• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
93 تعليق موجز على مقالة تنفي وجود حجاب للرأس في القرآن الكريم 2014-05-12 0 2193

تعليق موجز على مقالة تنفي وجود حجاب للرأس في القرآن الكريم

السؤال: شيخنا الفاضل، هناك مقال نشر في بعض الصحف العربية، تحت عنوان: (لم يرد ذكر حجاب الرأس في القرآن إطلاقاً)، وقد أحببت أن أرى تعليقكم عليه، وأنقل مقاطعه الأساسيّة لكم، وهو لكاتبة باسم: نهاد كامل محمود، وهذا بعض مقاطعه: (إنّ حجاب الرأس لم يرد ذكره في القرآن الكريم إطلاقاً.. أما كيف صار غطاء الرأس أمراً ربانيّاً وبنداً رئيسيّاً في الشريعة الإسلامية، فهذا كلام قد روّجه الفقهاء فقط.. وهو بند ليس من الشريعة الإسلامية التي أمر بها الله سبحانه.. إنّما هو بند مختلق من الفقهاء في شريعة الفقهاء وحدهم، وليس في شريعة الله سبحانه، وإليك فيما يلي الأدلّة: كلمة (الحجاب) في المعاجم العربية تعني حجب أيّ شيء عن النظر أو عن شيء آخر.. وليست كلمة (حجاب) تعني حجاب الرأس أو غطاء الرأس حصراً.. كما أنّ كلمة (حجاب) الوارد ذكرها في القرآن الكريم لا تخصّ المرأة فقط، كما صوّرها لنا فقهاؤنا الأكارم. إضافة إلى كلمة (حجاب) التي خصّها الفقهاء بالمرأة حصراً بدون وجه حق، فإنهم قد استفادوا من كلمة (جلباب) الواردة في القرآن الكريم أيضاً.. فلنأخذ معنى كلمة (جلباب) من المعاجم العربية أو من المتداول عند الشعوب العربية.. فنجد أنّ كلمة جلباب تعني لباس المرأة أو الرجل الذي يغطّي جسميهما (ما عدا الرأس).. وهي ـ أي كلمة (جلباب) ـ لها عند الشعوب العربية مسمّيات أخرى مثل (قميص)، وهو أيضاً لا يغطّي الرأس.. ومثل (دشداشة) وهذه أيضاً لا علاقة لها بتغطية الرأس… وقبل أن نتطرّق إلى مواطن ذكر كلمة (الحجاب) في القرآن الكريم فإنني ألفت انتباه القراء الكرام أنّ عبارة (حجاب الرأس) التي تعني (غطاء الرأس) هي غير متداولة عربياً سوى في المجال الديني الذي دسّه لنا فقهاؤنا الأعزاء دون سند قرآني.. وما عدا ذلك فإنّ المتداول عن (حجاب الرأس) هو عبارة (غطاء الرأس).. فلو أردنا أن ندقّق حولنا وقبلنا ما موجود فعلاً في الواقع وفي الأساطير من أغطية للرأس.. نجد أنّ (غطاء الرأس) هو جزء من قيافة اجتماعية وليست دينية، وهي تخصّ الرجل والمرأة بالتساوي وفي كل العصور.. وهنا سيبرز في ذهن القارىء الكريم سؤال يفرض نفسه وهو: من أين أتانا حجاب المرأة في ديننا الإسلامي؟… 1 ـ حجاب المرأة مثلّما صوّره لنا فقهاؤنا من أنه شرعي فهو ليس كذلك، وهو خطأ متداول منذ قرون، وسأذكر لك نصوص الآيات القرآنية التي يدّعي الفقهاء أنّها ركيزتهم لجعل الحجاب على المرأة من المتطلّبات الدينية الواردة في القرآن الكريم.. وستجد يا سيدي القارىء أنهم مهما تخبّطوا فإنّ ما ورد في القرآن الكريم بعيد جداً عن الصورة التي قدّمها لنا فقهاؤنا من أنّ القرآن يفرض على المرأة حجاباً شرعيّاً من قمّة رأسها إلى أخمص قدميها. 2 ـ لم يتطرّق القرآن الكريم إلى شعر المرأة او رأسها بأيّ وجه من أوجه التصوير أو الإشارة. وإليك ما يلي يا سيدي القارىء..: الآية رقم 31 من سورة النور نصّها ما يلي: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن.. ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها.. وليضربن بخمرهن على جيوبهن.. ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو..) ماذا نجد في هذه الآية الكريمة؟ نجد أنّ الله سبحانه يأمر رسوله أن يقول للمؤمنات أن (يغضضن من أبصارهنّ ويحفظن فروجهن)، وهذا لا علاقه له بالحجاب، وبنفس الوقت فقد ذكر الله سبحانه نصّ هذه الكلمات موجّهها إلى الرجال، حيث قال سبحانه في الآية رقم 30 من سورة النور أيضاً، أي قبل هذه الآية مباشرةً: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم…) فنجد هنا أنّ كلام الله الموجّه للمؤمنين هو نفسه الموجّه للمؤمنات، فعليه فلا علاقة له برأس المرأة… وبعد أن أمر سبحانه أن يغضضن أبصارهنّ ويحفظن فروجهن استمرّ قائلاً: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)، وهذا لا يخفاك يا سيدي القارئ لا علاقة له بالحجاب، فالزينة تشمل الأصباغ والأساور وغير ذلك مما تتزيّن به المرأة.. فمنها زينة داخلية مخفية.. ومنها زينة خارجية ظاهرة للعيان.. وعليه فإنّ هذه الزينة التي أباح لهنّ سبحانه أن يبدين للناظرين ما ظهر منها، فإنها لا علاقة لها بتغليف المرأة من قمّة رأسها إلى قاعدتها، وأسموا هذا التغليف بالحجاب الشرعي والذي لم يأمر به الله سبحانه. ثم استمرّ سبحانه بالقول الذي استند له على غير وجه حقّ فقهاؤنا الأكارم في تحجيب المرأة، حيث قال سبحانه: (وليضربن بخمرهن على جيوبهنّ).. وهنا بيت القصيد (فالخُمر) التي هي (جمع خمار).. إنما الله سبحانه يأمرهنّ أن يغطّين (جيوبهنّ) بهذه الخُمر.. وأنّ (جيوبهنّ) هذه تعني (فتحة الصدر) وليس الشعر أو الرأس أو الوجه أو الأكفّ أو القدمين.. ولم يمرّ أمامي في كل ما بحثت أنّ (للجيوب) معنى آخر يخصّ تغطية أيّ جزء من الجسم سوى (فتحات الصدر).. وعليه فالمقصود تغطية فتحة صدر المرأة وليس تغليفها من القمّة إلى القاعدة.. وقد ورد في سند الفقهاء الكرام لتحجيب أو تحجيم المرأة ما ورد ذكره في الآية رقم 53 من سورة الأحزاب، والتي هي تخصّ (نساء النبي حصراً)… والآية تقول: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا… وإذا سألتموهنّ متاعاً فاسألوهنّ من وراء حجاب…). نجد يا قارئي الكريم أنّ الفقهاء قد أغفلوا عبارات في هذه الآية الكريمة، واستندوا بشكل خاطئ على عبارات أخرى لفرض الحجاب على المرأة دون وجه حقّ. لقد قال سبحانه في مطلع الآية: (يا أيها الذين آمنوا).. أي أنّه سبحانه لا يخاطب النساء… ثم استرسل في أوامره سبحانه، ثم ذكر النص الذي استند إليه الفقهاء بدون وجه حقّ، وهو (وإذا سألتموهنّ متاعاً فاسألوهنّ من وراء حجاب).. فإذا كان الله سبحانه وتعالى يخاطب الرجال بقوله: (يا أيها الذين آمنوا).. ثم يسترسل أمراً (وإذا سألتموهنّ متاعاً فاسألوهنّ من وراء حجاب)، فهذا يعني أنّه سبحانه يأمر الرجال أن يتحجّبوا وليس النساء.. ولكنّ فقهاؤنا فسّروه بما لا يطابق معناه بأيّ شكل من الأشكال.. وقد استند فقهاؤنا الأعزاء في تغليف المرأة من قمّتها إلى قاعدتها بضمنها الأكفّ والأقدام، وبوجه خاطئ إلى الآية رقم 59 من سورة الأحزاب، وإليكم نصّها: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهن..)… وقد سبق أن بيّنا مفهوم ومعنى الجلباب في مقدّمة هذه المقال… وقد أورد لنا التاريخ أنّ هذه الآية التي فيها (يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ) تخصّ عملية تغوّط النساء في الخلاء خارج الخيم في حينه، أن يدنين جلابيبهنّ على أسفلهنّ عند عملية التغوّط.. وفي رأيي إنّ هذا هو التفسير الأقرب إلى الواقع. أعتقد أنه إلى هنا قد أوفينا حقّ البرهنة على ما يلي: 1ـ إنّ (الحجاب) بشكل عام لا يعني غطاء الرأس. 2 ـ إنّ (الحجاب) الوارد ذكره في القرآن الكريم لا يخصّ المرأة. 3 ـ إنّ (الخمار) لا يعني حجاب الرأس أو حجاب المرأة. 4 ـ إنّ (جيوبهنّ) لا تعني من قمّة المرأة إلى قاعدتها، إنما تعني فتحات الصدر فقط. 5 ـ إنّ (الجلابيب) لا علاقة لها بغطاء الرأس قطعاً). ما هو تعليقكم شيخنا الجليل؟

