• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
108 سعة مفهوم (هيهات منّا الذلّة) في الحياة الفرديّة والاجتماعيّة والمدنيّة 2015-10-27 0 6512

سعة مفهوم (هيهات منّا الذلّة) في الحياة الفرديّة والاجتماعيّة والمدنيّة

السؤال: أليس من المفارقة الإيمان والاعتقاد بمقولة (هيهات من الذلّة) التي أطلقها الإمام الحسين، ويردّدها الناس اليوم مع كلّ ما يعانون من ظلمٍ وتدهور سياسي وأمني واقتصادي، وسكوتهم عن من يغتصب حقوقهم كشعوب؟ هل المطلوب اليوم هو أن نسيل الدماء لأجل هذه المقولة أو أنّها خاصّة بموضوع معيّن؟ (محمّد، العراق).

 

الجواب: هذه الجملة وهذا الشعار مستقى من الثقافة الدينية التي ترفض الذلّ والهوان، ولا تسمح بأن يضع الإنسان الصالح نفسه في موقع الذلّ حتى لو تطلّب الأمر أحياناً بذل الدم. ولا يختصّ هذا الشعار الديني ـ في أصوله الفكريّة الدينيّة، وعلى مستوى نصوص الكتاب والسنّة ـ بالصراعات السياسيّة وبقضايا الجهاد الحربي، بل يستوعب حتى المجال الحياتي للفرد المسلم، فالعيش في ذلّة وهوان أمر مرفوض، وعلى الإنسان الصالح أن يعيش في عزّة وكرامة في مختلف أمور حياته. فكما يوجد هوانٌ على الصعيد السياسي كذلك على الصعيد الاقتصادي والمعيشي، وكذلك على صعيد القيم والكرامة الاجتماعيّة، فالمطالبة بحقوق الأفراد والجماعة نوعٌ من الرفض للذلّ والهوان في بعض تطبيقاته على الأقلّ، بل قد يكون السلم وعدم الحرب في بعض الأحيان هما المحقّقان للعزّة والكرامة فيما الحرب لا تجرّ على الناس سوى الموت والدمار والهزيمة. وهذا ما يتطلّب وعياً دقيقاً بالظروف والمآلات، فلا تؤخذ هذه الكلمة على أنّها ذات معنى محدّد ومنحصر، بل هي مبدأ حياتي عام وردت حوله الكثير من النصوص القرآنية والحديثية، يمكن مراجعتها، أمّا تطبيقه فيختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والظروف والمجتمعات.

من هنا نعرف أنّ رفض الذلّة والهوان يمكن أن يعيشه الإنسان عبر طريق الجهاد الحربي الذي هو الطريق الأسمى، فلو استشهد يموت عزيزاً شريفاً تخلّده القلوب وتفتح له السماء أبوابها، كذلك يمكن أن يطبّق في مكان آخر بالسلم، فالمعارضة السلميّة والمظاهرات السلميّة الرافضة لأشكال الذلّ والعار، وكذلك مختلف الأنشطة الحقوقيّة والمدنيّة والثقافيّة التي تمارسها مؤسّسات وجمعيّات المجتمع المدني وغيرها يمكن أن تكون في بعض الأحيان مصداقاً لتطبيق مبدأ رفض الذلّ عندما يكون هدفها الحقيقي تأمين وتوفير كرامة المواطنين وعزّتهم وشرفهم وهيبتهم، فالمؤمن له حرمة عند الله كحرمة الكعبة كما جاء في بعض النصوص الهادفة لتأكيد مكانة المؤمن وهيبته وقدسيّته في الثقافة الدينية العامّة. نعم، إنّ هذه الأنشطة جميعاً تنتمي إلى هذا المبدأ الديني وفقاً لأهداف أصحابها، وليس الدين ـ كما يخيّل لبعضنا ـ بعيداً عن مطالبة الإنسان بحقوقه بالعيش الكريم والحياة العزيزة الشريفة، فحفظ المؤمن لحق العزّة والكرامة لنفسه توجيهٌ إلهيّ، ولهذا قال الإمام الحسين بأنّ الذلّة يأباها له الله ورسوله و.. لأنّهما لا يقبلان بالعيش الذليل الخانع، بل يريدان من الناس السعي لتوفير عيش قوي يرفع رؤوسهم عالياً في أوطانهم وأينما ذهبوا، بدل أن يرمي بهم أذلاء في بقاع الأرض! وعلى هذا الأساس قلنا في بعض حواراتنا بأنّ سعي الإنسان للمطالبة بحقوقه لا يقوم في الفكر الديني على رغبة بتأليه الإنسان لنفسه، بل على طاعة لله وخضوع له سبحانه فيما أراده منّا أن نكون أعزاء نملك حقوقنا ولا نُسْلَبها أو نُغْتَصَبها، ولهذا كانت الحقوق في الإسلام نوعاً من الواجبات بمعنى من المعاني (انظر: حيدر حب الله، حوارات ولقاءات في الفكر الديني المعاصر 1: 467 ـ 468، حوار: الفقه الإسلامي والتنمية، مآزق ومفاتيح لتطوير عمليّة الاجتهاد).

وبعبارة موجزة: هذا المبدأ يعني أنّ الإسلام يرفض الإنسان الذليل والمجتمع الذليل الضعيف، إنّه ـ كما في بعض النصوص ـ يرفض المؤمن الضعيف، فالإنسان في الإسلام يفترض أن يحافظ دائماً على عزّته وكرامته، ولا يضع نفسه في موضع الذلّ والهوان والخنوع طبقاً لإمكاناته وظروفه، إلى حدّ أنّه قد يلزمه في بعض الأحيان بذل نفسه ودمه وماله في سبيل الحفاظ على هويّته العزيزة الشريفة الكريمة. ومن الطبيعي أن ذلك كلّه يقع ضمن حدود إمكانات الفرد والجماعة من جهة، وضمن نظام الأولويات والحاجات الزمنيّة من جهة ثانية.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36825820       عدد زيارات اليوم : 6103