• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
73 كيف يكون الإسلام دين رحمة وهو يقتل غير المسلم ويسبي نساءه ويستعبد الناس؟ 2014-05-12 1 7425

كيف يكون الإسلام دين رحمة وهو يقتل غير المسلم ويسبي نساءه ويستعبد الناس؟

السؤال: تردنا شيخنا العزيز أسئلة كهذه، فكيف تردّ عليها؟ كيف نتعاطى معها؟ ما هو جوابها؟ وهذا سؤالٌ منها: (اليوم منشوري بسيط جداً، وهو سؤال افتراضي للذين يؤمنون بأنّ الإسلام دين رحمة.. وسؤالي هو: لو غزا البوذيون دياركم أيها المسلمون، واحتلّوا أرضكم بالقوّة، وشرطوا عليكم، وقالو لكم: إمّا أن تكونوا بوذيّين وأن تشهدوا الشهادتين أمامنا، وهما: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ بوذا رسول الله، أو تدفعوا الجزية لنا، أو نقاتلكم، ثم بعد ذلك نأخذ نساءكم جواري لنا لنضعهنّ في أحضان البوذيّين، ونبيعهنّ في أسواق الرقيق كما تباع الأغنام، ثمّ نأخذ فتيانكم عبيداً لنا نفعل بهم ما نشاء، وإذا قلتم لهم لماذا تفعلون بنا ذلك، فسوف يقولون لكم: إنّ رسولنا بوذا صلّى الله عليه وسلّم قال لنا: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، وأنّ بوذا رسول الله، فمن قالها عصم ماله ودمه عنّي) حديث متفق عليه. وأيضاً إنّ كتابنا وربّنا أمرانا أن نقاتل كلّ من لم يؤمن بأنّ بوذا رسول الله، وأنّ كتابنا المقدّس الذي نزل من قبل الله على نبيّنا بوذا صلّى الله عليه وسلّم قال: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)، وأنتم نعتبركم إما من الذين لا يؤمنون بالله أو أنّكم من أهل الكتاب. فسؤالي هنا: أيّها المسلمون، ماهو رأيكم في نبيّ الله بوذا، وفي كتاب بوذا المقدّس، وفي الإله بوذا؟ سؤالٌ أطرحه للذين يؤمنون بأنّ الدين الإسلامي دين رحمة، والذين يترضّون على قادة الفتوحات الإسلاميّة، وأرجو من كلّ من قرأ هذا المنشور أن يجيب على أسئلتي، وإن لم يجب على أسئلتي الافتراضيّة هذه، فأعتقد أنّه فيه شيء من النفاق، وأنا أنتظر ضمائركم تتكلّم عن رأيها في إله بوذا، وفي كلام بوذا، وفي كتاب بوذا، وفي أتباع بوذا، وصلّى الله على سيدنا بوذا وعلى آله وأصحابه أجمعين. وشكراً لكم. أخوكم زرادشت النهرين)، كيف تعلّقون شيخنا؟ (كرار السعدي، العراق).

 

الجواب: يمكن لي أن أعلّق سريعاً بعدّة نقاط:

أولاً: هذا السؤال موجّه للذين يؤمنون بالجهاد الابتدائي الدعوي، وهم مشهور الفقهاء، فهم مسؤولون عن الجواب عن هذا السؤال، وأمّا بالنسبة لي شخصيّاً، فلا أؤمن بهذا الجهاد أساساً، بل أراه محرّماً شرعاً، ويقع على خلاف النصوص القرآنيّة، وقد كتبت في ذلك بحثين نُشرا في كتابي (دراسات في الفقه الإسلامي المعاصر 1: 59 ـ 200، و4: 287 ـ 335)، وهما في حوالي مائتي صفحة. وكلّ ما فهمه الفقهاء بوصفه شرعنةً لهذا الجهاد رأيتُه غير دالّ، بل رأيت النصوص القرآنية على عكسه، فبالنسبة لي شخصيّاً، وكذلك لجمع من العلماء، يكون الإسلام دين رحمة على معايير الناقد هنا، إذ ليست فيه مثل هذه الأمور.

