• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
120 كيف نجمع بين كمال الأنبياء وإخبار القرآن عن موسى بأنّ لديه مشكلة في لسانه؟ 2014-05-18 0 2564

كيف نجمع بين كمال الأنبياء وإخبار القرآن عن موسى بأنّ لديه مشكلة في لسانه؟

السؤال: ذكر العلامة الفضلي في كتابه خلاصة الحكمة الإلهيّة: يشترط في النبيّ للقيام بمهمّة النبوة أن يتوفّر على أمرين هما: الكمال والعصمة، وذكر في الكمال أن يكون كاملاً في قواه العقليّة سليماً في قواه البدنيّة، والسؤال: ماذا عن النبي موسى فيما يحكي القرآن على لسانه (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ)، وكذا ما يُحكى في التاريخ أنّه كان مصاباً في لسانه؟

الجواب: الشيء الثابت في حقّ الأنبياء ـ كما قلنا في مناسبة أخرى ـ أن لا يفتقدوا الصفات التي يكون في افتقادها خلاف عقلانيّة فعل المرسِل، فأيّ فقدان لصفة يكون ـ بملاحظة زمان البعثة في الحدّ الأدنى ـ موجباً بطبعه وعقلائيّاً وإنسانيّاً لنفرة الناس غالباً أو عادةً من النبيّ، فهذا الفقدان لا يتصف به النبيّ، أمّا لو كان النبي فاقداً لصفة كماليّة لا يوجب فقدها خللاً في أغراض البعثة عادةً، أو كان نفور الناس منه لفقدها نفوراً غير قائم على الطبيعة الإنسانيّة بل على انحرافهم الخُلقي ـ كنفور قريش من النبي بحجّة أنّه ليس من كبراء مكّة أو الطائف ـ فهذا ممّا لا مانع منه عقليّاً.

أمّا على مستوى النصّ القرآني، فلا يوجد ما يؤكّد ضرورة كون كلّ نبيّ حائزاً على كلّ الصفات الكماليّة بأعلى مدياتها وإمكاناتها، بل على العكس، فإنّ ما أفدتموه من الآية الكريمة واضح في أفصحيّة هارون على موسى، فلا يوجد ما يُلزم باتصاف النبيّ بكلّ الكمالات وبأعلى حدودها.

نعم، إذا دلّت النصوص الحديثيّة على اتصاف نبيٍّ من الأنبياء كالنبيّ محمد مثلاً، بكلّ صفات الكمال أو بأعلى حدودها، وكانت هذه النصوص لا تخالف القرآن ولا العقل في هذا النبيّ، فلم يرد قرآنٌ ينفي اتصاف هذا النبيّ بذلك، فلا مانع من الأخذ بها حينئذٍ، لكن لا لأنّ اتصافه بها يحكم به العقل بالضرورة، بل لثبوت اتصافه بها إخباراً من النصّ الديني المعتبر والثابت، غير المخالف للعقل ولا للنقل الصحيح.

وأمّا نسبة كلامكم إلى كلام الشيخ الفضلي رحمه الله ـ وفق ما نقلتم من كلامه ـ فهي نسبة لا تناقض فيها؛ لأنّ ما نقلتموه عنه رحمه الله هو اتصاف النبيّ بالكمال في قواه العقليّة والبدنية، في حين أنّ الآية التي أوردتموها لا تفيد عدم فصاحة موسى، بل تفيد كون هارون أفصح منه، فالنسبة هي الأكمليّة، لا الكمال والنقصان.

نعم، قد يذهب المفسّر إلى أنّه بضمّ قوله تعالى: (قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ‏ لِسانِي‏ يَفْقَهُوا قَوْلِي وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً) (طه: 25 ـ 26)، إلى قوله تعالى: (قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ‏ لِسانِي‏ فَأَرْسِلْ إِلى‏ هارُونَ) (الشعراء: 12 ـ 13)، مع الآية التي ذكرتموها في سؤالكم.. بضمّ هذه الثلاثة إلى بعضها يُعلم أنّ موسى كانت لديه مشكلة في لسانه، إمّا بنحو البنية التكوينية العضوية منذ ولادته أو لعارض ـ كما قيل في قصّة الجمر ـ أو بنحو كون ضيق صدره يؤثر نفسيّاً عليه فيتأثر لسانه، فتقلّ عنده قدرة البيان الواضح الجليّ، لا بمعنى التأتأة والفأفأة ونحو ذلك، بل بمعنى غياب انسيابيّة التعابير عنده حال ضيق صدره وارتباك الأمور أمامه، تماماً كالطالب الذي يتهيّب الامتحانات وهو من المتفوّقين الأذكياء في الأصل، أو كالمفكّر الذي يتهيّب الظهور على شاشات التلفزة، وهو من عمالقة الإبداع في الأصل، فإنّ الطالب والمفكّر سوف يخسران تفوّقهما البياني، بحيث لو كتبا الأجوبة بعيداً عن الامتحان أو الشاشات لقدّما بياناً أوضح وأجلى وأكمل لما يريدانه.. فإذا فهم المفسّر هذا من ضمّ الآيات إلى بعضها ورأى ذلك دلالةً عرفيّة واضحة، أمكنه القول بأنّ موسى كان يواجه مشكلة بيانيّة، ولو في حال الارتباك وضيق الصدر لا مطلقاً، والعلم عند الله.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36588723       عدد زيارات اليوم : 15117