• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
158 لماذا إهمال النقد السندي والمضموني لروايات المهدويّة؟! 2014-09-23 0 3424

لماذا إهمال النقد السندي والمضموني لروايات المهدويّة؟!

 السؤال: أعتقد أنّ العقيدة المهدويّة تعاني من مظلوميّة كبيرة، وهي إهمال التحليل والنقد السندي والمضموني للروايات الواردة في الإمام المهدي عجّل الله فرجه.. فبينما نجد أنّ باقي روايات الأئمّة المعصومين دخلت تحت مشرط ومبضع ومجهر النقد والتمحيص الروائي والسندي.. لا نجد هذا الأمر قد حصل مع الروايات المهدويّة، فكلّ رواية نأخذها وننشرها دون نقد السند والمضمون.. بل وصل الأمر الأخذ بروايات غير الشيعة، بل وحتى غير المسلمين، كالاستشهاد بالعهد العتيق والجديد وغيرهما.. فهل توجد دراسات للروايات المهدويّة على مستوى نقد السند والمضمون؟! الموجود في الأسواق والمكتبات هو تجميع جامع مانع للروايات المهدويّة دون مراعاة نقد السند والمضمون.. أنا ضدّ الإفراط والتفريط بين نكران كلّ الروايات المهدويّة باعتبارها أخبار آحاد، ولا اعتبار الروايات المهدويّة جميعها كلّها على مستوى واحد من الحجيّة، بل أراه أمراً بين أمرين ولكن.. رأيي ليس بحجّة أمام الله.. فسؤالي هو: ما هو الطريق الشرعي لاستيعاب الروايات المهدويّة بين مطرقة السند وسندان المضمون؟ كيف نتعامل مع الروايات الواردة في بحار الأنوار الجزء المهدوي، وموسوعة معجم أحاديث الإمام المهديّ، والمعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي؟ أنا جدّاً محتار عن مدى القيمة المعرفيّة لدراسة سند ومضمون الروايات المعرّفة بالمهدويّة. هذا سؤال منهجي أرجو الجواب عليه؛ لأنّي جدّاً محتار، علماً أنّني إنسان جاهل.. (أبو أحمد الكربلائي).

 

الجواب: سبق أن تحدّثنا عن مثل هذا الموضوع، وأكّدنا على صحّة التساؤل والفكرة التي ذكرتموها، ليس في موضوع المهدوية أو علامات الظهور ووقائعه فحسب، بل في مجمل النصوص العقديّة أيضاً والمسمّاة بروايات المعارف، وقد ضممت سابقاً صوتي إلى صوت الأستاذ محمد رضا الحكيمي الذي دعا مراراً لنهضة بحثيّة في روايات علم الكلام. إنّ المشكلة أنّ بعض الناس يريدون تحييد بعض الروايات عن أصول البحث بحجج وذرائع يطرحونها تمثل وجهة نظرهم في هذا السياق، فتسمع من يقول لك بأنّ الرواية الكلامية لا يجب التدقيق فيها، بينما تجدهم يبالغون في التدقيق في الرواية الفقهية التي قد تتصل بأمر جزئي بسيط. إنّه لخطر كبير أن يتمّ التساهل في مناهج الاستدلال الكلامي في مقابل التشدّد في مناهج الاستدلال الفقهي، وهذا قلب للمعادلة وللأولويات.

إنّ الروايات الكلاميّة كلّها يجب أن تُجمع في موسوعة جامعة مع ذكر مصادرها وطرقها وأسانيدها وصيغها في المصادر المختلفة، وتُمَنهج على طريقة الحرّ العاملي في كتاب (تفصيل وسائل الشيعة) أو على طريقة كتاب (جامع أحاديث الشيعة)، ويصار عند مراجعة كلّ موضوع كلامي إلى الرجوع إلى الكتاب الكريم للتأمّل فيه وما يعطيه في هذا الموضوع الكلامي أو ذاك، ثم العودة ـ بعد البحث العقلي الممكن أيضاً ـ إلى نصوص السنّة المنقولة، لرصدها وتحليلها وتفكيكها من حيث القيمة المعرفيّة، والكشف عن عناصر قوّتها وضعفها، وتمييز بياناتها وألسنتها وحدود دلالاتها وحالات التعارض القائمة بينها لو كانت، وعرض هذه السنّة على قاطع العقل ودلالات الكتاب الكريم، والسعي للكشف في سلسلة المصادر والأحاديث لهذه الرواية أو تلك عن احتمالات وضعها من خلال طبيعة أسماء الرواة الواردة فيها وتاريخهم، ومن خلال توافر السند لروايات هذا الموضوع أو ذاك في مقابل كثرة المراسيل التي توحي بمشكلة وضع أحياناً؛ لأنّ الإرسال الكثير قد يوحي أحياناً بإرادة الوضع، فتمّ حذف الأسماء وهكذا.

