السؤال: كثيراً ما نسمع في حياتنا اليومية أنّه قد حصلت الكرامة الفلانية لشخص معيّن أو لشهيد أو في مقام أحد المعصومين أو الأولياء أو في مسجدٍ معيّن، ويتناقل الناس هذه القصص والكرامات بكثرة ويبني بعضهم عليها ويروّج لها الخطباء والمنبريّون، ولكن هناك من يرفضها جملةً وتفصيلاً، ويقول بأنّها خرافات وأوهام، فما هو رأيكم في ذلك؟ (جلال، من ألمانيا).
الجواب: الحوادث الغريبة غير المألوفة ـ سواء كانت كرامات أم شيئاً آخر ـ أمرٌ ممكن لا مانع منه، والله سبحانه على كلّ شيء قدير، وكرمه وفير، إلا أنّ تصديق كلّ ما يطرق السمع أو تكذيب ذلك بالجملة غير صحيح، فلا ينبغي أن يحمل الإنسان موقفاً مسبقاً من هذه القضايا يسقطه على أيّ حدثٍ يسمعه، بل لابدّ للمؤمن الواعي ـ قبل أن يصدّق أو يكذب ـ أن يدرس الموضوع ويتحقّق منه ويحمل ذهنيّة علميّة وعقلاً هادئاً متأنيّاً، فإذا ثبت له بشواهد مقنعة صحّة ذلك فبها، وكذلك إذا ثبت له بشواهد مقنعة كذب هذا الأمر أو اشتباه الناقلين أو المشاهدين، وفي غير ذلك عليه أن يضع المسألة في دائرة الإمكان، ولا يرتب عليها أيّ أثر لا سلباً ولا إيجاباً.