• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
27 رسالة الإمام المهدي إلى الشيخ المفيد رحمه الله 2014-05-12 0 11598

رسالة الإمام المهدي إلى الشيخ المفيد رحمه الله

السؤال: ما مدى صحّة الرسالة التي بعث بها الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف إلى الشيخ المفيد قدّس سرّه، وهي مشهورة معروفة، وجاء فيها: (…إنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء، أو اصطلمكم الأعداء، فاتقوا الله جلّ جلاله…)، وأرجو أن تحدّدوا لي مصدرها؟ وفي أيّ كتابٍ ذكرها الشيخ المفيد؟ (ناجي، لبنان).

الجواب: هذه الرسالة لم يذكرها الشيخ المفيد (413هـ) في أيٍّ من كتبه التي وصلت إلينا، ولم ينسبها أحدٌ إلى كتابٍ من كتبه فيما نعلم، ومصدرها الوحيد الذي نقل عنه الجميع ـ بحسب الظاهر ـ هو كتاب الاحتجاج، للشيخ أبي منصور أحمد بن علي الطبرسي (548هـ)، ولم يشر الطبرسي إلى سندٍ له أو مصدرٍ عثر عليه أخذ منه هذه الرسالة، بل يفهم من كلامه أنّ شخصاً جاء به من ناحية متصلة بالحجاز، وأعطاه (أو أعطى ذلك الشخصُ الشيخَ المفيد) هذه الرسالة، وقد ذكر الطبرسي في مطلع الرسالة النصّ التالي: (ذِكْرُ كتابٍ ورد من الناحية المقدّسة ـ حرسها الله ورعاها ـ في أيام بقيت من صفر، سنة عشر وأربعمائة، على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمّد بن محمد بن النعمان قدّس الله روحه ونوّر ضريحه، ذكر مُوصِلُه أنّه يحمله من ناحية متصلة بالحجاز، نسخته: للأخ السديد، والوليّ الرشيد، الشيخ المفيد، أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه، من مستودع العهد المأخوذ على العباد. بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد: سلامٌ عليك أيها الولي المخلص في الدين…) (الاحتجاج: 318 ـ 322)، ويبدو أنّه يقصد بالموصل ذلك الشخص الذي أتى بالكتاب، وفي هذه الحالة لا نعرف من هو هذا الموصل ومن أيّ جهةٍ أتى؟
يضاف إلى ذلك أنّ آخر الرسالة جاء فيه النصّ التالي: (هذا كتابنا إليك أيها الأخ الولي، والمخلص في ودّنا الصفي، والناصر لنا الوفيّ، حرسك الله بعينه التي لا تنام، فاحتفظ به، ولا تُظهر على خطّنا الذي سطرناه بما له ضمناه أحداً، وأدّ ما فيه إلى من تسكن إليه، وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين) (الاحتجاج 2: 324)، إنّ هذا المقطع يجيز للمفيد أن ينقل مضمون الرسالة لمن يثق به، ولكن لا يري خطّها لأحد، ونحن نسأل لو وصلت رسالة من هذا النوع للمفيد ـ وهي كرامة عظيمة جدّاً بحسب رأي كلّ شيعي؛ لما فيها من الكلام العظيم في حقّ المفيد ـ فلماذا لم يعرف بذلك خاصّةُ الشيخ المفيد والمقرّبون منه، ولم ينقلها أحدٌ من بعده، مثل الطوسي والنجاشي والمرتضى والغضائري وابن الغضائري وابن البراج وأبو الصلاح الحلبي وغيرهم من العلماء، ولم يظهر عينٌ ولا أثر لهذا الموضوع إلا بعد 135 عاماً تقريباً من وفاة المفيد، وقضيّة من هذا النوع تكون عادةً محلّ افتخار المحيطين بالشيخ وتلامذته والتابعين له من العلماء والمؤمنين، اللهم إلا إذا قيل بأنّ الشيخ أصرّ على عدم ذكر أيّ خبر عن الموضوع لأيّ أحد، أو ذكرها متشدّداً بعدم نقلها، ثم عاد الإمام المهدي ونشر الخبر عبر إرساله للشيخ الطبرسي من خلال وسيط مجهول لا يعلم من هو أساساً، بناء على أنّ الموصل أوصل الرسالة للطبرسي، وإلا فلو كان الموصل قد أوصلها للمفيد فالمفروض أنّ الرسالة قد وصلت للطبرسي عبر المفيد، وهذا يعني أنّ المفيد قد بثّ خبرها، فلماذا لم ينتشر خبر من هذا النوع؟!
فهذه الرسالة في تقديري لا يمكن البناء عليها ولا الاعتماد، لاسيما مع وحدة مصدرها، وتأخّره وعدم وجود سند أساساً يُطلعنا على كيفية وصولها، فلعلّ شخصاً مدّعياً أرسل الرسالة للشيخ الطبرسي أو للشيخ المفيد، ونقلها الطبرسي في كتابه؛ لاحتمال صدقها أو تصديقاً منه لها بوجدانه، وهذا كلّه لا يُثبت الرسالة بالنسبة إلينا كما هو واضح، فضلاً عن بعض الملاحظات المتنية الجزئيّة فيها.
وما نرجّحه هو ما ذكره السيد الخوئي ـ حين قال عن هذه الرسالة وغيرها من التوقيعات التي تنسب للشيخ المفيد ـ: (هذه التوقيعات لا يمكننا الجزم بصدورها من الناحية المقدّسة، فإنّ الشيخ المفيد قد تولَّد بعد الغيبة الكبرى بسبع أو تسع سنين، وموصل التوقيع إلى الشيخ المفيد مجهولٌ، هب أنّ الشيخ المفيد جزم بقرائن أنّ التوقيع صدر من الناحية المقدّسة، ولكن كيف يمكننا الجزم بصدوره من تلك الناحية، على أنّ رواية الاحتجاج لهذين التوقيعين مرسلة، والواسطة بين الطبرسي والشيخ المفيد مجهول. الأمر الثاني: أنك قد عرفت أنّ الشيخ المفيد إنما لقّبه بهذا اللقب عليّ بن عيسى الرماني، والقاضي عبد الجبار، ولكن ابن شهرآشوب قال في معالم العلماء: ولقّبه بالشيخ المفيد، صاحبُ الزمان صلوات الله عليه، وقد ذكرتُ سبب ذلك في مناقب آل أبي طالب. إنتهى. وما ذكره ـ قدّس سره ـ لا نعرف له أساساً، ولم نجد له ذكراً في المناقب، ولعلّه ـ قدّس سرّه ـ نظر في ذلك إلى ما ورد في التوقيع المتقدّم من توصيف الشيخ بالمفيد، ولكنّك قد عرفت أنّ التوقيع لم يثبت، وعلى تقدير ثبوته فقد صدر التوقيع في أواخر حياة الشيخ المفيد ـ قدّس سره ـ، وإنما لقّب الشيخ بالمفيد في عنفوان شبابه) (معجم رجال الحديث 18: 220).

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36691181       عدد زيارات اليوم : 15081