• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
184 تساؤلات وتعليقات حول جواز الصلاة بغير اللغة العربية 2014-05-12 0 3607

تساؤلات وتعليقات حول جواز الصلاة بغير اللغة العربية

السؤال: لديّ مجموعة تساؤلات حول ما كتبته في مجموعة الأسئلة الفقهيّة، في إجابتك على سؤال أحد الإخوة حول وجوب أو عدم وجوب أداء الصلاة باللغة العربيّة. ما أودّ الاستفسار عنه هو فقط ما يخصّ موضوع قراءة السور في الصلاة، وليس كلامي عن الأذكار، فبحسب فهمي المتواضع فإنّ اللغة ـ أيّ لغة كانت ـ تستخدم الألفاظ أو الرموز أو الإشارات للتعبير عن ما يدور في ذهن الإنسان من أفكار ومفاهيم، أي أنّ اللغة هي الوسيلة أو الوسيط الناقل الذي يحتاجه الإنسان لإرسال أو استلام المفاهيم، والقرآن الكريم هو مجموعة مفاهيم، فاللغة التي استُعمِلت في القرآن لنقل المفاهيم من الله سبحانه وتعالى إلى البشر هي اللغة العربيّة؛ لأنّ المخاطب في ذلك الزمان والمكان هم العرب، وفهم النصّ القرآني مختلف من مفسّر إلى آخر، ومن مذهب إلى آخر، ومن.. والترجمات الموجودة للقرآن هي ما يفهمه المترجم ـ والذي قد يتّفق أن يكون مفسّراً ـ إلى اللغة المُتَرجَم إليها كالإنجليزيّة، فالترجمة ليست ترجمةً حرفيّة، بل ترجمة لفهم معيّن للنص، أي كما يعبّر باللغة الإنجليزيّة (interpretation) ، والأغلبيّة العظمى من الناس ليسوا مفسّرين ولا خبراء باللغة، فإذا أراد المصلّي الذي يقلّد من يُجَوّز قراءة السور في الصلاة بغير العربيّة أن يصلّي بغير العربية فإنّ أمامه أحد خيارين: الأوّل: أن يقرأ ما يُتَرجمه هو بنفسه, فيكون فهمه ناقصاً إن لم يكن خطأ, لما تقدّم من أنّه ـ أي المصلّي ـ غالباً ليس مختصّاً بالتفسير و لا باللغة. الثاني: أن يقرأ أحد الترجمات المتداولة, أي أن يقرأ ما فهمه مترجمٌ ما من النصّ القرآني، ثم حوّله بعد ذلك إلى اللغة الأخرى غير العربيّة. وبما أنّ أفهامنا للنصوص القرآنية تتفاوت طولاً وعرضاً، فسيصبح ما يقرأه المصلّي ليس القرآن نفسه، بل فهمٌ مُعيّن للقرآن حُوّل إلى لغةٍ أخرى غير العربيّة. ومثال ذلك: إذا أراد شخصٌ ما أن يقرأ سورة المائده في صلاته بغير اللغة العربيّة، فوصل إلى الآية رقم ٥٥ من سورة المائدة, فإن كان سنيّاً فحتما سيقرأها حسب الفهم السنّي لهذه الآية، أي سيقرأ الترجمة السنيّة، وإن كان شيعيّاً فحتماً سيقرأها حسب الفهم الشيعي لهذه الآية، أي الترجمة الشيعيّة، ونفس المثال ينطبق على الآيات الأخرى المختلف في تفسيرها بين المسلمين.. ما هو تعليقكم؟

الأمر الآخر هو: ألا تعتقدون بأنّ الإصرار على قراءة القرآن باللغة العربيّة، سواء في الصلاة أو خارج الصلاة، كان له الدور الأكبر في الحفاظ على القرآن من التحريف أو التلاعب؟ ألا تعتبر الترجمات الكثيرة المختلفة للقرآن الموجودة الآن في العالم هي ضربٌ من التحريف إن اعتبرناها ترجمةً للنصّ؛ لاختلافها ولو بنسبة معيّنة؟ وبعبارة أخرى: إذا سألني شخصٌ يتكلّم اللغة الانجليزيّة فقط عن نسخة مترجمة للقرآن، هل هذا هو القرآن؟ فهل يكون جوابي: نعم هو القرآن، أم سيكون جوابي: لا، بل هذا ما فهمه أحد علماء المسلمين من القرآن؟

