• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
18 طلب توضيح حول بعض المواقف والانتقادات الموجّهة للشيخ حيدر حب الله 2014-05-12 0 3312

طلب توضيح حول بعض المواقف والانتقادات الموجّهة للشيخ حيدر حب الله

السؤال: تتهمون ـ شيخنا الفاضل ـ بأنّكم تبنون كلّ مقالاتكم على نسبية الحقيقة، ونسبية المعرفة، وزمانية التشريع، وأنّكم تقولون بكلّ مقالات سروش، وتميلون إلى تفسيره للنبوّة بالعرفان والإلهام المباح للجميع، وأنّكم تقولون بأنّ القرآن لم يوحَ باللفظ بل أوحيت معانيه، وأنّكم تدعون إلى تطوير الدين، وتطوير الخطاب الحوزوي، وأنّه لديكم مشروع لاستبدال الحوزة بالمثقفين والمفكّرين، وأنّكم تتعيّبون من الانتساب للحوزة العلميّة ولهذا لم تتعمّموا (تلبسوا لباس علماء الدين)، ولم تكتبوا على كتبكم وصف (الشيخ) بل اقتصرتم على اسمكم فقط، وأنّكم تعارضون المرجعيّة الدينية ووجودها، وهناك جدل كبير عندنا حول أفكاركم، فأرجو منكم التوضيح. (صادق، سلطنة عمان).

