• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
38 حكم الترحّم والاستغفار والدعاء لغير الإمامي من سائر المسلمين 2014-05-12 0 1814

حكم الترحّم والاستغفار والدعاء لغير الإمامي من سائر المسلمين

السؤال: هل يجوز أو يستحبّ الترحّم على الموتى من أهل السنّة؟ وهل يمكن أن نطبّق الكلام على الأحياء منهم أيضاً بالدعاء لهم؟ (أحمد اللواتي، سلطنة عمان).

الجواب: قد يتأثر الجواب عن هذه المسألة باختلاف الموقف من تديّن غير الإمامية ومن إسلامهم وكفرهم، فمن يذهب إلى أنّ كلّ مخالف كافر ـ أو بحكمه ـ وأنّه في جهنم، أي أنّ دخوله النار مؤكّد، فهنا قد يقال بأنّ الترحّم عليهم مشكل، ولا يصحّ، ويبدو من كلام بعضهم أنهم يتبنّون هذا الرأي في تديّن المخالف في المذهب، مثل السيد المرتضى في رسائله (ج1، ص289)، وابن البراج الطرابلسي في كتابه جواهر الفقه (ص261 ـ 262). هذا إذا صحّ القول بأنّ الترحّم على غير المسلم حرام، أما إذا قلنا بأنّ الحرمة خاصّة بالترحّم على المشرك والذي يعلم أنه من أصحاب النار فقط دون غيره، وذلك استناداً إلى ظاهر الآية الكريمة: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إنّ إبراهيم لأوّاه حليم) (التوبة: 113 ـ 114)، فإنّ الترحّم على غير المشرك مطلقاً لا مانع منه؛ لأنه لم يتبيّن كونه مشركاً ومن أصحاب النار، بعد أن كان الله يغفر كلّ الذنوب غير الشرك به.
أمّا إذا اخترنا ـ وهو الصحيح ـ القول بأنّ أهل السنّة مسلمون، كما ذهب إلى هذا كلّ من الإمام الخميني والشهيد محمد باقر الصدر، فلا مانع من الاستغفار لهم، بل قد يقال بأنّ هذا فعلٌ مستحب؛ لأنّ الدعاء لمطلق المسلم مستحب، وهذا هو الواضح من النصوص التي يمكن ذكر بعضها بوصفه شواهد على ما نقول، فمن ذلك ما يذكر في صلاة العيدين: (اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات)، فإنّ هذا الدعاء شامل لكلّ المسلمين، ونحوه ما ورد في دعاء اليوم السابع عشر من شهر رمضان، وكذا في وداع شهر رمضان في الصحيفة السجادية، من الدعاء لجميع المسلمين والمسلمات وترتّب الثواب على ذلك أيضاً، وقد ورد في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: (… اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم إنك تعلم منقلبهم ومثواهم) (الكافي 2: 530). ويذكر الشيخ الصدوق في خبر عبدالله بن سنان، عن الصادق عليه السلام، أنّه قال: (من قال في كلّ يوم خمسة وعشرين مرّة: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات كتب الله له بعدد كلّ مؤمن مضى وبعدد كلّ مؤمن بقي إلى يوم القيامة حسنةً ومحى عنه سيئة ورفع له درجة) (الأمالي: 462)، بل إنّ الشيخ الصدوق عقد باباً مستقلاً للدعاء للمسلمين والمسلمات، وذلك في كتابه ثواب الأعمال (ص161 ـ 162).
ورغم ما تقدّم وأنّ الدعاء لمطلق المسلم حسنٌ على مقتضى القاعدة، بل هو من حقوق المسلم على المسلم، إلا أنّه قد تبدو هنا مشكلة جاءت في كلمات مثل الشهيد الثاني في شرحه لكتاب اللمعة الدمشقيّة، حيث ذهب الى لعن الميت بعد التكبيرة الرابعة في صلاة الميت إذا كان المصلّى عليه مخالفاً وليس إماميّاً، وهذا معناه أنّ الشريعة تريد أن تؤسّس مفهوماً يقضي بلعن كلّ مخالف، وذلك بدل الترحّم عليه, إلا أنّ الذي يبدو لي هو أنّ هناك لُبساً حصل بين عناوين مثل الناصب أو المعادي أو المنافق من جهة وبين عنوان المخالف من جهة ثانية، حيث تفيد النصوص ما ذكره الشهيد الثاني في صلاة الميت في خصوص أحد العناوين الثلاثة الأولى لا في مطلق غير الإمامي، والفرق بين هذه العناوين واضح، فالمنافق يبطن الكفر مع إظهاره الإسلام، وهذا ممّا يختلف كثيراً عن عنوان المخالف. ومن هذه النصوص ما ورد في الباب الرابع في صلاة الجنائز من كتاب الكافي للشيخ الكليني، عن الإمام الصادق عليه السلام: (إذا صلّيت على عدوّ الله، فقل: اللهم إنّا لا نعلم منه إلا أنه عدوٌّ لك ولرسولك، اللهم فاحشر قبره ناراً واحشو جوفه ناراً، وعجّل به إلى النار، فإنّه كان يوالي أعدائك ويعادي أوليائك ويبغض أهل بيت نبيّك. اللهم ضيّق عليه قبره, فإذا رفع فقل: اللهم لا ترفعه ولا تزكّه).
وبناء عليه، فإنّ الترحّم على المسلمين من الإماميّة وغيرهم جائز بل مستحبّ، بلا فرق بين العلماء منهم وغيرهم، بل ذلك من حقوق المسلم على المسلم، ولا أجد وجهاً مقبولاً لعدم ترحّم علماء كلّ مذهب إلا على أبناء مذهبهم، وعدم إرسال ثواب قراءة الفاتحة إلا لمن كان منهم، نعم المفهوم من بعض النصوص عدم شمول ذلك للنواصب والمعادين والمنافقين.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36694840       عدد زيارات اليوم : 18741