السؤال: نحن في العراق، كنّا في العهد المقبور نقيم الشعائر حسب الإمكان، ونتعرّض لما نتعرّض له من اعتقالٍ وترهيب؛ لكي نُعلي رمز الحسين عليه السلام إمام المظلوميّة، ففي ذلك الزمان كان الحسين عليه السلام رمز الثورة على الطاغية، ولا أحد يستطيع المزايدة على شيعة العراق في ذلك, وبعد الانعتاق من الطاغية تعيش الشيعة جوّاً من الحرّية لم نألفه سابقاً, سؤالي: هل من المنطقي أن نستمرّ باعتبار الحسين عليه السلام رمز المرحلة أم أنّ نتوجّه إلى رمزٍ آخر كالإمام أمير المؤمنين عليه السلام في فترة حكمه الميمون أم الصادق عليه السلام في فترة التدريس والانفتاح, و نبدأ بإرساء العدل الاجتماعي والوعي الديني والإنساني؟ وسؤالي هذا نابعٌ من الجهود والإمكانيّات الهائلة التي تُنفق في محرّم وصفر، والتي يراها بعضهم أنّها نوعٌ من الإهدار وفي غير المحلّ المناسب.
الجواب: ممّا لا شكّ فيه أنّ المراحل في حياة الفرد والجماعة تتغيّر باستمرار، وأنّ على الإنسان في كلّ مرحلة أن يتخذ نهجاً أو أسلوباً أو أداء يتناسب مع متطلّبات تلك المرحلة، فالشيعة على سبيل المثال لطالما عاشوا نهج المعارضة، فإذا صاروا في السلطة وتكرّس هذا الواقع لم يعد من المنطقي لمن هو في السلطة أن يعيش نهج المعارضة وعقليّتها حصراً، بل صارت أمامه استحقاقات جديدة تتطلّب أداء مختلفاً بعض الشيء. ولا يعني ذلك التباين في المواقف أو الأداء، وإنّما يعني شيئاً من الاختلاف وشيئاً من إعادة رسم الأولويّات، وهذا أمر طبيعي جداً. وإنّني أشارككم في أنّ الشيعة أو أيّ مذهب آخر إذا انتقل من مرحلة المعارضة إلى مرحلة السلطة فلا يصحّ أن يبقى مسكوناً بعقليّة المعارضة حصراً، بل عليه أن يضيف وينوّع كي يضمن استمرار مشروعه، فليست معارضة الظلم هي المشروع الوحيد في الحياة، وليس الدفاع عن المظلومين هو الهدف الوحيد في الحياة، بل أيضاً بناء الجماعة الصالحة التي خرجت من ركام الظلم وحطامه، وتمتين علاقاتها الداخلية، وتنمية حياتها الاقتصادية والثقافية والفكرية والاجتماعيّة والعلمية والإدارية والبشرية والروحية وغير ذلك.. هذه أيضاً أهداف جديدة دخلنا في استحقاقاتها بعد أن صارت الجماعة تملك سلطةً فيما كانت من قَبْلُ تدفع عن نفسها ظلم السلطات فقط.
ولا يعني هذا أنّ الظلم قد توقّف، بل يعني أنّه قد استجدّ ـ إلى جانب الظلم الذي يمارس على الجماعة على المستوى الإقليمي ـ استحقاقٌ آخر، وهو إدارة الجماعة والبلاد والأوطان، ولا تدار أوطانٌ بخطاب المعارضة فقط. من هنا، فأيّ جماعة كانت في موقع المعارضة والقمع والمظلومية، وخرجت لتملك غير مفصل من مفاصل الواقع، مطالبةٌ بأداء جديد، وأن لا تجلس تبكي فقط على حالها.
