السؤال: أنا زوجة وأمّ لثلاثة أطفال، وأعمل بمرتّب متوسّط، وزوجي أيضاً دخله متوسّط، ونكفي احتياجات أبنائنا سويّاً. ولي أمّ لها معاش شهري، ويعيش معها أخي، وعمره خمسة وثلاثون عاماً، وهو مدمن مخدّرات، وكلّما يعمل يترك العمل بإرادته، وأمّي تعطيه المال، وهي تعرف أنّه سيُنفقه على المخدّرات، وهي تطالبني بأن أعطيها مالاً؛ لأنّ معاشها لن يكفيها هي وأخي المدمن، فعرضت عليها أن تقيم معي وتتركه، حتى يصلح حاله ويعمل، وأنا سوف أتكفّل بالانفاق عليها وحدها؛ لأنّ زوجي يرفض أن أعطيها مالاً بسبب أخي، ولكنّها رفضت، وأنا أعاني من أمّي دائماً، فهي تشتكيني إلى الناس، وتتشاجر معي و(تزعل)؛ لأنّني اُعطيها مبلغاً قليلاً من المال. فماذا أفعل؟
الجواب: لا يُلزم الإنسان بالإنفاق على اُمّه إذا لم تكن محتاجة، وإذا احتاجت فله أن يُنفق عليها بمقدار ما تحتاج عرفاً لا غير، ولا تجب النفقة على الأخ، وبإمكانك أن تعطيها بمقدارٍ تفترضين معه أنّ ما معها وما تعطينها إيّاه يكفيانها شخصيّاً، فالمهم أن يكفيها المبلغ المجموع من راتبها الشهري وممّا تضيفينه إليها لا غير.
ولا أعرف وجهة نظر الوالدة الكريمة في تعاملها مع الأخ المدمن، لكن وفقاً للصورة التي تمّ نقلها في السؤال يبدو أن تصرّف الوالدة غير صحيح، ولكن لا أستطيع الجزم؛ إذ لعلّ الوالدة تعتقد بأنّها لو تركته لزاد فساده. ولا يحقّ للزوج ـ مبدئياً ـ التدخّل في تصرّف الزوجة في مالها الشخصي، لهذا يجب الصبر ومحاولة إقناع الأم بوجهة نظرك، وتجنّب الدخول في شجار معها مهما أمكن، وإذا أمكن إدخال بعض الوسطاء المؤثرين فقد يكون جيداً، والمفترض التعامل بالحسنى معها، ولعلّ في الوصول إلى حلّ مع الأخ المدمن يكون نافعاً.