السؤال: في حال عدم رغبة المكلف ـ بالنسبة لزكاة الفطرة ـ أن يعطي الطعام للفقير، ورغبته في أن يعطي المال.. لماذا تجب نية البدلية والتوكيل عند الفقهاء، مما يعدّه البعض تعقيداً لا طائل منه؟ أليست العبرة بالخواتيم؟ (كميل، لبنان).
الجواب: السبب في ذلك عندهم أنّ نصوص القرآن والسنّة في زكاة الفطرة وأمثالها من الكفارات، دلّت على لزوم إطعام الفقير أو المسكين، وعندما تكون النصوص دالّةً على الإطعام فلا يكفي ـ في تحقيق ما تطلبه النصوص ـ مجرّدُ دفع المال للفقير؛ لعدم صدق الإطعام على مجرّد دفع المال. وإذا اضطرّ الإنسان مثلاً لدفع المال فإنّه يوكل الفقير بالصرف على نفسه بالإطعام، فيتحقّق بمفهوم الوكالة أنّ الموكل قد أطعم الفقير ولو بالوكالة، وهذا إنّما يكون لمنع الفقير من صرف مال الزكاة في غير الطعام، عند من يشترط في الزكاة ذلك، فالقضيّة لا تتجاهل الخواتيم وإنّما تحاول أن تكون حريصةً عليها؛ لأنّ الخواتيم هنا هي الإطعام ورفع حاجة الأكل، وهذا هو الغرض والمقصد الإلهي. نعم لو فهم الفقيه من النصوص أنّ الإطعام كان مجرّد مثال لأبرز الحاجات، وأقام شواهد على فهمه هذا، كان بالإمكان التخلي عن ما ذكره مشهور الفقهاء، إلا أنّ هذا مما لا علم لي بمن أفتى به.