السؤال: من المؤكّد جداً أنّ برامج التواصل الاجتماعي في الأجهزة النقّالة تلعب دوراً بارزاً في تنمية العلاقات بين الناس، ومن المؤكّد أنّ مناط الاستفادة من هذه البرامج لدى الشبيبة والشابات، يختلف كيفاً وكمّاً بينهم، فهنا نودّ أن نوجّه إلى سماحتكم هذه الأسئلة الآتية: بمقتضى الاستفتاء الصادر من سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني دامت بركاته بحرمة التواصل بين الرجل والمرأة الأجنبيّين. هل هناك من الفقهاء غير السيّد السيستاني يرى رأي سماحة السيد؟ وماذا لو كان التواصل مقتصراً على بعض الموارد الشرعيّة، ولا يترقّى إلى مستوى الحرمة؟ وما هو رأيكم الشريف في مثل هذا التواصل، خاصّة وأنّه وسيلة للتعارف بين الجنسين بغية الزواج، وبحكم أنّ الزواج مشروع إلهي يتطلّب معرفة كلا الطرفين بعضهما ببعض، فلعلّ هذه البرامج تكون كافيةً لرفع الحيرة في طريقة وكيفيّة التواصل (علي اللواتي، مسقط، سلطنة عمان).
الجواب: يعدّ السيد السيستاني حفظه الله من الفقهاء المتحفّظين في قضيّة التواصل بين الرجال والنساء، وقد سبق أن أجبتُ عن موضوع ممازحة المرأة، وما يمكن أن يُستند إليه في تحريم ذلك، وبيّنتُ هناك رأي بعض الفقهاء الذين لا يمانعون حتى من الممازحة من حيث المبدأ، واحتملتُ هناك ـ كما أحتمل هنا ـ أن يكون مرجع التحفّظ من سماحته راجعاً إلى العنوان الثانوي، من حيث إفضاء هذه العلاقات وألوان الارتباط بين الرجال والنساء عبر وسائل التواصل الحديث إلى مفاسد أخلاقيّة نوعاً، ولم أجد شيئاً موثّقاً يبيّن الحيثيات الاجتهاديّة لرأي سماحته، فمن الأفضل التواصل معه أو مع مكتبه الفقهيّ لأخذ الحدود والقيود التي يراها في هذا المجال؛ فإنّ بعض الاستفتاءات الصادرة عنه (ولو عبر مكتبه الفقهي) يوحي بأنّه ينطلق من عنوان نوعي ثانوي، فيما بعضها الآخر حاسم ولا يقبل الاستثناء، فمراجعة مكتبه في هذا المجال تظلّ أفضل، حتى لا نقول ما ليس لنا به علم.
وأمّا وجهة نظري الشخصيّة المتواضعة، فلا أجد حرمةً في هذه الأمور بالعنوان الأوّلي شرط الانضباط الشرعي الحازم في هذا المجال، بحيث لا يصاحب ولا يستتبع مثل هذه الارتباطات أيّ محذور شرعي مؤكّد، وأعتقد بأنّ الكثير ـ وربما أكثر الفقهاء المعاصرين ـ يرون هذا الرأي أيضاً، والعلم عند الله، وعلى كلّ مكلّف العمل وفقاً لاجتهاده أو تقليده. وإن كان الإطار العام هو ضرورة ممارسة الاحتياط قدر الإمكان في هذه المجالات، لاسيما بعد ألوان المفاسد الاجتماعيّة والأخلاقيّة التي ظهرت نتيجة ذلك، فالاحتياط في مثل هذه الحالات حسنٌ ومنطقيّ وعقلائي، لاسيما من الشباب والشابات الذين قد يتساهلون في بعض الأمور فيقعون في المحظور وهم لا يشعرون، فالتنبّه والاحتياط والحذر واليقظة أمور محمودة ممدوحة هنا، على أن تُدار القضيّة بطريقة هادئة وعقلانيّة، لا بطريقة مضطربة ووسواسيّة.
أحسنتم!!!!
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو كنتم تعلمون سماحة الشيخ حجم الفساد الذي تسببه هذه العلاقات التي تتم عبر برامج التواصل الاجتماعي لكان لكم رأيٌ آخر.. ربما يكون أكثر تشدداً من رأي السيد السيستاني.. ولو علمتم المداخل التي يدخل من خلالها بعض (المؤمنين) ليتحدثوا مع الفتيات والنساء، حتى المتزوجات منهن، وبعضها بحجة النصح وتقديم المساعدة و.. ما إلى ذلك، ولكنه في الواقع ليست هكذا..
فلا أدري كيف يمكن لرجلٍ مؤمن (طالب علم) أن يسمح لنفسه بان يتكلم ويتواصل مع امرأة متزوجة مثلاً بحجة نصحها.. وآخر يتكلم مع بنت قاصر لا يتجاوز عمرها 12 سنة بحجة إرشادها ، ويغوص معها في الحديث حتى في المسائل الحرجة.. و.. و….