السؤال: كيف يكون القرآن العربي معجزًا لغير العربي؟ فرُبّ أعجمي يسمع عن إعجاز القرآن فيتساءل: وأين يعجزني؟ إنما عجزي عنه لمكان العجمة واختلاف اللسان؟ (أحمد غازي).
الجواب: ليس المهم في المعجزة ـ ولا هو بالشرط اللازم فيها ـ الإحساس الذاتي الفردي بالعجز عن الإتيان بها، بل المهم هو إدراك العجز الإنساني والبشري عن الإتيان بها، ولو كان هذا الإدراك عبر مقدّمات عقليّة وفكريّة، ومن هنا قال المتكلّمون المسلمون بأنّ إدراك غير العربي عجْزَ العرب عن الإتيان بالقرآن الكريم، ومعرفته بظروف النبي محمّد ـ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم ـ سوف يفضيان به إلى قناعة تامّة بأنّ هذا الكتاب لم يأتِ في ظروف طبيعيّة، بل لابد من وجود تدخّل لقوّة غير عادية فرضت وجوده، وهذا كافٍ في إثبات الإعجاز عندهم.
١) إن المقام هنا ليس عجز البشرية ، بل عجز العرب (هذا على أكثر تقدير ، أي إن لم نقل عجز العرب في مرحلة معينة فقط) .
٢) قولكم “ومعرفته بظروف …وجوده” يعجل المعجزة شخصية النبي وليس القرآن ، فتكون معجزة تاريخية ، ولا يخفى ما في المعجزة التاريخية من إشكال .