السؤال: هل من يرتدي العمّة السوداء، ويسمّى (سيّد) يعني ينتهي نسبه إلى أهل البيت عليهم السلام، أي هو عربي النسب، ولا يوجد شك في ذلك؟ لذا نرجو توضيح نسب علماء إيران من السادة أمثال السيد الخامنائي والسيد الخميني والسيد السيستاني، أعني السادة رحم الله الأموات وحفظ الله الأحياء بحقّ محمد وآل محمد.. حيث يدور حديث أنّهم ليسوا بعرب فكيف صاروا سادة ينتهي نسبهم إلى أهل البيت؟!
الجواب: المعروف فقهيّاً أنّ الهاشمي هو من انتسب شرعاً ـ عبر الأب ـ إلى هاشم جدّ النبيّ محمّد صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، ولا ينحصر في نسل النبيّ وعلي وفاطمة سلام الله عليهم، بل يشمل سائر أولاد عبد المطّلب أيضاً، وهذه النسبة لا تفرض بمرور الزمان أن يظلّ الشخص عربيّاً، فلو هاجرت الأسر العربيّة إلى الهند مثلاً في حقبة زمنيّة معيّنة، وعاشت هناك وتناسلت أجيالاً وراء أجيال، بحيث أصبح الأولاد وأولادهم من التابعيّة الهنديّة ولا يعرفون شيئاً عن اللغة العربيّة، فهؤلاء هاشميّون ولو كانوا الآن هنوداً، وهكذا في الهاشمي الإيراني أو التركي أو الإفريقي أو غير ذلك، والشعوب تتداخل فيما بينها، فكم من عربيّ هاجر إلى القارّة الأمريكيّة ـ وبالأخص إلى أميركا اللاتينية ـ منذ سنين طويلة، وصار نسله اليوم برازيليين وارجنتينيين و.. ولا يعرفون شيئاً عن بلادهم العربية بل لا يشعرون بالانتماء لها أساساً، ولا ينطقون ولو بكلمة عربيّة واحدة! فكون الشخص اليوم هنديّاً أو باكستانيّاً أو أفغانيّاً أو إيرانيّاً أو تركيّاً أو غير ذلك لا يسلب إمكان أن تكون أصوله عربيّة تنتهي إلى هاشم جدّ النبيّ محمّد، وكذلك كون الشخص عربيّاً اليوم لا يمنع من كون أصوله قبل مئات السنين فارسيّة أو هنديّة أو تركيّة أو بربريّة أو غير ذلك. نعم لابدّ لإثبات النسب من الطرق الشرعيّة المعتبرة لا مجرّد الادّعاء وهذا واضح، سواء كان الشخص الآن عربيّاً أم غير عربيّ.