبي، بل أخدم المذهب والدين لأجل النبيّ. وليس النبيّ هنا بصفته الشخصيّة، وإنّما بصفته الرسوليّة وبعنوانيّة القدوة التي فيه، وهو بصفته الرسوليّة يمثل الله، لتكون الخدمة الحقيقيّة لله تعالى، فهو غاية مقاصدنا وأهدافنا ومنتهى نظرنا ونوايانا، وهذا هو عنوان التوحيد الذي تندكّ فيه خدمة الأنبياء بخدمة الله، ولا تندكّ فيه خدمة الله بخدمة الأنبياء بحيث يغيب عن شعورنا إحساس خدمة الله ليختفي في اللاشعور وفي الوعي العقلي النظري فقط، فيما يظهر في الشعور مفهوم أو إحساس خدمة النبيّ مثلاً. أرجو التنبّه للموضوع التوحيدي هذا، فهذا أمر ضروري في التعامل مع القضايا الدينية، حتى لا تكون القضايا الدينية في خدمة تنافسٍ مذهبي أو ديني، بل التنافس يجب أن يكون على خدمة القضيّة الدينية، فهذا مقصد أوّل، فيما الذي أشرتم إليه ـ وأنا أقبَلُه ـ مقصدٌ ثانٍ. ويوماً ما كان أحد المؤرّخين المعاصرين الذين كتبوا في سيرة النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم حاضراً في مدينة قم، وكان يسأله أحد الإخوة: لماذا جعلت كتابك في السيرة النبويّة كثير المجلدات، مع أنّ الخطّ كبير وعدد صفحات المجلّدات قليل، فيمكنكم تقليل عدد المجلّدات بزيادة عدد صفحات كلّ مجلّد مع تصغير حجم الخطّ قليلاً؟ فأجاب: كنت أريد بذلك أن أثبت لأهل السنّة أنّ الشيعة كتبوا أكبر كتابٍ في السيرة النبويّة!

أضف إلى ذلك، هناك غاية أخرى نبيلة ـ إلى جانب الغايتين النبيلتين المتقدّمتين: غاية رفع التهمة، وغاية خدمة النبيّ وحديثه الشريف ـ وهي تكريس استحضار النبي وحديثه في المجتمع الإمامي نفسه، فهذا النبيّ الذي نؤمن جميعاً به، وبرسالته وكتابه، بمذاهبنا كافّة، يجب أن يحظى بحجمه الطبيعي في الاستحضار في حياتنا، بشكل يأخذ موقعه الحقيقي في مقابل الصحابة من جهة، وفي مقابل أهل البيت من جهة ثانية، فأيّ تضخّم للصحابة ـ بعضهم أو كلّهم ـ على حساب حضور النبيّ في وعينا وثقافتنا النخبويّة والعامّة، هو خطأ؛ لأنّه قلبٌ للأوضاع. وأيّ تضخّم لأهل البيت النبوي ـ بعضهم أو كلّهم أو أصحابهم ـ على حساب حضور النبيّ في وعينا وثقافتنا ويوميّاتنا النخبوية والعامّة، هو أيضاً خطأ؛ لأنّه يعني عدم التناسب بين النظريّة والتطبيق، وبين الفكرة والممارسة، وبين المفهوم والشعور، فالأحجام والتمييز بينها ضروريٌّ للغاية، لا بتقليل قيمة أهل البيت والصحابة، بل برفع قيمة النبي وحضوره بدرجةٍ أعلى. ليرجع كلّ واحدٍ منّا إلى نفسه ويختلي بضميره ويسأل أعماقه بصدق ودون مواربة أو اختباء: هل الحضور الشعوري للنبي في حياتي أكبر أو بالحجم الصحيح نسبةً للحضور الشعوري لغيره؟ هل أجد نسبة انزعاجي لو أهين النبيّ أكبر أو مساوية لنسبة انزعاجي لو أهين غيره؟.. واللطيف أنّ كلّ واحدٍ من المذاهب يتهم الآخر بأنّه يمسّ النبيّ بسوءٍ لتلميع صورة رجاله من الصحابة أو أهل البيت! وهذا يعني أنّ كل واحدٍ منهم يقرّ بأنّ النبيّ ينبغي أن يكون أرفع شأناً من الذين نتنازع عليهم أو فيهم.

ولا أقول بأنّ التغيّر الذي يحصل في الأحجام على المستوى الشعبي مثلاً ناشئ عن سوء قصد، بل له مبرّراته التاريخية وظروفه، وهذا معلوم واضح، إنّما نتحدّث حتى عن هذا التحوّل في الأحجام من دون قصد وعن حسن نيّة أو لظرف تاريخي معيّن، فهذا الظرف التاريخي لا ينبغي أن يحكم التاريخ كلّه حتى لو حكم فترةً خاصّةً لعنوان ثانوي خاصّ. ومن هنا يجب أن نعي جيداً ونعرّف الناس بسيرة النبيّ وتاريخه كما نعرّفهم بسيرة الصحابة وأهل البيت، بل وأكثر، ونحن والحمد لله وجدنا تقدّماً ملحوظاً في هذا الإطار خلال القرن الأخير. نسأل الله أن يوفّق العلماء والعاملين للمزيد منه إنّه وليّ قدير.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36791832       عدد زيارات اليوم : 17321