ثانياً: إنّ هذا النوع من النقد الساخر الذي بات واسع الانتشار، لا أعتقد بأنّه يوصل إلى حقيقة، فإنّ الآخرين بإمكانهم استخدام هذا النوع من النقد الساخر حتى في أكثر القوانين العالمية إنسانيّةً اليوم، فقانون الملكية الخاصّة الذي يجعل نصف ثروات الأرض ـ بحسب إحصاءات الغرب أنفسهم ـ بيد واحد في المائة من سكانها فقط، هو أظلم وأشرس وأبشع قانون عرفته الإنسانيّة، وهو القانون الذي تؤمن به جميع الدساتير والقوانين الوضعية والدينية، عدا الفكر الشيوعي، ولو أردتُ أن أنسج مسرحيّةً تراجيديّة درامية حول مآسي هذا القانون الذي يطبّقه حتى الناقد الموقّر هنا لكان أبشع من الصورة التي قدّمها الناقد نفسه. وحتى مفهوم تقسيم الأرض إلى أوطان صغيرة، والذي عليه تقوم قيامة العالم المتحضّر اليوم، هو قانونٌ ظالم جائر يضيّق من فرص تنقّل البشر على وجه الأرض، ومن حريّاتهم ومن حقوقهم في الانتفاع بالطبيعة أينما كانت؛ لأنها للإنسان كلّه. إنّ التفكير بهذه الطريقة النقديّة لا ينفع أبداً، وليس بهذه الطريقة تبنى القوانين والحقوق، وإنما بدراسة المبرّرات الموضوعية ورصدها وتأصيل الحقوق وفقاً لنظريّة فلسفية وعلميّة، فلماذا في فرنسا ـ وهي البلد الأكثر تحرّراً في العالم ـ لا يُسمح قانونياً بكشف العورة في الشارع، بل حتى بكشف المرأة لثدييها فيه، ويجرّم مالياً من يفعل ذلك، مع أنّ ذلك نقضٌ لحقوق الناس وحريّاتها؟! ولماذا لم ننسج مأساةً تراجيدية تتعاطف مع الشباب الراغبين في التعرّي في شوارع باريس؟! والقانون الفرنسي بالمناسبة يجرّم كلّ ظهور جنسي في الشوارع عدا الأماكن المخصّصة لذلك أو برخصة استثنائية من الدولة أو البلدية. وحتى محاربة المخدّرات هي ليست إلا ظلماً وقهراً، فلماذا يُسجن ويحارَب ويضيّق على عشرات الملايين في العالم من مدمني المخدرات، أليس من حقّهم العيش كما يشاؤون؟! وإذا كان في ذلك ضرراً عليهم فما شأني أنا؟! وهل أنا بالوصيّ على الناس؟! فليضرّوا أنفسهم ويهلكوها، فهذا شأن البشر، وكلّ مسؤول عن فعله، فكم من معاناة عاشها مدمنو المخدرات بسبب تضييق القوانين العالمية والمحليّة عليهم؟ لو أردنا نسج صورة تراجيدية لأمكن التعاطف معهم، بل مع الذين ينتحرون أو حتى ينظّمون جلسات انتحار جماعي!

إذن، بهذه الطريقة لا يمكن سنّ القوانين، ولا بالعواطف ولا بالرومانسيّة التي تأكل عقول العرب الطامحين للأمان والحبّ والاستقرار نفسيّاً بسبب معاناتهم السياسية والاجتماعية اليوم. إنّما تسنّ القوانين وتحاكَم وتُنتقد بدراسة مبرّراتها الموضوعيّة، فإذا كانت مبرّرةً موضوعيّاً فهي مشروعة ولو كانت قاسية تراجيدياً، ولو كانت غير رومانسية. ولو أراد مقنّنو القوانين في العالم أن يسيروا خلف العواطف والرومانسيّة فقط لكنّا اليوم في كارثة.

لا أقصد بما قلت تبرير أيّ طرح أو قانون أو تشريع.. أبداً، بل القصد أنّ النقد أو التبرير لا يقومان على هذه الآلية العاطفيّة في دراسة الأمور فقط من جهة واحدة، فالسجّان والشرطيّ والقاضي والمدّعي العام أو وكيله والجندي وغيرهم يمارسون فعلاً صحيحاً، ولو كان غير رومانسيّ أو عاطفي للوهلة الأولى؛ إذ الحياة لا تُدار بالعاطفة والحبّ فقط، وإنّما تحتاج لرؤى أخرى أيضاً مع الحبّ والعاطفة.

