السؤال: بالنسبة لموضوع تقسيم الأرض الذي كان على أساس سيادة الشريعة الإسلامية بحيث قسّمت الأرض إلى دار إسلام ودار حرب أو دار دعوة، نجد اليوم أنّ الإصلاحيين أفتوا بقبول مبدأ (المواطنة) المعاصر بديلاً عن قسمة المواطنين في دار الإسلام إلى مسلمين وذميّين، حيث أصبحت الحدود الجغرافية هي معيار التقسيم وليس سيادة الشريعة.. سؤالي هو: ألا يعتبر هذا التبديل في المعيار نوعاً من التساهل؟ مع أنني أحبّذ مبدأ المواطنة في ظلّ الظروف العالمية الحالية، لكن في نفس الوقت يتبادر لذهني هذا السؤال. (بهبهاني، من الكويت).
الجواب: الذين اختاروا مبدأ المواطنة لديهم نظرية فقهية خاصّة، لهم عليها أدلّتهم، وهذا موضوع طويل؛ لأنّ أدلة الذمّة مثلاً، هل يفهم منها أنّ الرسول (ص) مارسها بوصفه ولياً أم نبياً؟ وهل نحن ملزمون بصيغة عقد الذمّة الذي وقّعه الرسول أو وقعه عمر بن الخطاب بعد فتح القدس؟ الموضوع هنا، فمن يقول بأنّ هذه الصيغ ولائية تابعة لما رآه الرسول آنذاك من مصالح في عقد الذمّة بهذه الطريقة ترجع إلى المسلمين بحسب وضعهم في ذلك الزمان، فهو يرى أنه يحقّ للحاكم اليوم التعديل بها بما يراه في صالح المسلمين، وإلا فلا يجوز له ذلك إلا بالعنوان الثانوي. نعم هناك أبعاد لمفهوم المواطنة الحديث توجد نصوص دينيّة في مواجهتها الأمر الذي يحوجنا لبحث مطوّل في هذا الأمر.