أرجو المعذرة إن كان سؤالي غير واضح أو أسلوبي غير لبق، فأنا مجرّد متطوّع لتدريس القرآن باللغة الانجليزيّة للأطفال في كندا، ولست طالب علوم دينيّة، ولا من أهل الاختصاص، ولا أفهم في الأمور الفقهيّة، ولكنّني متابع لكم ومعجب بأسلوبكم في الطرح، واختياركم للموضوعات، وأحببت فقط أن أستفسر عن مسألة الترجمة، جزاك الله خيراً (علي).

 

الجواب: بعد شكركم على مداخلتكم القيّمة هذه، وهي مداخلة لا تقلّ عن مداخلة طالبٍ للعلوم الدينية، أودّ أن ألفت نظركم إلى بعض النقاط:

النقطة الأولى: لعلّي ألمحت، بل أفصحت في جوابي عن السؤال السابق إلى أنّ كلامنا ليس في أنّ النصّ المترجم هو القرآن الكريم أم لا، فبالتأكيد ليس هذا النص بالذي يمكن اعتباره عين القرآن، وليس هذا في القرآن فحسب، بل هو جارٍ أيضاً في غيره، لاسيما في الترجمات التي تتعلّق بالأدب والشعر، فكلّ ما قلتموه في النقطة الأولى أنا أوافق عليه، لكنّ البحث الفقهي لا يقف عند هذه المسألة بهذه الطريقة؛ لأنّ الأدلّة الشرعيّة قالت لي بأنّ من واجبات الصلاة (قراءة فاتحة الكتب وآية أو سورة بعدها)، فما هو متعلّق التكليف في نصوص الصلاة هو قراءة فاتحة الكتاب، أي هذا العنوان المركّب من كلمتين: (قراءة) و (سورة)، وليس عنواناً واحداً، والفقهاء يقولون بأنّ صدق العنوان الذي تعلّق به التكليف (التكليف تعلّق بقراءة سورة) أمرٌ يرجع إلى العرف في مثل هذه الحالات، والذي قلته في جوابي السابق هو أنّنا لو سألنا الإنسان العربي الذي قرأ مثنوي جلال الدين الرومي في دراسته الجامعيّة: هل قرأت المثنوي؟ سيقول: نعم، رغم أنّه لم يقرأ النصّ الأصلي، وإنّما قرأ في الدقّة تفسير المترجِم للنصّ الأصلي، وهكذا لو قلنا لشخص تركي: هل قرأت شعر محمد إقبال اللاهوري؟ فسيقول: نعم، بل إنّني درسته في الجامعة لفصل دراسي كامل، مع أنّه لم يقرأ سوى فهم مترجمي أشعار أقبال إلى التركيّة، وهكذا لو سألنا عربيّاً: هل قرأت كتب الشيخ مطهري؟ فسيقول: نعم، مع أنّه لم يقرأ إلا الترجمات. فهناك نظرةٌ دقيقة تقول: هو لم يقرأ لا المثنوي ولا إقبال اللاهوري ولا مرتضى مطهّري، وهناك نظرة عرفيّة تقول بأنّه قرأ، والعبرة عند الفقهاء في التطبيق العرفي للعنوان الذي اُخذ متعلَّقاً للتكليف الشرعي، ما لم يقم دليل خاصّ. إنّ الشيء الذي ادّعيتُه في جوابي السابق هو أنّ القيمة اللغويّة للنصّ القرآني جعلتنا نركّز كثيراً على أنّ الترجمة ليست قرآناً، لكنّ البحث الفقهي لم يأخذ بعين الاعتبار أنّنا لا نبحث في الترجمة، وهل هي قرآن أم لا؟ وإنّما نبحث في صدق عنوان قراءة الفاتحة لغةً وعرفاً أم لا، وما ادّعيته هناك هو صدق ذلك لغةً، لو تحرّرنا من فتوى الفقهاء وعدنا إلى الفهم العرفي البسيط الذي نجده واضحاً في سائر الكتب رغم انطباق فكرة فهوم المترجمين عليها أيضاً وبنفس الطريقة.