وهذا ما نجده في سيرة الأنبياء والأئمّة، حيث تحرّك كلّ واحدٍ منهم وفقاً للاستحقاق الذي كان يعيشه، ففيما كان همّ موسى عليه السلام رفع الظلم والبغي والجور الفرعوني عن بني إسرائيل، كان همّ شعيب رفع الفساد الاقتصادي (البخس في المكيال والميزان)، وإصلاح أخلاقيّات التعامل المالي، وكان هدف لوط نشر القيم الأخلاقيّة لمواجهة الانحراف السلوكي الغريزي في المجتمع، وفيما كان الأداء الحسيني في آخر عمره عليه السلام ثورةً ورفضاً وشهادة، كان العمل الحسني مختلفاً من هذه الزاوية في آخر عمره عليه السلام، وكان الإمام الصادق عليه السلام يعمل ـ بحكم المرحلة ـ على نشر العلم والمعرفة، وقد ورد في الرواية الصحيحة أنّ الإمام الباقر والصادق هما من علّما الشيعة أحكام الشريعة، بعد أن كان السائد في الشيعة الجهل بهذه الأحكام.. فلكلّ واحدٍ منهم مرحلته وشعاره، مع وجود قواسم مشتركة بينهم جميعاً أيضاً مثل الدعوة إلى التوحيد.. فهذا المنطق هو منطقٌ طبيعي. وإذا لم نسر معه فستكون النهاية هي السقوط المدوّي؛ لأنّ الواقع لا يرحم ولا يجامل وليس في قلبه شفقة، بل هو يحثّك دوماً على العمل والانسجام مع متطلّباته.
لكنّ هذا لا يعني أنّ شعيرةً مثل شعيرة عاشوراء يفترض أن تتوقّف؛ لأنّ الظلم في هذا العالم لا يتوقّف، وكثير من أتباع مذهب أهل البيت ما زالوا يعيشون حياة المعارضة والظلم والقمع في غير بلد مسلم، ولم تأت عاشوراء لكي نعيشها إذا كنّا معارضةً فقط أو مقموعين من نظامٍ استبدادي محلّي، بل أتت لتعلّمنا ثقافة رفض الظلم أينما كان وحلّ، وأتت لتقول للناس: إنّ حكّامكم الجدد ـ ولو رفعوا شعار الإسلام ـ لكنّه لا يجوز لهم الظلم والبغي والجور، فلا تغفلوا عن الظلم أبداً، وأبقوا عيونكم مفتوحةً لأيّ انحراف في الأمّة، وابدوا كامل جهوزيّتكم للتضحية بمختلف أشكالها حيث يتطلّب الأمر، وبالطريقة المتناسبة، فقد تكون التضحية شهادةً في سبيل الله، وقد تكون غير ذلك. فالمبادئ التي نستلهمها من رمزيّة مثل حركة عاشوراء في الثقافة الإسلاميّة هي مبادى عامّة، كما سبق لي أن شرحت بعضها باختصار من قَبْل وعددت منها عشرة مبادئ، وكلّما نجح العلماء والمصلحون في تجريد الرمزيّات لتحويلها إلى مبادئ عمليّة ـ إلى جانب الحدث التاريخي ـ فسيكون بمقدورهم توظيف هذه الأحداث التاريخيّة في صناعة مستقبلٍ أفضل.
من هنا، لست أوافقكم على أنّ تغيّر الحال في بلدٍ كالعراق يستدعي وقف هذه الشعيرة، لاسيما والظلم العالمي لم يتوقّف قط، فالظلم ليس في العراق فقط، وأنا كإنسان وكمسلم معنيٌّ بدرجةٍ ما بما يحدث على الإنسان الآخر من ظلم في بلاد المسلمين أو غيرهم، لأكون بذلك إنساناً حقيقيّاً، وأكون بذلك مسلماً حقيقيّاً يعيش ما يعيشه المسلمون في وجدانه ويهتمّ لأمرهم بطريقةٍ حكيمة لا تفسد عليه أمره وأمرهم معاً! هذا كلّه إلى جانب البعد الديني في شعيرة عاشوراء والمرتبط بمبدأ المودّة لأهل البيت وتعميق العلاقة معهم روحيّاً وعاطفيّاً.
