• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
126 حول الولاية التكوينية 2014-07-20 0 3446

حول الولاية التكوينية

السؤال: الحمد لله الذي وفّقني لمعرفة شخص مثلك، وأنا في قمّة السعادة عندما عرفتك، سؤالي هو: ما هي وجهة نظرك الشخصيّة في موضوع الولاية التكوينية للأئمة والأنبياء، وأنا أقصد من الولاية التكوينية أنّهم يرزقون وينزلون المطر ويجرون الرياح ويعلمون الغيب ويشفعون المريض، وكلّ ذلك بإذن الله، ولكن يقومون بذلك في أيّ وقت يريدون، أي أنّ الله أعطاهم القدرات الخارقة والتصرّف في الكون وأصبحوا يملكونها ويستخدمونها في أيّ وقت يريدون، وبذلك يمكننا أن ندعوهم لشفائنا ورزقنا، مع العلم بأنّ قدرتهم مأخوذة من الله؟ وأيضاً ما هو رأيكم الشخصي في أنّ الله ما خلق الكون إلا لمحبّة أهل البيت؟ وأيضاً هل تعتقد بأنّ تقليد أفكارك الفقهيّة مبرئ للذمّة؟ وإنّني سأظلّ في قمّة السعادة حتى وإن لم تفصح عن رأيك الشخصي، وشكراً جزيلاً. (mhay).

الجواب: حيث إنّ السؤال معقود لبيان خلاصة الرأي الشخصي المتواضع بصرف النظر عن البحث والنقاش، حيث قد سبق لي في أكثر من مناسبة الإشارة لبعض الأدلة والمناقشات، فإنّني:

1 ـ إذا كنتم تقصدون بأنّ كلّ ما يجري في العالم فهو من خلال النبي وأهل بيته، فهم الواسطة في الفيض، أو تقصدون بأنّ لهم أن يتدخّلوا ساعة يشاؤون في أيّ أمر من أمور العالم التكويني فيتصرّفوا فيه (وهذا غير أن يقوموا بدعاء الله تعالى فيستجيب لهم، فيُحدث الله التغيير الذي يريدونه منه ويدعونه به، وغير أن يكون مجال تدخلهم محدوداً بظروف استثنائيّة)، فهذا المعنى للولاية التكوينية لم يثبت عندي، بل هناك العديد من المؤشرات القرآنية والحديثية التي تصبّ في سياق معاكس لهذا المفهوم للولاية التكوينيّة وكذا علم الغيب بقول مطلق.

2 ـ إذا قُصد بمحبة أهل البيت مجرّد الحب العاطفي العادي، فهذا لا ينسجم مع قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات: 56)، فعبادة الله المتمثلة في مخافته وهيبته والصلاة له والخضوع له وإطاعته في شرعه ودينه وغير ذلك من المنظومة العبادية الدينية، وبناء الإنسان الصالح والمجتمع الصالح والأمّة الصالحة.. هي فلسفة الخلق بحسب هذا النص القرآني، لا مجرّد أن يحبّ الإنسان شخصاً حبّاً عميقاً، أمّا إذا قصد بمحبّة أهل البيت التعبير الكنائي عن طاعتهم والتي هي طاعة الله والانصياع للطرق المثلى في عبادته، واتباع الطريق الصحيح في الإيمان به وإطاعته، فهذا المعنى لا بأس به.

3 ـ ليس كلّما أبدى باحثٌ أو كاتب أو عالم أو متفقّه أو فقيه رأياً صار ينبغي تقليده أو الترويج لذلك. إنّني من المعتقدين بأنّه رغم كلّ المشاكل والمآسي في المؤسّسة الدينية عند المسلمين، لكنّ نحواً من المركزيّة في المرجعيّة الدينية ما زلنا بحاجة له، في مقابل تشتّت وتوزّع جماعاتنا على شخصيات كثيرة وتيارات لا حدود لها، لهذا لا مصلحة أبداً في أنّه كلّما اُعْجِبنا بشخص قمنا بالدعوة لتقليده، أو باعتبار الإعجاب مرتهناً لمفهوم التقليد، فبإمكاننا الترويج للفكر ومنهج المعرفة، فليس التقليد هو البوابة الوحيدة للإصلاح. وأمّا التقليد فهو راجع ـ بحسب المصلحة النوعية العصرية ـ إلى كبار الفقهاء الذين يطرحون أنفسهم مراجع للتقليد في الأمّة، ويدعون الناس أو لا يمانعون من تقليدهم. ولا مانع من أن تتوجّه الدعوة في التقليد لتقليد نوع خاص من الفقهاء المجدّدين المنفتحين أكثر على قضايا الأمّة، شرط عدم التجريح أو الإهانة بحقّ سائر الفقهاء.. وإنّني ـ حيث لا أؤمن بنظرية تقليد الأعلم ـ أتوجّه لغيري بدعوته لكي يختار من بين الفقهاء والعلماء من هو الأصلح والأفهم والأجدر بقضايا الأمّة الفكرية والاجتماعية والثقافية والدينية والسياسيّة، فليس التقليد في قناعتي مرتبطاً فقط بمهنيّة البحث الفقهي بالمعنى الحوزوي الخاصّ، بل هو ـ بما له من معنى اليوم ـ مرتبط بمشروع المرجع وأدائه وأعماله الفكرية والثقافية والاجتماعيّة، وبمواقفه ورؤيته وأولويّاته ونضجه وانفتاحه ووعيه العام.. هذا من حيث المصلحة العامّة.

أمّا من حيث الموقف الشرعي، فمن يقلّد من يقول بوجوب تقليد الأعلم لا يمكنه تقليد شخص ثبتت عنده أعلميّة غيره، وأمّا لو ثبتت لديه أعلميّته أو كان يرى أو يقلّد من يقول بعدم وجوب تقليد الأعلم أمكنه تقليد هذا الشخص، لكنّ مشهور العلماء يرون أنّ الفتوى غير مجرّد إبداء الرأي الفقهي؛ لأنّ الفتوى هي إبداء الرأي بقصد عمل غيره بذلك، لا مجرّد بيان رأيه العلمي، وبناء عليه لا يصحّ ـ عندهم ـ تقليد من تعتبره أنت مجتهداً وثبت لديك اجتهاده بالطرق العلميّة الصحيحة (وليس بالعاطفة والحماس)، إلا إذا أبدى رأيه بقصد عمل الآخرين برأيه، ولم أنشر يوماً رأياً فقهيّاً بهذا القصد أبداً، ولا كان ذلك من اهتماماتي ولا أولويّاتي ولا أهدافي، ولا كانت الدعوة لنفسي همّاً ولا فكرةً ولا مشروعاً.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36629949       عدد زيارات اليوم : 9112