• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
26 كيف نفهم الروايات التي تذمّ بعض الأقوام كالأكراد والديالمة وغيرهم؟ 2014-05-12 0 1551

كيف نفهم الروايات التي تذمّ بعض الأقوام كالأكراد والديالمة وغيرهم؟

السؤال: ورد ذكر بعض الأقوام في الروايات ـ كما في بحار الأنوار وتفصيل وسائل الشيعة وغيرهما ـ وكذلك في الأدعية ـ كما في دعاء الثغور ـ وقد جاء ذكرهم في الروايات والأدعية بشكل سلبي، من قبيل السودان، والصقالبة، والديالمة، والزنوج، وغيرهم، كما استدلّ بعض العلماء من خلال ذلك على كراهة التعامل معهم و.. رغم أنّ بعض هذه الأقوام أثبتت تفوّقها في بعض الأزمنة. فهل هذه الروايات صحيحة؟ وكيف نفهمها؟ وهل هي ناظرة إلى ذلك الزمان فقط؟ هذا من جهة، وأمّا من جهةٍ أخرى، ألا يكون هذا ظلماً لتلك الأقوام حتى ولو كان المقصود منها ذلك الزمان فقط؟ (أحمد، سلطنة عمان).

الجواب: السودان والصقالبة والديالمة والزنوج والأكراد، يوجد في حقّهم ـ بحسب بحثي ـ ثلاث روايات، وهي:
الرواية الأولى: خبر أبي الربيع الشامي الذي ذكره الشيخ الكليني في الكافي، قال: قال لي أبو عبد الله (ع): (لا تشترِ من السودان أحداً، فإنّ كان ولابد فمن النوبة.. فإنّهم من الذين قال الله عز وجل: ومن الذين قالوا إنا نصارى.. أما إنهم سيذكرون ذلك الحقّ.. ولا تنكحوا من الأكراد أحداً). وهذه الرواية سندها ضعيف؛ لأنّها تنتهي إلى الحسين بن خالد، عمّن ذكره، عن أبي الربيع الشامي، وبصرف النظر عن وجود نقاش في أبي الربيع الشامي نفسه، ولكنّها مرسلة؛ إذ لا نعرف من هو الواسطة بين الشامي والحسين بن خالد.
الرواية الثانية: خبر أبي الربيع الشامي أيضاً، عن أبي عبدالله (ع)، قال: (لا تخالطهم؛ فإنّ الأكراد حيٌّ من أحياء الجنّ، كشف الله عنهم الغطاء، فلا تخالطهم). وهذه الرواية مرسلةٌ أيضاً من حيث السند؛ لأنّ في سندها: علي بن الحكم، عمّن حدّثه، عن أبي الربيع، ومتنها واضح، ولعلّ هذه الرواية ليست سوى مقطع من الرواية السابقة، فيصعب اعتبارهما خبرين اثنين مع هذا الاحتمال.
الرواية الثالثة: وهي ما جاء في الصحيفة السجّادية؛ فإنّ هؤلاء الأقوام مذكورون بشكلٍ واضح فيها، والصحيفة السجاديّة وإنّ كانت موثوقةً بالإجمال، لكنّه لم يثبت سندها بالتفصيل، بحيث يُعتمد على كلّ جملةٍ منها، تماماً كما هو رأي الإمام الخميني، ولو لاحظنا ذكرهم والسياق الذي جاء الحديث عنهم في دعاء أهل الثغور، لوجدنا أنّهم مذكورون ضمن سياق الأقوام الكافرة، وأنّهم من جملة كفرة ذلك الزمان وأعدائه الذين كانوا يعتدون على الحدود الشماليّة والغربيّة لبلاد الإسلام، تماماً كما نذكر نحن اليوم العدوّ الإسرائيلي الغاشم. ومعه فلا يمكن أن نفهم من دعاء أهل الثغور في الصحيفة السجادية أنّ الحديث عن هؤلاء كان بوصفهم أقواماً وقوميّات، بل الحديث كان بوصفهم أعداء للأمّة الإسلاميّة، فقد جاء في الدعاء النصّ التالي: (اللَّهُمَّ واعْمُمْ بِذَلِكَ أَعْدَاءَكَ فِي أَقْطَارِ الْبِلَادِ مِنَ الْهِنْدِ والرُّومِ والتُّرْكِ والْخَزَرِ والْحَبَشِ والنُّوبَةِ والزَّنْجِ والسَّقَالِبَةِ والدَّيَالِمَةِ وسَائِرِ أُمَمِ الشِّرْكِ، الَّذِينَ تَخْفَى أَسْمَاؤُهُمْ وصِفَاتُهُمْ، وقَدْ أَحْصَيْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ، وأَشْرَفْتَ عَلَيْهِمْ بِقُدْرَتِكَ. اللَّهُمَّ اشْغَلِ الْمُشْرِكِينَ بِالْمُشْرِكِينَ عَنْ تَنَاوُلِ أَطْرَافِ الْمُسْلِمِينَ، وخُذْهُمْ بِالنَّقْصِ عَنْ تَنَقُّصِهِمْ، وثَبِّطْهُمْ بِالْفُرْقَةِ عَنِ الاحْتِشَادِ عَلَيْهِمْ. اللَّهُمَّ أَخْلِ قُلُوبَهُمْ مِنَ الأَمَنَةِ، وأَبْدَانَهُمْ مِنَ الْقُوَّةِ، وأَذْهِلْ قُلُوبَهُمْ عَنِ الِاحْتِيَالِ، وأَوْهِنْ أَرْكَانَهُمْ عَنْ مُنَازَلَةِ الرِّجَال، وجَبِّنْهُمْ..). أضف إلى ذلك أنّ الديالمة كانوا معروفين تاريخيّاً بكونهم قساةً أجلافاً، وهذا لا يُراد منه إهانتهم أو الانتقاص منهم؛ لأنّ الفئة الغالبة فيهم هم قساة، وهذا تماماً كما نقول اليوم عن رغبتنا في تزويج أولادنا: لا تزوّجوا أولادكم من قبيلة فلان، أو بني فلان؛ لأنّ الغالب فيهم أنّهم قساة، وفي مثل هذه الحال لا يمكن أن نعمّم الحكم ليشمل كلّ الديالمة إلى يوم القيامة، فإنّها صفةٌ قد تتغيّر بتغيّر الأزمنة والأحوال والأفراد. فما أفهمه من هذه الروايات أنّها لا تحكي عن أحكام ثابتة على العنوان القومي أو العرقي، بقدر ما تحكي عن عناوين أخرى أخذت بعين الاعتبار، ويمكن لمسها من خلال السياق التاريخي تارةً، أو من خلال السياق اللفظي أخرى. هذا فضلاً عن عدم إمكان البناء على هذه الروايات بعد ما شرحناه من حالها السندي والتاريخي، لاسيما في اتخاذ مواقف من أقوام وأمم بأكملها، ممّا هو من الأمور الخطيرة جدّاً والتي لا يكتفى فيها بخبر الواحد. ولو صحّت هذه الروايات سنداً، فإنّ مثل الشهيد الصدر يرفضها؛ لمعارضتها للقرآن الكريم، من حيث إعلامه بتكريم بني آدم. ولا نريد التعليق الآن على مقاربة السيد الشهيد لهذا الموضوع، وهل حقّاً يثبت بذلك معارضة القرآن الكريم أم لا؟ نترك ذلك لمناسبة أخرى.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36722329       عدد زيارات اليوم : 24680