 

الجواب: مع كامل احترامي للكاتبة الموقّرة، فإنّ ما يبدو لي هو أنّ المقال ـ وفق ما نقلتموه لي ـ وقع في بعض الالتباسات، وهناك بعض عناصر القوّة فيه وبعض ما أراه أخطاء فيه، وإمكانيّة التعليق المبسوط فيه كبيرة، لكنّني سأكتفي ببعض الإشارات بما يناسب المقام، وتفصيل البحث في وجود حجاب للرأس في القرآن وعدمه أتركه لمناسبة أخرى، دون أن أبتّ فيه الساعة:

أولاً: إنّ الكاتبة الموقرة جعلت الحجاب من اختراع الفقهاء؛ لأنّه لم يرد في القرآن الكريم، ولكنّها نسيت السنّة، فإذا كانت هي لا تؤمن بالسنّة الشريفة فهذا حقّها الذي يحقّ معه للآخرين مناقشتها فيه، لكنّ هذا لا يعني أنّ الفقهاء اخترعوا الحجاب، بل الصحيح أن نقول بأنّهم أخذوه ممّا اعتقدوا أنه سنّة الرسول صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، حتى لو كان اعتقادهم غير مصيب.

ثانياً: يعتقد الفقهاء بأنّ أيّ شخص تسأله عن شعر المرأة، فسيقول: زينة المرأة في شعرها، فلماذا لم تحاول الكاتبة الموقّرة إدخال الشعر في الزينة، وحصرت المعنى اللغوي للزينة بالأساور، مع أنّ الكلمة لغةً تتحمّل بقوّة ما كان زينةً طبيعية أيضاً؛ إذ الآية لم تقل: ولا يبدين الزينة التي يضعنها إلا لبعولتهنّ، بل قالت: ولا يبدين زينتهنّ، فكلّ ما يصدق عليه الزينة عرفاً ولغةً في حقّ المرأة يحرم إبداؤه بآية الزينة، إلا ما خرج بدليل، بل يكاد يرى الفقهاء أنّ دخول الشعر في الزينة أوضح من دخول الذراعين واليدين، ولا أظنّ أحداً يختلف معنا في أنّ الشعر من أبرز مظاهر زينة النساء، على خلاف شعر الرجل؛ إذ لا يقال عنه بأنه زينة الرجل. وكلمة الزينة في اللغة لا تقف عند حدود ما تضعه المرأة وإن كان ما تضعه من أبرز مصاديق الزينة أيضاً، فقد وصف القرآن الخيل والبغال والحمير بأنها زينة، وصف المال والبنون بأنّهما زينة، فكلّ ما يكون جمالاً للإنسان فهو زينة. كان ينبغي للكاتبة أن تأخذ هذا التحليل اللغوي بعين الاعتبار، وتعطينا وجهة نظر نقديّة فيه، لا أن تتخطّاه وتفترضه غير قائم، وكأنّ الفقهاء عندما تحدّثوا حول الموضوع لم ينطلقوا من وجهة نظر لغويّة.

