السؤال: ألا تتعارض بعض فتاوى العلماء ـ مثل نجاسة أهل الكتاب ـ مع الآية القرآنية: (ولقد كرّمنا بني آدم)؟ وهل مدلول الآية عام بغض النظر عن الانتماء؟ (أبويوسف، سلطنة عمان).
الجواب: لا تتعارض الآية الكريمة مع الحكم بنجاسة غير المسلم؛ لأنّ الآية تكرّم الإنسان من حيث الخلقة والإنسانيّة، ولا يمنع ذلك من أن يذمّ من حيث الفعل الذي يفعله، فالكافر نجسٌ لكفره لا لإنسانيّته وتكوينه، وهذا على خلاف القول بالنهي عن تزويج الأكراد؛ لأنّهم قومٌ من الجنّ كشف عنهم الغطاء كما جاء في الرواية، فإنّ هذا الحكم في حقّهم لم يكن ناشئاً عن فعلٍ ارتكبوه واستحقّوا به شيئاً من العقوبة أو غير ذلك، وإنّما من نفس كونهم أكراداً، وهذه صفة جاءتهم من الخِلقة، فالسيّد باقر الصدر الذي يطبّق هذه الآية الكريمة على مسألة الأكراد ينطلق من ناحية أنّ كونه كرديّاً مسألةٌ لا علاقة لها بجرمٍ ارتكبه واستحقّ به النبذ أو الطرد؛ ولهذا لا يتناسب هذا الحكم ـ من وجهة نظره رحمه الله ـ مع الآية الكريمة، وإلا لو أخذنا بشمولية التكريم بالطريقة التي جاءت في سؤالكم، لكان معنى ذلك سقوط جميع العقوبات الجزائيّة والجنائيّة وغير ذلك.
أمّا عن مدلول الآية الشريفة، فهو عام من حيث التكوين والطبيعة، فالإنسان مكرّم عند الله، ما لم يرتكب فعلاً يستحق به الذمّ والنبذ والإقصاء والعقاب، أو يستدعي تجنيب الآخرين منه حمايةً لهم.