لقد تحدّثنا في أكثر من مناسبة عن أنّ الفقهاء المتأخّرين قد أتقنوا عملهم إتقاناً يُشكرون عليه، فتجدهم في أيّ بحثٍ فقهي يراجعون الكتاب والسنّة ويضعون نصب أعينهم النصوص الحديثية، ويفكّكونها، وينتقدونها مصدراً وسنداً ودلالة، ويرجّحون بعضها على بعض أو يجمعون بينها بتوفيقٍ معقول، لقد أتقن الفقهاء عملهم مهما كانت وجهة نظرنا في إمكانية تطوير الدرس الفقهي عندهم، وقد نظّموا طرائق البحث والاستدلال عندهم في القرون الأربعة الأخيرة تنظيماً رائعاً، فجزاهم الله خيراً، وكانت دعوتنا إلى أن تحذو العلوم الدينية الأخرى ـ كعلم الكلام ـ حذوَ الفقه الإسلامي في تنظيم البحث، والتشدّد فيه وترك التساهل، والبعد عن الخطابيّة والعاطفة والحشد العشوائي، والتدقيق والتمييز بين الأمور والنصوص، هذه هي دعوتنا المتواضعة، نسأل الله تعالى أن يأخذ بيد العلماء كافّة لنهضة بحثية جادّة في تلك العلوم أيضاً، وهي نهضة بدأنا نرى مؤشراتها عند بعض العلماء مؤخّراً والحمد لله.

ولا مانع، بل إنّني أدعو مراراً، لأن تكون هذه الموسوعة الحديثية الكلاميّة غير مقتصرة على الحديث الشيعي الإمامي، بل تشمل كلّ الروايات الإسلاميّة المتصلة بالموضوع الكلامي، سواء عند الإماميّة أم السنّة أم الزيدية أم الإباضية أم غيرهم؛ ليكون الباحث على دراية وتأمّل ووعي بكلّ التراث الحديثي الإسلامي (بل وحتى غير الإسلامي) في الموضوعات الكلاميّة أو شبه الكلاميّة، وله الحقّ بعد ذلك في اختيار ما يراه الصواب من هذه المجموعات الحديثية، أو أن يكون ذلك موجباً لتعاضد الحديث بين روايات المذاهب، فيفضي ذلك إلى تقوية الحديث أيضاً.

ولا بأس أن أشير هنا إلى نقطة مهمّة ومثيرة وهي روايات علامات الظهور، إذ يبدو لي غريباً بعض الشيء أنّ بعض الإماميّة يُبدون تحفّظاً هائلاً على استقدام الأحاديث السنيّة إلى التراث أو التداول الإمامي، ويرون ضرورة الفصل بين الحديث الإمامي وغيره، كما هي الحال عند كثيرين من علماء وأبناء المذاهب الأخرى في حقّ الحديث الإمامي، فالأصالة في العقل المذهبي هي للحديث المذهبي لا غير، لكنّ الملفت أنّ الكثير من الإماميّة (المتأخّرين) باتوا يدمنون تداول روايات الظهور وعلاماته، والكلّ يعرف أنّ الكثير إن لم يكن أغلبية روايات علامات الظهور وآخر الزمان سنيّة وليست شيعيّة، وأنّ قدماء الشيعة ـ باعتراف بعض العلماء المذهبيّين المعاصرين ـ لم تكن لديهم ثقافة متابعة علامات الظهور، ولا تجد كثيراً في كتبهم أبواباً للاهتمام بهذا الموضوع وتدوين رواياته، فما هذه الغرابة أن كُسر القيد عن الحديث غير المذهبي ورحّب به في الوسط المذهبي في هذا الملفّ بالذات بحيث باتت روايات علامات الظهور غير الإماميّة شائعة جداً في التداول الشعبي العام! هذا أمر ملفت بعض الشيء. لا أقول: ذروا هذه الروايات لأنّها سنيّة، بل أتحدّث عن المفارقة في أداء البعض، وإلا فإنّ رأيي هو استحضار هذه الروايات لكن بين يدي الباحثين لدراستها وتقويمها، لا أن تترك للتداول الشعبي دون دراسة أو مراجعة أو توضيح لتخلق ـ دون ضبط علمي ـ وعياً شعبيّاً كبيراً، إلى حدّ أن بعض العلماء حفظه الله اضطرّ مؤخّراً للخروج الإعلامي، كي يقول بأنّ ما يجري في العراق ليس هو السفياني، تخوّفاً منه ـ فيما يبدو لي ـ من تداعيات روايات السفياني على معنويات الناس والمقاتلين، بما قد يترك تأثيراً سلبيّاً على مجريات الأوضاع العسكريّة الميدانيّة، الأمر الذي يدلّ على حجم حضور وتأثير هذه النصوص في تفاصيل معطياتها على الحالة العامّة، وهو ما يشدّد أكثر على ضرورة دراستها علميّاً وتوعية الناس بشأنها من قبل العلماء والباحثين الكرام. وقد وجدنا مؤخّراً من بدأ يتحدّث عن تحليل خاص في روايات الظهور، وأنّ فيها روايات صادقة، وفيها روايات أمويّة حسب تعبيرهم (ويمثلون لذلك بروايات سيطرة السفياني على العراق، وأنّها روايات أموية تتناغم وأحلام الأمويين). وبصرف النظر عن صحّة هذا التحليل الجزئي هنا أو هناك، لكنّه يعني لي أنّنا قد نكون بدأنا بعمليّة غربلة لنصوص علامات الظهور، ونأمل أن تأخذ هذه الغربلة مسارها الصحيح بطريقة علميّة موضوعيّة متقدّمة إن شاء الله.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36692216       عدد زيارات اليوم : 16116