السؤال: هناكالكثير من الشهداء يحدّدون لذويهم أو أصدقائهم وقت شهادتهم، وهذه اﻷمور قد بلغت حدّ التواتر، كالشهيد علي جواد، الذي قال في حزيران 2006م بأنّه سوف يستشهدفي الصيف، وكان ذلك مصوَّراً، وكذلك الكثير من الشهداء في حربنا مع بني أميّة.. كيف تفسّرون ذلك؟ هل هو نوعٌ من العلم الحضوري؟ أفيدونا آجركم الله. (حسن حسن).
الجواب: لا يمكنني تفسير هذه الظواهر ـ بعد إثباتها بمنهجٍ علميّ صحيح ـ بطريقةٍ واحدة؛ لأنّ الأمر مفتوحٌ على احتمالات، فقد يكون ذلك إلقاءً في روع الإنسان بحيث يحسّ بذلك، ويُلْهَم شعوراً من هذا النوع يبلغ به حدّ اليقين، وقد يكون ذلك عبر رؤيا في المنام رآها فأورثته ذلك، وكانت رؤيا صادقة، أو ربما حصل أن شاهد في منامه أو يقظته لحظة استشهاده. أمّا فكرة العلم الحضوري، فهي تعني أنّ هذا الشخص قد لمس شهادته بنحو حقّ اليقين، لا أنّه صوّرت له في عالم المثال، أو أحسّ بشعور عميق في باطنه يؤكّد له ذلك، فهذه ليست من العلوم الحضوريّة بالمعنى المصطلح. ولكي نصل إلى نتائج حاسمة أو راجحة لابدّ من دراسة الحالات ومراجعة الملابسات والخصوصيّات لهذا الشهيد أو ذاك، كي نرجّح احتمالاً على آخر في مرجع يقينه وإخباره بما أخبر، آخذين بعين الاعتبار كلّ الفرضيات التي يمكن أن تطرح دينيّاً وعلميّاً، لاسيما على مستوى علوم النفس المعاصرة، وكذلك علوم الروح والعرفان، إلى جانب الدراسات الفلسفيّة الجادّة، والعلم عند الله.