• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
80 كيف يعرف الإنسان أنّه صار مجتهداً في ظلّ مجتمعٍ علمي ـ كالنجف ـ لا يقوّم ولا يهتمّ ولا يشجّع؟! 2014-05-24 0 2911

كيف يعرف الإنسان أنّه صار مجتهداً في ظلّ مجتمعٍ علمي ـ كالنجف ـ لا يقوّم ولا يهتمّ ولا يشجّع؟!

السؤال: شيخنا الحبيب وأستاذنا الرائع، مولاي، بودّي أن أجد ناصحاً أميناً أتوجّه إليه بسؤالٍ يحيّرني، ونصيحة يسديها إليّ في ميدان العلم، ولا أعرف، فإنّ قلبي قد ركن لكم وانساق معك سماحة الشيخ، فهل تتحمّلني بهذا السؤال الساذج؟ شيخنا ما هي ضابطة الاجتهاد؟ وما هو المطلوب من الإنسان لكي يكون مجتهداً؟ لأنّه قد تشابهت الأمور علينا، فقسمٌ من العلماء يقول: لو تدرس ثلاثين عاماً فأنت لا تزال تحبو، وقسم يقول: أنا أستطيع أن أعطي إجازة اجتهاد خلال ثلاث سنوات! فما هو الضابط أو هل يوجد ضابط معيّن في هذا المضمار؟ شيخنا هنا في النجف لا يوجد تقييم، ولا توجد عناية، ولا يوجد تبنٍّ، ولا يوجد من يسأل عنك، ذهبتَ أم أتيت، ولا يوجد رابط بين كثير من الأمور، وكأنّنا ندرس بلا هدف وبلا غاية، وكثيرٌ من الإخوة الفضلاء أصابهم اليأس وانتابتهم الخيبة من جرّاء عدم وجود من يعتني بهم ويستغلّ طاقاتهم! شيخنا أرجوك بالزهراء حبيبة رسول الله، أن تخرجني من حيرتي القاتلة، فكثير من الأحيان أشعر أنّه لا فائدة من الدراسة، ولا من قضاء هذا الوقت الطويل. ثم هل إنّ تقييم الإنسان لنفسه وشعوره بالقدرة على النظر في الحكم الشرعي كافٍ وصحيح؟ أطلت عليك، فليسامحني الله سماحة الأستاذ وشكراً لسعة صدرك (طالب علم).

الجواب: لقد سبق لي أن تحدّثت عن هذا الموضوع في أجوبةٍ سابقة، وكذلك في بحثي حول مناهج التعليم والتعلّم في مرحلة الدراسات العليا في الحوزات العلميّة، والذي نشر في كتابي (دراسات في الفقه الإسلامي المعاصر 4: 393 ـ 507)، وقد سبق لي أن اطّلعت على هذا المشهد الذي تتكلّمون عنه من قبل الكثير من الإخوة والطلاب الذين قدموا من النجف، وليست هذه المشكلة خاصّة بالنجف، بل يمكنني أن أؤكّد لكم بأنّ هذه المشاعر يعيشها الكثير من طلاب العلوم الدينية في غير مكان من العالم، وهو أمرٌ لمسناه في مسيرة علاقاتنا بالكثيرين، لاسيما الطموحين والأذكياء منهم، والذين يعيشون الكثير من خيبات الأمل، ومن انهيار الصورة والآمال والتطلّعات عندهم يوماً بعد يوم. ولا أريد أن أدخل في المشكلة وتوصيفها ومن هو المسؤول عنها، فقد سبق أن تحدّثنا عن هذا بعض الشيء، ولكن أريد أن نفكّر سويّةً في حلٍّ عمليٍّ (أوّليٍّ ممكنٍ) أفضل لهذه الشريحة الكبيرة من الطلاب المخلصين والصادقين إن شاء الله.