لكن لعلّكم لا تقصدون هذا ـ أي إلغاء الشعائر ـ وإنّما تقصدون حجم الاستهلاك الهائل فيها، وهذا موضوعٌ آخر، يجب أن ندرسه من زوايا متعدّدة اقتصاديّة واجتماعيّة ودينية وسياسية محليّة وإقليمية؛ لأنّ ما يحدث في كربلاء أيام محرّم لم يعد يقتصر على وضع مذهبي داخلي، بل صارت له رسائله الإقليميّة والسياسية الواسعة، فقبل الحكم في هذا الأمر، علينا دراسة هذه العناصر مجتمعةً، وهو ما لا يفسح به المجال، لكن دعني أؤكّد على مفهوم (الهدر والإسراف)، حيث يدّعي بعض الناس أنّه لا إسراف في قضايا الشعائر، بل لا إسراف عندهم فيما يسمّونه شعائر ويلحقونه بها إلحاقاً، ولو طيلة العام وليس في محرّم فقط، هذا موضوع مهم جدّاً، عنيتُ الإسراف والهدر في الوقت والمال والطاقات، وكذلك التبذير بسائر التكاليف بهدرها وعدم إعطائها حقّها في نظام الأولويّات، وهذا يستدعي ليس إلغاء الشعائر كما يتوهّم بعضهم، وإنّما العمل على تنظيمها بشكلٍ دقيق زمنيّاً وأدائيّاً بما يحفظ تمام القيم الأخلاقية والدينية، فلو فرضنا مثلاً أنّ شعيرة الحجّ ستفضي بطريقةٍ ما في أسلوب أدائها إلى فقر المسلمين وضعفهم وتخلّفهم، فهل يعقل أنّ الشريعة فرضت هذه الشعيرة لكي يتراجع حالنا؟ كيف وقد رخّص القرآن للناس بالتجارة في موسم الحجّ ولم يعطّلها عليهم كما هو معروف، وهنا أنا لا أتكلّم عن أصل الفريضة أو الشعيرة، بل أتكلّم عن طريقتنا في أدائها، بحيث تجدنا نُلغي ـ أثناء تأديتنا لها ـ فرائض أخر كانت لازمةً علينا أيضاً، من نوع بناء الأوطان وتقوية اقتصاد المسلمين، ورفع مستوى الوعي والثقافة في حياتهم وغير ذلك، وكأنّها أمور لا تعني المسلم قطّ في هذه الحياة.. أو كأنّها ملفّات انتهينا منها ويحتاج العالم لسنوات كي يلحق بنا فيها!! نحن اليوم ـ أخي الكريم ـ في حال طوارئ ولسنا في حال رخاء، وهذا يجب أن نعرفه جيداً.. هل تطوّرنا العلمي اليوم ونجاح شبابنا في تطوير العلوم الإنسانيّة والطبيعية لما فيه مصلحة أوطان المسلمين ولو بالاستفادة من الشعوب الأخرى، أمر مستحب ومن الكماليّات أم واجب ومن الضروريّات؟ هل اكتفاؤنا الذاتي اليوم على المستوى الصناعي والتكنولوجي مستحبّ وكمالي أم واجب وضروري؟ هل إصلاح بل وتطوير أوضاعنا الإدارية ومحاربة الفساد المالي والإداري اليوم واجب أم مستحبّ؟ هل تطوّر بلاد المسلمين في الإنتاج على مختلف الصعد مستحب اليوم أم واجب وضروري؟ هل حثّ شبابنا على طلب العلم في أصقاع الأرض وبأعلى الشهادات وأرقاها لازمٌ للأمّة أم خطر؛ لأنّ بعض الأشخاص ارتدّوا مثلاً، وكأنّهم لن يرتدّوا لو بقوا في بلاد المسلمين؟! وهل كلّ تلك الحضارة التي بناها المسلمون عبر التاريخ كانت أمراً مستحبّاً وليس بواجب؟! ألم نلاحظ في القرآن والسنّة تكرّر الدعوة للأخذ بالأحسن وطلب الزيادة في العلم وغيره؟! فلماذا صارت هذه الأشياء مستحبات وكماليات لا يعيش المتديّن اعتبارها من فروض الكفايات، عنيت فرض تطوير المسلمين وتقدّمهم على مختلف الصعد بما يرفع حالهم ليكونوا في مصافّ بل أرفع من الأمم الأخرى..؟ وألسنا بحاجة إلى العقل الديني الذي يحمل هذا النمط من الفهم؟ ألم يذمّ الرسول في الرواية المنقولة عنه ذلك الشابَّ الذي ترك أهله وعياله للتعبّد لله تعالى وهم محتاجون للنفقة؟ أليس المسلمون عيال بعضهم، يلزمهم أن يحقّقوا وضعاً اقتصاديّاً يرفع الفقر بينهم؟!