الجواب: أولاً: لا أقول بنسبيّة الحقيقة، بل للحقيقة واقع موضوعي قارّ وثابت مع وحدة الظروف، ولو كان قراره بحركته كعالم المادّة.
ثانياً: إنّني أعتقد بنسبيّة المعرفة بدرجة معيّنة، فالمعرفة تخضع عند العقل الإنساني لتحوّلات وتطوّرات ومجموعة منعطفات وتأثيرات، فإذا قلنا بأنّ هناك عقلاً واحداً تحاول عقول الناس أن تتماهى معه، كما هي نظرية الفلاسفة العقليين عادةً، فإنّ نسبييّة المعرفة ستكون في درجات الاقتراب من العقل الواحد الذي لا يخطأ، وأمّا إذا قلنا بتعدّد العقول وتكوثرها ـ على حدّ تعبير الدكتور طه عبد الرحمن ـ فإنّ الأمور ستكون أكثر عمقاً، وعندما أعتقد بنسبية المعرفة بدرجة معيّنة ـ أوضحت بعض جوانبها في كتابي (التعدّدية الدينية) الذي صدر عام 2001م عن دار الغدير في بيروت ـ فإنّني لا أقول بالتصويب المطلق ولا بالشك المطلق ولا بالسفسطة وإنكار الواقعيّة.
ثالثاً: لقد دافعتُ عن زمانية التشريع، بمعنى وجود أحكام تاريخية في القرآن والسنّة، لكنّني رفضت اعتبار التشريعات الإسلاميّة كلّها من هذا النوع، وقلت بأنّ هذا يشمل بعض التشريعات التي قد يختلف الاجتهاد الفقهي عند هذا الفقيه أو ذاك في مساحتها تبعاً للقرائن والشواهد والمعطيات المتوفّرة، ورفضت الاعتباطيّة في الفهم التاريخي للنصوص، وفصّلت ذلك كلّه في كتابي (حجية السنّة في الفكر الإسلامي)، الذي صدر عام 2011م عن مؤسّسة الانتشار العربي في بيروت.
رابعاً: لست أقول بكلّ مقالات الدكتور عبد الكريم سروش ولا غيره، وإذا التقيت معه في بعض الأفكار فتماماً كما ألتقي مع غيره في بعضها الآخر، وهو أمرٌ طبيعي في عالم البحث والتفكير والمعرفة. ولست من الذين يعيشون في عالم الفكر والتأمّل عقدةً من زيدٍ أو عمرو، حتى لو كانوا في السياسة أو الدين يعيشون معه مشكلة.
خامساً: لم أبحث أساساً في موضوع أنّ النبوّة هي العرفان أو الإلهام المتوفّر للجميع، ولم يسبق لي أن تحدّثت عن هذا الموضوع. كما أنّني قد بحثت  لأكثر من ثلاثين محاضرة ألقيتها على طلاب البحث الخارج (الدراسات العليا) في الحوزة العلمية في مدينة قم عام 2010م، بحثت في نقد نظرية الدكتور سروش حول أنّ النزول القرآني للمعنى دون اللفظ، واخترتُ مقالة مشهور علماء الإسلام، وأنّ النزول كان باللفظ والمعنى معاً، خلافاً لما ذهب إليه سروش.
سادساً: إنّني أدعو إلى تطوير الخطاب الديني، وتطوير الحوزات العلميّة، وتطوير الفكر الديني والفهم الديني، تطويراً جادّاً حقيقيّاً وعميقاً، ولا أرى في ذلك جنايةً أو ابتداعاً، بل أرى فيه الرضا لله تبارك وتعالى، وهو الذي سيسألنا يوم القيامة عمّا فعلناه في هذا الدين، عندما تركناه عرضةً للخرافة والبساطة وهجمات الخصوم الحضاريين، وإذا كنت أستخدمت منهج النقد في غير كتاب أو مقالة مما سطرت، فإنّ ذلك لانّني أعتقد بأنّ الواقع الفكري الذي نعيش يحتاج لحركة نقدية قبل إصلاحه، وأنّه لا إصلاح بدون نقد، ولا يمكن الدفاع عن الفهم الذي نملكه للدين قبل أن تكون لدينا جرأة إصلاح الصورة، لكي ندافع عمّا هو حقّ لا عن ما هو واقع، فالمنهج التبريري الذي يستخدمه الكثيرون لا يصلح في كلّ لحظة.
سابعاً: ليس لديّ لا اليوم ولا قبل اليوم أيّ مشروع للإطاحة بالحوزة العلميّة والمرجعيّة الدينية أو حذفها من الواقع الإسلامي، رغم الملاحظات الكثيرة التي عندي على أدائها ومسارها في العصر الحاضر، بل من أنا حتى أفكّر في هذا الأمر، وإنّني أحترم الحوزة والحوزويين بمقدار ما احترم العلم والعمل الصالح، فالحوزة ليست مقدّساً دينياً، بل قداستها تأتي من العلم والعمل الصالح، فبمقدار ما يرتبط الحوزويّ بهذين الأمرين تكون أقدامه فوق رؤوسنا وغبار عباءته كحلاً لجفوننا، وبمقدار ما يبتعد يكون من واجبنا نقده وتقويمه، عملاً بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرشاد من لا يعرف، تماماً كما هو واجبه تجاهنا عندما ننحرف عن خطّ العلم والعمل الصالح.
ثامناً: لست أتعيّب البتّة في انتسابي للحوزة العلمية، بل هذا فخرٌ لي، وقد رأيت وجرّبت الدراسات الحوزوية والجامعيّة وعرفت درجات التفاوت بينهما، إنّني أعتز بهذا الاختصاص العلمي الذي درسته في حياتي، وأمّا ارتداء الزيّ الديني فهو مسألة شخصيّة تابعة لحاجة الظروف الموضوعية التي تحيط بي لذلك أو عدمه. ولا أكتب وصفي على أيٍّ من كتبي اقتداءً منّي برجال ثلاثة كبار، عرفت فيهم التواضع والزهد في الدنيا حتى قضوا شهداء لله تعالى، عنيت السيد محمّد باقر الصدر، والشيخ مرتضى المطهّري، والدكتور علي شريعتي، حيث كانوا يرفضون ثقافة الأوصاف والألقاب، وقد أثّر ذلك في نفسي حتى تذوّقته لذيذاً خالصاً معبّراً عن نكران الذات والتفاني في الأهداف النبيلة، ورأيت ذلك قيمةً أخلاقية في زمن رأينا فيه الكثيرين يتصارعون ويتسابقون لوضع الألقاب هنا وهنا، هذا هو مقصدي من ذلك، والله على ما نقول شهيد.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36588706       عدد زيارات اليوم : 15100