السؤال: هناك طفلة عمرها خمسة أشهر تشرب الحليب الاصطناعي من نوع خاصّ، حيث إنّ معدتها لا تستطيع هضم الحليب الاصطناعي الاعتيادي, كما أنّ أمّها لا تستطيع إرضاعها. لكن حين الاتصال بالشركة المنتجة لهذا الحليب الاصطناعي, أبلغوا الأهل أنّهم يستخدمون بعض الأنزيمات المستخرجة من بنكرياس الخنزير ـ أجلّكم الله ـ لتقويض (أي تكسير) البروتينات الموجودة في هذا الحليب الاصطناعي في المراحل الأولى من صنعه (ولا نعلم بالضبط تفاصيل هذه العمليّة الكيمياوية, وهل هي في حال كون الحليب على شكل مسحوق أم سائل مثلاً, وهل إنّ الأنزيمات تضاف إلى نفس المادّة مباشرةً وكيف؟ وهل تتبخّر مثلاً أم كيف تستخرج؟ الخ) أمّا الناتج النهائي بعد إجراء جميع العمليّات عليه, فلا يوجد فيه أيّ شيء من هذه الأنزيمات الخنزيريّة. وهذا ما تؤكّده الشركة المنتجة، حيث إنّهم يقولون بعدم وجود أيّ مادّة من الخنزير مضافة إلى محتويات الحليب، وإنّما يستخدمون الأنزيمات الخنزيريّة لعمليّة التقويض فقط. السؤال هنا في شقّين: هل يجوز للأهل إعطاء هذا الحليب الاصطناعي للطفلة؟ (علماً أنّ الطبيب هو الذي وصف هذا الحليب, ولعلّه من الشاقّ العثور على غيره بنفس المواصفات). وهل يعتبر هذا الحليب نجساً, أي هل يجب تطهير كلّ ما لاقاه هذا الحليب؟ وإن كان كذلك, فبأيّ نحو من أنحاء التطهير، أيّ كمجرد نجاسة خبثية, أم نجاسة خنزيريّة؟ هذا ودمتم في حفظه (s j).
الجواب: يجوز إطعام الطفل هذا الحليب مطلقاً، ما لم يكن فيه ضررٌ عليه؛ لأنّ الدليل غاية ما يدلّ عليه هو حرمة سقي الأطفال المسكرات والخمور، أمّا سائر النجاسات، فلم يقم دليل معتبر على الحرمة فيها، وما دلّ على إهراق الآنية بتنجّس الأكل الذي فيها لا يفيد، ولا أقلّ من كون الروايات القليلة جدّاً في المقام ضعيفة السند على ما هو الصحيح.
أمّا موضوع طهارته ونجاسته فيحتاج لتوضيح أكثر، فهل المادّة المستخرجة من الخنزير تخضع للاستحالة، ثم توضع في الحليب أم أنّها بعينها توضع فيه؟ كما أنّه لم يتضح هل توضع مع الحليب حال كونه مسحوقاً ثم تستحيل، أم توضع فيه حال كونه سائلاً؟ لكن إذا أردنا إجراء القواعد فلا يبعد الحكم بطهارة الحليب، لعدم العلم بتنجّس الحليب بتلك المادّة قبل استحالتها، وفقاً لفرض استحالتها كما يفهم من كلامكم، حيث لدينا مادّة نجسة من الخنزير، ولدينا الحليب الذي لا نعرف هل هو مسحوق أم سائل، ونعلم باتصال الاثنين، لكن نشك في أنّ هذا الاتصال جاء قبل استحالة المادّة وبعد كون الحليب سائلاً أم لا، والمفترض الحكم بالطهارة حينئذٍ، والله العالم.