السؤال: تُتهمون ـ شيخنا الفاضل ـ بأنّكم تقولون بتفسير النبوّة بالعرفان والإلهام المباح للجميع، وأنّكم تقولون بأنّ القرآن لم يوحَ باللفظ بل أوحيت معانيه، ولم أجد لكم كلاماً منشوراً في هذا الموضوع، فهل هذا صحيح؟ ومن أين يمكن أن يكون مصدر القائلين بهذا القول عنكم، أرجو إرشادي إلى ذلك لأطالعه بنفسي. (أحمد، سلطنة عمان).
الجواب: لم أقل يوماً بأنّ النبوّة مجرّد عرفان أو إلهام متوفّر للجميع، وقد بحثت قبل ثلاثة أعوام ـ في دروسي في البحث الخارج في الأصول ـ لأكثر من ثلاثين محاضرة في نقد نظريّة الدكتور عبد الكريم سروش حول أنّ النزول القرآني للمعنى دون اللفظ، واخترتُ مقالة مشهور علماء الإسلام، وأنّ النزول لفظيّ ومعنويّ معاً، ولعلّ منشأ مثل هذا النقل أنّ الكثيرين يظنّون أنّ كل ما ننشره في مجلّتَي: (نصوص معاصرة) و (الاجتهاد والتجديد) فنحن نتبنّاه أو نميل إليه، وهذا التصوّر لا أساس له من الصحّة إطلاقاً، فنحن ننشر الرأي والرأي الآخر، ونحترم وجهات النظر الجديدة ولو كنّا نعتقد بخطئها، ونعتقد بأنّه من الضروري تناولها بعقليّة منفتحة غير معقّدة أو خائفة أو مهتزّة، ونرى أنّ من حقّ كلّ مفكّر أن يطرح نظريّاته بطريقة علميّة وأخلاقيّة وأنّ من حقّ الآخرين أن ينتقدوه كذلك، كما نرى أنّه بذلك تحصل التنمية الفكريّة في مجتمعاتنا الإسلاميّة، كما أنّ عُرف النشريات والدوريات الفكريّة والثقافية هو أنّ ما تنشره ليس معبّراً عن آرائها الشخصيّة بالضرورة، وقد بُيّن هذا العرف في الصفحة الأولى من كلتا المجلّتين، ممّا يمكن مراجعته.