السؤال: ما هو معيار سماحة الشيخ في اختيار الأسئلة الكثيرة التي ترده؟ أيّ الأسئلة التي يجيبها عاجلاً وأيّها يتأخّر في الإجابة عليه وأيّها لا يجيب عليه إطلاقاً؟ حتى نعرف نوع ومستوى السؤال الذي نوجّهه لك.. وللعلم فإنّ سبب سؤالي هذا هو جوابك السريع على بعض الأسئلة منّي أو من غيري، وتأخير بعضها، وعدم الإجابة على بعضها إطلاقاً… وفقكم الله.
الجواب: سبق أن كانت لي إشارة لهذا الموضوع في بعض شبكات التواصل الاجتماعي، وإنّني أرحّب بأيّ سؤال ينتمي إلى مجال اختصاصي واهتماماتي العلميّة والبحثية. وما يؤثر عادةً في سرعة الجواب أو بطئه أو عدمه ما يلي:
1 ـ حاجة بعض الأسئلة إلى مراجعة وتوثيق؛ فإنّني مصرّ على احترام عقلي وعقول الآخرين؛ لهذا عادةً لا أجيب ارتجالاً هنا حتى لو كان الموضوع في ذهني تماماً، بل أراجع وأتتبّع، لاسيما في القضايا التي تحتاج لتتبّع واسع كالأسئلة الفقهيّة والتاريخية والحديثية والرجاليّة، الأمر الذي يجعل بعض الأسئلة تأخذ وقتاً أطول لإكمال جوابها. وقد يضطرّني الأمر أحياناً إلى تخصيص وقت للذهاب إلى بعض المكتبات التي قد تتوافر فيها بعض المصادر غير المتوفّرة عادةً حتى الكترونيّاً؛ علّ ذلك يساعد في تقديم فكرة أفضل حول الموضوع.
ولا بأس أن أشير هنا إلى أنّني في كثير من الأحيان في بعض المجالات الفقهيّة أعرض مواقف أبرز المراجع الحاليّين، وقد يغيب عنّي رأي مرجع هنا أو هناك، وقد تحسّس بعض الإخوة من ذلك، فظنّوا أنّني لم أذكر رأي مرجعهم عن قصد، أتمنّى أن نتعالى عن مثل هذا الأمر، فعادةً ما لا يتوفّر عندي رأيه الشخصي في هذه المسألة بينما أذكر رأيه الذي توفّر لديّ في مسألة أخرى، أو يكون قد فاتني رأيه بلا قصد، فلا أذكره في الجواب، وأظنّ أنّ الأعزّة جميعاً يعرفون أنّني لا أعيش أيّ عقدة من أيّ فقيه أو مرجع من المراجع الحاليّين، رغم أنّني قد أكون بعيداً عن بعضهم فكريّاً بمسافات ومسافات.
2 ـ بعض الأسئلة التي باتت تردني كثيرة التكرار، وسبق أن أجبنا عنها غير مرّة بشكل أو بآخر، ولا أحبّ أن ندخل في فضاء التكرار، وإذا وضع الإخوة بريداً الكترونيّاً حقيقياً فعادةً ما يُرشَدون إلى ذلك، وأحياناً لا يضعون بريداً حقيقيّاً، فلا يمكننا الوصول إليهم لإعلامهم بأنّ بعض الأسئلة قد تمّت الإجابة عنه، ولهذا حبّذا لو يراجع الإخوة الأعزاء الموقع قبل السؤال، ويضعون الكلمات المحتملة في مجال البحث.
3 ـ بعض الأسئلة لديّ توقّف حتّى الآن في نتائجها، ولهذا فإنّني لا أجيب قبل أن تكون القضيّة واضحةً عندي، فبعض الإخوة يسألون عن رأيي الشخصي في موضوع معيّن، ونوعيّة الموضوع ممّا يزال لديّ تردّد كبير فكريّاً في حسمه؛ لهذا لا أعطي رأيي ما لم تكن الصورة واضحةً عندي.