ثالثاً: ما هو الخمار؟ إنّ الكاتبة المحترمة صوّرت لنا أنّ الخمار مطلوبٌ لستر الصدر، مما أوحى للقارئ الكريم أنّ الخمار لا علاقة له بالرأس، مع أنّ كلمة الخمار في اللغة العربية تعني الغطاء الذي يغطّى به الرأس، كما ذكر ابن منظور في كتاب لسان العرب، ولهذا سمّت العرب العمامة خماراً أيضاً؛ لأنها تستر الرأس. وهذا يعني أنّ القرآن الكريم يفرض الخمار موجوداً، ويريد أن يركّز على ستر الصدر به، وهذا ما يفيد ـ من وجهة نظر الفقهاء ـ مفروغية ستر الرأس بحسب النصّ القرآني؛ إذ لو كان القرآن الكريم يريد فقط وفقط ستر الصدر، لذكر ضرورة ستر الجيوب بالجلباب لا بالخمار. هذا ما يقوله الفقهاء، فيما الكاتبة تجاهلت هذه المقاربة وكأنّها غير موجودة.

رابعاً: إنّ ما ذكرته الكاتبة الموقّرة من تفسير آية الحجاب لنساء النبي، يمكن أن يناقش بأنّ الفهم العرفي واللغوي والعقلائي عندما ينظر إلى خطاب موجّه لطرف في علاقته بطرف آخر فهو بالضرورة يريد المقصد. مثلاً إذا قلنا: لا تتكلّم مع المرأة إلا من وراء حجاب وساتر، فهذا يعني ـ بحسب رسالته المقصديّة ـ أنّ المطلوب هو الحجاب والساتر بين الرجل والمرأة، فلا يكون الخطاب في مثل هذه الحالات أحادي الطرف؛ لأنّ طبيعة الفعل متقوّم غالباً بالاثنين معاً. أضف إلى ذلك أنّ الآية الكريمة هذه لا علاقة لها بستر الرأس؛ لأنّ الإسلام لم يسمّ ستر الرأس حجاباً، وهذه التسمية جديدة وحادثة بين المسلمين، إذن المطلوب ليس ستر شعر المرأة بهذه الآية الكريمة، ولم يستدلّ بها الفقهاء على موضوع الحجاب بالمعنى المعاصر للكلمة، وإنما هي بصدد الحاجب بين الاثنين، حتى لو كانت المرأة خلف الستار غير مستورة الرأس، فنسبة هذه الآية إلى الرجال والنساء سواء، ولا علاقة لها بستر الشعر، حتى نشكل على الفقهاء في خصوصها. والدليل أنّ الفقهاء لم يحرّم الكثير منهم الاختلاط في نفسه، وهذا يعني أنهم إما فهموا اختصاص هذه الآية بنساء النبي أو فهموا منها الاستحباب لجميع النساء والرجال، فلم يلزموا بترك الاختلاط سوى بعض قليل منهم.

 

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36538170       عدد زيارات اليوم : 5336