أوّل خطوة في فضاء غير سليم من هذا النوع قد لا يُنصف ولا يرعى ولا يهتمّ، وقد تقوم المعايير فيه على العلاقات أحياناً، وعلى اعتبارات متعدّدة متشابكة أحياناً أخرى.. أوّل خطوة هي أن ندرك بوعيٍ عميق أنه لا ينبغي اللهث خلف الوضع القائم لنحصل على اعتراف منه بعلمنا؛ لأنّنا لن نحصل عليه في ظلّ الفوضى النسبيّة في التعاطي مع الأمور، وعدم وجود صيغ وطرق قانونيّة ثابتة لتحصيل شهادات علميّة، كما هي الحال في الجامعات العالميّة.. فأوّل خطوة هي القطيعة مع مفهوم كسب الاعتراف، تليها الخطوة الثانية، وهي أن تنتج عملاً معرفيّاً ثم تقوم بعرضه على فضاء آخر بعيد عن الفضاء المرتبك الذي يحيط بك، لتكسب ثقتك بنفسك، تلك الثقة الضائعة، والتي لا ينبغي أن تنتظر في مجتمعاتنا العربية والإسلامية من يعطيك إياها، فعليك أن تنتزعها انتزاعاً بالتوكّل على الله تعالى.

لماذا لا تنفتح النخب التي من أمثالكم على شخصيّات أخرى خارج المربّع الذي تعيشون فيه.. على شخصيات تُعرف بموضوعيّتها وعقلانيّتها النسبيّة، لتتواصلوا معها وتقدّموا لها الأعمال العلميّة، شفويّاً أو كتابيّاً، لتكون ثمرة هذا التواصل هو أن تمنحكم هذه الشخصيات الثقة بأنفسكم حتى لو لم تمنحكم اعترافاً علنيّاً أمام الآخرين بمستواكم العلمي، نظراً لبعض التعقيدات مع الأسف. فإذا أمكن تشكيل خليّة بحثية أو خلايا بحثية في أوساطكم لتقوم بجهود بحثية علميّة اجتهادية، ثم تعرضها على شخصيّات معتدلة التقويم في النجف أو خارجها ـ غير مفرطة في تعاملها مع الأمور، وكأنّ الاجتهاد شهادة بالنبوّة أو الرسالة ـ فإنّه من الممكن أن تصلوا إلى شيء جيّد في هذا السبيل إن شاء الله.

السبيل الآخر الذي يمكن أن ينضم إلى سابقه، هو أن تقوموا بتقويم بعضكم بعضاً، بكلّ موضوعية وشفافية، فإذا وجدتم نوع الهفوات العلميّة التي تقعون بها كبيراً، كان ذلك مؤشراً على أنّ المسيرة ما تزال تحتاج لوقت بالنسبة إليكم، وإذا وجدتم أنّ نوع الهفوات صار أقلّ، كان ذلك مؤشراً طيباً على تقدّمكم المعرفي.

أمّا قضيّة أنّ الإنسان يقوّم نفسه، فهذا شيء ممكن، لكنّه غالباً ما يكون مشوباً بالأخطاء، إذ يحتاج الأمر إلى نسبة عالية من الموضوعيّة عند الشخص كي يقوم بمقارنة نفسه مع كتابات الآخرين، وما رأيناه أنّه في كثير من الأحيان تقع أخطاء في التقويم، لهذا يفضّل أيضاً أن يشاركك التقويم آخرون ليرشدوك إلى مواقع الخطأ، بحيث يتحدّد المستوى العلمي بشكل جيّد. والمشكلة أنّ بعض الأذكياء والنابهين قد يستعجلون تقويم أنفسهم فيقعون في الخطأ، كما أنّ العجلة قد تحكم تصرّفات بعضنا الآخر، فينبغي التنبّه لهذا الأمر، فقد صرنا نلمس في الفترة الأخيرة عجلةً في التصدّي لمقامات قد لا يكون الإنسان أهلاً لها، وهذا له مردود سلبي على المستوى الشخصي، وعلى مستوى المؤسّسة العلميّة عامّة.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36833478       عدد زيارات اليوم : 13767