4 ـ بعض الأسئلة جوابه مختصر سريع وبعضها يحتاج لبسط في الكلام وتوضيح؛ فإنّ أجوبتي ـ كما يعلم الإخوة والأخوات ـ ليست على صورة فتاوى في موضوعها تكتفي بسطرٍ أو سطرين، فليس هدفي بيان نتائج رأيي الشخصي، بل حاولت مراراً أن أساعد السائل ـ بما أعانني الله عليه ـ في فهم أطراف الموضوع ومعطياته، وترشيده إلى تكريس منهج البحث العلمي السليم معرفيّاً وأخلاقيّاً، وإن كان الكثير من إخوتنا يرفضون إطلاع من يسمّونهم بـ (العوام) على تفاصيل البحوث العلميّة، لاسيما عندما تكون النتيجة غير مأنوسة ومخالفة للمشهور، وهذا كلّه يؤثر على اختيار سؤالٍ على آخر تبعاً لمدى فسحة الوقت عندي، فإنّني أخي الكريم ليس عندي أيّ فريق عمل يساعدني على الإطلاق، بل أقوم بمتابعة كلّ أعمالي البحثيّة بشكل مباشر، خلافاً للكثيرين الذين يملكون فرقاً مساعدة لهم، وليس في ذلك عيب عليهم أبداً، بل هو مدعاة للسرور في أن تتشكّل هذه الخلايا البحثية الناضجة (وكثير من الكتب والأعمال التي طبعت نعرف تماماً أنّه شارك في العمل عليها عدّة أشخاص حتى خرجت باسم شخصٍ واحد، وهذا من باب التعاون والتعاضد لا بأس به، بل هو شيء رائع، وإن كنّا نحبّ أن تُحترم جهود الناس بذكر شكرٍ لها بأسمائها في مقدّمة تلك الكتب، ولنصفح عن هذا الموضوع ففيه كلامٌ كثير). وأعمالي من الكتابة والتدريس وغير ذلك كثيرة، فأتحيّن الفرصة للجواب عن سؤال، فعندما يحتاج سؤال إلى وقت طويل أحاول أن لا أغيب عن السائلين لفترةٍ، فأشتغل ببعض الأسئلة الصغيرة والسريعة حتى أنتهي من الأسئلة الأطول، وهذا أحياناً قد يراكم العمل.
ونظراً لكثرة الأسئلة التي تردني يوميّاً وعدم قدرتي على الجواب عن أكثر من سؤال واحد عادةً بسبب انشغالاتي وما يستلزمه الجواب، ولترجيحي للكيف على الكم؛ لهذا تتراكم الكثير من الأسئلة بما لا يُقدرني بعد ذلك على الجواب عنها أو على إنهاء الجواب عنها، وأنا أعتذر من كلّ الإخوة الذين لم تصلهم أجوبتي بعدُ.
5 ـ بعض الأسئلة لا أفضّل الجواب عنه، وهذا النوع من الأسئلة قليل جدّاً؛ إمّا لارتباطه بقضايا شخصيّة أو ذات طابع سياسي محدود، أو لها دلالات قد تفهم بطريقة غير صحيحة في اللحظة الحاضرة، ما يدفعني لتركها أو تأجيلها. ومن هذا بعض الأسئلة التي تأتيني حول اجتهاد بعض العلماء أو أعلميّتهم أو بعض التفاصيل المتعلّقة بمثل هذه الأمور، أو بعض القضايا الحزبيّة والفئويّة. وما عدا ذلك فإنّني لا أتكبّر على أيّ سؤال، بل أحترم استفهامات الجميع ولا أجد نفسي أرفع منها والعياذ بالله، وإن كنت أحبّ دوماً ان نرتقي جميعاً باستفهاماتنا وتساؤلاتنا في الحياة لتناول الموضوعات الأكثر أهميّة وأولويّة.
وختاماً، أجدّد اعتذاري من كلّ الإخوة والأخوات الذين لم تصلهم الأجوبة بعد، كما أعتذر لاضطراري للحديث عن نفسي في هذا الجواب، وأتمنّى منهم أن يحملوني ـ ما أمكنهم ـ على الأحسن، وأن لا ينسوني من صالح دعواتهم بالتوفيق والهداية والرشاد، والله من وراء القصد.