النقطة الثانية: إذا حكمنا بجواز قراءة الترجمة، ينفتح بحث فقهي آخر بشكل تلقائي: أيّ ترجمة يجوز قراءتها؟ وهنا لا نذهب سوى خلف صدق العنوان، فلو كان هناك نصّ مترجم للقرآن فيمكن قراءته سواء كنت توافق على مضمونه أم لا، وإذا لم نقبل بهذا فإنّنا نشترط مثلاً في النصّ المترجَم أن لا يكون مخالفاً للقرآن الأصل، ومن ثمّ سوف يقرأ كلّ شخص ما يراه ـ وفقاً لمذهبه مثلاً ـ أنّه الترجمة الأفضل والأضمن للقرآن، وهذه تفاصيل لا مانع منها، وليست إشكالاً على أصل الفكرة، تماماً كما أمضى الأئمّة القراءة بالقراءات المشهورة للقرآن الكريم رغم وجود اختلاف بينها، ومع ذلك قال السيد الخوئي بأنّ هذه القراءات ليست قرآناً بالضرورة، لكنّنا نصلّي بها جميعاً لتجويز الإمام الصلاة بها، فقضيّة القراءات وتعامل أهل البيت معها في الصلاة تشبه ـ وفقاً لفهم مثل السيد الخوئي للقراءات ـ ما نحن فيه، فأقصى ما يمكن قوله هو اشتراط قراءة الترجمة التي لا تخالف الحقّ في فهم القرآن، وهذا غير اشتراط قراءة ترجمة تعكس كلّ تفاصيل القرآن، فإنّ النقص غير المخالفة.

النقطة الثالثة: لا شكّ عندي في أنّ العربية في الصلاة وقراءة القرآن كان لها دور في حفظ اللغة وحفظ القرآن الكريم، وأنا فيما توصّلت إليه لا أدعو إلى وجوب القراءة بغير العربيّة، وإنّما قلت بأنّه لا دليل على وجوب القراءة بالعربية في الصلاة لغير العارف باللغة، لكنّ هذا لا يمنع من القول بحسن ذلك، ولو تغاضينا عن هذا الأمر فلا يمكن للباحث في الفقه أن يفتي بوجوب القراءة بالعربيّة؛ لأنّ هذه القراءة سوف تحافظ على القرآن واللغة، فهذا ليس دليلاً على الوجوب من الناحية الفقهيّة، ولا هو بالدليل على بطلان الصلاة لو لم يقرأ بالعربية، وإلا فلماذا لا نفتي بوجوب إجراء عقود المعاملات باللغة العربية فهذا أيضاً يقوّي وضع اللغة ويحافظ عليها! علماً أنّ الذي حفظ اللغة العربية ليس مثل هذه التفاصيل فقط، وإنّما قبل ذلك هو كون اللغة العلميّة عند جمهور المسلمين ـ ولقرونٍ عديدة ـ هي اللغة العربيّة، وحصول رغبة عامّة في التعرّف عليها، ووجود سياسات عامّة للدول في هذا الأمر، وليست القراءة بالعربية في الصلاة سوى مساعد من المساعدات، وإنّني من الذين يدافعون دوماً عن اللغة العربية ويرونها مفتاح الفهم الأفضل للقرآن والسنّة، وقد أبديت في أكثر من موقع خوفي على فهم القرآن والسنّة لاسيما في الفترة الأخيرة التي بتنا نجد فيها الكثير من الفهوم المتّسمة بالعجمة والغرابة عن روح اللغة، نتيجة تراجع هذه اللغة في الأوساط العلميّة، فالحلّ هو بسياسات تقوم بها وزارات التربية والتعليم في العالم العربي، وكذلك المؤسّسات الدينية والجامعيّة والجهات المهتمّة، لإعادة الاعتبار لهذه اللغة التي بات يخاف منها حتى العرب بسبب سياسات تعليمية خاطئة في هذا المجال مع الأسف الشديد، وبسبب ضعفنا العام أمام أشكال العولمة.

 

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36728980       عدد زيارات اليوم : 3687