ثالثاً: إنّ التفكير الديني ينطلق من زوايا ومنطلقات تختلف تماماً عن تفكير الناقدين هنا، وأرى أنّ الناقدين يحمّلون خلفياتهم الفكريّة على الفكر الديني الذي يختلف معهم في هذه الخلفيّات، فالناقد يرى الضرر والإضرار مفهومان ماديّان دنيويان، فلو أراد شخص أن يُدمن على المخدرات أو يروّجها اعتُبر مضرّاً بنفسه وبالمجتمع، ومن هنا برّر القانون وبرّرت السلطة لنفسها منعه من ذلك، لكنّ العقل العلماني الوضعي لا يؤمن بشيء اسمه الضرر الأخروي، ولأنّه لا يؤمن بذلك اعتبر أنّ العقل الديني متعسّف، وكان من المفترض أن يقول: إنّ العقل الديني له مبرّره في هذا الفعل، وهذا التبرير معقول على أصوله الفكرية، لكن حيث نحن نختلف مع هذه الأصول الفكريّة للعقل الديني لهذا لا نرى تبريره صحيحاً. فالعقل الديني هنا يقول بأنّ الشرك ظلمٌ ومفسدة وضرر على الإنسان وعلى حياة المجتمع العالمي، تماماً كما ترى أنت أنّ المخدّرات ضررٌ على البشريّة. ومن حقّك أن تناقش الفكر الديني في كون الشرك ضرراً، وتقول لهم: أنا لا أؤمن بأنّه ضرر؛ لأنّني لا أؤمن بالآخرة أساساً مثلاً، لكن هم يقولون لك بأنّنا حيث نؤمن بذلك نمارس فعل التقنين على أساس ما نراه ضرراً، فالمخدّرات قد تجد اليوم من يدافع عن وجودها، ومع ذلك فالقانون لا يعير بالاً لمن ينظّر لصلاح تناول المخدرات؛ لأنّ القانون رأى بنظرته الخاصّة أنّها ضررٌ وطبّق ما رآه. والفكرُ الديني يفعل الشيء نفسه، فهو يقول بأنّ الكفر ضرر، إذ يفضي بالناس وبالأجيال إلى النار، وعليّ أن أواجهه، بفرض سيطرتي على بلاده، والحدّ من نفوذه وانتشاره، والأخذ برجال ونساء تلك البلدان لكي يعيشوا في بيوت المسلمين، فيؤثّر العيش عليهم فيسلموا، وينتفعوا بذلك كما حصل في التاريخ الإسلامي.

نعم، من حقّك أن تناقش في ضرريّة الكفر، ومن حقّك أن تناقش في وجود الآخرة أساساً، ومن حقّك أن تناقش في وجود ضرر أعظم لو استخدمنا هذا الأسلوب في مواجهة ضرر الكفر، لكن أن تقوم بمناقشة المسلم الذي يؤمن بالجهاد الابتدائي بالطريقة العاطفية هذه، فسوف تكون كمن يناقش الطبيب في عدم رحمته عندما يقوم بشقّ بطن المريض في عمليةٍ جراحيّة كبيرة.

ما أريده هو تركيزٌ علميٌّ على مركز النقاش، وليس تصحيحَ فكرة الجهاد الابتدائي، فأنا لا أؤمن بها أساساً، وأحتمل أنّها جاءت لاحقاً في التراث الإسلامي لتبرير ما فعله المسلمون الأوائل وشرعنته، لكن عندما أريد أن أكون إنساناً علميّاً في مناقشاتي، فعليّ أن أسلك الطريق الصحيح، وإلا فسوف يناقشني من يدعو لانتشار المخدرات بنفس الطريقة، وسيقول لي بأنّ اعتقادكم أنتم بضررها شأنكم، ولكنّني لست بمعتقد، وبهذه الطريقة فإنّ الأقليّات سوف تكون مظلومة دائماً.

أرجو التأنّي في قراءة ما أقول كي نضع حواراتنا على سكّة صحيحة وعلميّة، وليس على طريقة صحفيّة أو بأسلوب التهويل الإعلامي الذي يستخدمه المتديّنون وعلماء الدين كما يستخدمه الملحدون وبعض الكتاب والمثقفين أو بعض الناقدين على السواء، فقد بات مرضاً عضالاً في حواراتنا العلمية اليوم.

 

تعليق واحد

  1. يقول علي:
    2015-01-03 22:01:27 الساعة 2015-01-03 22:01:27

    أستاذ حب الله،

    كيف توافق بين رفضك للجهاد الإبتدائي، والذي يبدو مخالفا للقرآن، وبين مشاركة علي (ع) في حروب الردة مع أبي بكر؟ كما أشار هو في نهج البلاغة :
    “فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه، فأمسكت يدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد (ص) ، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما أو هدما تكون المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل يزول منها ما كان كما يزول السراب، أو كما يتقشع السحاب، فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل وزهق ، واطمأن الدين وتنهنه”

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36699106       عدد زيارات اليوم : 1444