السؤال: يروى عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: (البيت الذي يُقرأ فيه القرآن ويُذكر الله عز وجل فيه، تكثر بركته، وتحضره الملائكة، وتهجره الشياطين، ويضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض، وإنّ البيت الذي لا يُقرأ فيه القرآن ولا يُذكر الله عز وجل فيه، تقلّ بركته وتهجره الملائكة، وتحضره الشياطين)، كيف يمكن فهم هذا الحديث؟ وهل هو صحيح سنداً ومتناً؟ (يوسف).
الجواب: الحديث بالصيغة التي ذكرتموها يبدو غير معتبر سنداً؛ لوجود ابن عبيد الله الأشعري في سنده ولم تثبت وثاقته، وإن عبّر بعض العلماء عن هذا الخبر بالخبر القوي أو الموثق أو كالصحيح، وأمّا المتن فإنّ هذا النوع من المتون كثير في الحديث، ويبدو أنّ المراد منه الحالة العامّة والأعم الأغلب لا الموجبة الكليّة، وتعبير (يقرأ) وليس (قرأ)، يفيد أنّ البيت تتمّ قراءة القرآن فيه بشكل متواصل، وليس المراد من البركة هنا البركة المادية بالضرورة، بل قد تعني الخير المعنوي الذي يرجع على أهل البيت من خلال قراءة القرآن الكريم، والإنارة لأهل السماء تعبير مجازي أيضاً يفيد تميّزهم بالنورية والمعنوية والكمال، والله العالم.