دكتور او شيخ او استاذ حيدر لا اعلم ما اللقب الذي يناسبك حقا ولكن ما اعلمه حقا انك انت من تشرف الالقاب وتميزها باسمك ..صدقا انت اول انسان متخصص في الدين اعطاني الثقة مرة اخرى في رجل الدين المعاصر وقدرته على استيعاب الشباب المتذبذب الذي أكتوى بنيران الشكوك المعرفية المتأرجح بين الشك والايمان وانت اعطيتني الثقة بالكثير من المعتقدات التي كانت يميل لها عقلي ولكن كوني انسان عامي افتقد لادواتكم المعرفية كنت اتشكك فيما لدي من ميول التي تصطدم في الكثير مما اجتمع عليه الجمهور…لكن ارائك وطرحك المتزن ومنهجك الذي يحترمنا نحن العوام ويشاركنا كيفية توصله الى نتائجه التي كثيرا ما كانت تتطابق مع ميولي الغير مبنية على اساس علمي كانت تعطيني كثير من السعاده والطمأنينة والنشوة، بدون مبالغه صفحتك هي هذي هي اكثر صفحة اقراها عالنت خصوصا فقرات الاسئلة،بحثت كثيرا عن كتابك المطبوع لاجوبتك عن الاسئلة التي تأتيك في معرض الكويت للكتاب الاخير فلم اجده للاسف لكن هذا لم يمنعني من شراء كتب اخرى ربما لم تؤلف فيها ولكن وجود اسمك عليها كان كافي بالنسبة لي…..كم اتمنى لو يحذو بقية العلماء حذوك وطريقتك وتواضعك واخلاقك الذين يسبقان علمك …شيخ حيدر اسأل الله لك التوفيق والسداد وان يعينك وينصر ويزيدك من فضله وعلمه ويعطيك الصحة والعافية
محبك من الكويت علي باسم
سيدي الكريم حب الله.. لم اكن اعلم بهذا الجهد الذي تبذله منفردا لغرض الاجابة على اسالتنا وهي حتما كثيرة وربما البحث عن الجواب الصحيح يتطلب جهد اكثر واكثر… انا من ناحيتي اتمنى لك كل التوفيق وكتب الله كل جهد لك في ميزان اعمالك ..وساكتفي بما اجده من افكار وتحليلات رائعة تسطرها لفائدة الباحث عن حقيقة الاسلام … ولن اوجه لك مستقبلا اسالة اخرى.. لك مني تحية مخلصة كلها محبة ببركة الصلاة محمد وال محمد ..وجزاك الله كل خير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم اخوتي جميعاً، وأقدّر هذه العواطف وأعتزّ بها.
وأتمنّى على الأخ (المحب لك في الله، فرنسا) أن لا يتوقّف عن الأسئلة التي يحبّ توجيهها، فما كان هذا هو المقصود، بل إنّني أتشرّف بمراسلتكم لي، ويعلم الله أن أكثر من سؤال تمّ توجيهه لي كان بالنسبة لي استفادة، وإضافة على معلوماتي. أشكركم غاية الشكر.
أخوكم حيدر حب الله
شكرا لك سيدي الكريم حب الله على هذا الخلق العالي وليس ذلك بغريب على من هو دائم البحث عن الحقيقة والحريص على ايصالها لكل من يسال عنها… سوف لا اتردد بالكتابة اليكم …. شكرا مرة اخرى وجزاك الله كل خير
استاذنا العزيز سيد حب الله …لا تتصور كم انا وجزء واسع من الطبقه الشبابيه ممتنون للجهد الذي تبذله وحقيقة للمرة الاولى اجد هكذا اجوبه شافيه ,سيدي مثلكم هم قله قليله وهناك احتياج واسع لفكركم النير حقيقة الكل يدعمكم ويقف خلفكم ونقدر ما تبذلوه وندعوا الله ان يرفع درجاتكم ويطيل بعمركم المبارك ..محبيك من بلاد الرافدين
شيخنا كنت استمع لمحاضرات علماء عدة، لكني منذ اول محاضرة استمعتها لك، لم تطاوعني نفسي الاستماع لغيرك حتى اتمكن من الاستماع لكل ما لديك، وذلك لأني استفدت كثيرا كثيرا من محاضراتك، وأضفت لي الكثير في طريقة تفكيري، وفي الواقع ما كنت اظن ان أجد مثلك في العلم وسعة الاطلاع وطرح كل ما هو جديد، تفسير القرآن شدني إليك بدرجة لا يمكن وصفها، أرجوا أن تستمر فيه وتعطيه وقت أكثر، لك محبتي ودعوتي لك بالخير والعافية وطول العمر ووفقك الله للمزيد…
ابوحسين – البحرين