إنّ طريقة الأداء هي التي يجب أن نفكّر بها، وهي تخضع أيضاً لنظام الأولويّات والقراءة المجموعيّة للدين، فلا يصحّ لك عندما تمارس فريضة الصلاة أن تقوم بها بأيّ طريقة كانت، ولو بأن تصلّي على أرضٍ مغصوبة، فالله لا يمكن أن يُطاع من حيث يُعصى، ولا يمكنك وأنت تريد أن تؤدّي فريضة الصوم أن تؤدّيه بأيّ طريقة كانت، ولو لزم من ذلك الضرر البدني عليك، فالشريعة هنا تمنعك من هذا الاندفاع العاطفي لهذه الفريضة بحيث تؤذي نفسك بدنيّاً ومادّياً.. ولا يجوز لك أن تتفاعل روحياً وعاطفيّاً مع الصلاة وبجانبك طفلٌ صغير تهمّ أفعى سامّة بالقضاء عليه.. هذه ليست روحانيّة العبادات، بل هذا ضربٌ من مخالفة الدين.. الأمر بعينه يجري في سائر الفرائض والشعائر، لكن ليس على المستوى الفردي فحسب، بل على المستوى المجتمعي أيضاً، فمثلاً ـ وهذا مجرّد فرض غير واقعي ـ هل يجوز أن يظلّ الشيعة طيلة أيّام السنة يعطّلون أعمالهم ويذهبون فقط للزيارة كما يحصل مثلاً في أيام عاشوراء، فهل يجوز تطويل هذه المدّة لكلّ أيام السنة وليس فقط ليوم العاشر من المحرّم بحيث يتكرّر العاشر بزخمه وقوّته واستنفاره لثلاثمائة وخمسة وستين يوماً في السنة؟ بالتأكيد لا يرضى الفقهاء بذلك؛ لأنّ هذا يعطّل حياة الناس ويوجب تخلّفهم وتضرّرهم..
هذا كلّه يدلّني على أنّه لابدّ من توجيهٍ ديني ودنيوي (علماء الدين والسلطات الحاكمة) في كيفية استثمار هذه الشعائر بأفضل طريقة وبأقلّ خسائر من الجهات الأخرى، بما يحقّق من حيث المجموع الروحي والمادي مكسباً إضافيّاً للفرد والأمّة، ويوازن كافّة التكاليف والفرائض والمستحبّات الأخرى.
ونتيجة القول: إنّ التعامل مع الشعائر يجب أن يكون ـ كما مع سائر الفرائض الدينية ـ وفقاً لمنطق أنّ الشعائر لا تحلّل الحرام، ولا يصحّ أن نقول فيها: إنّ المشاركة في الشعائر حسنة لا تضرّ معها سيئة! أو نقول: إنّ الشعائر فعلٌ حسن يُسقط سائر الأفعال الحسنة عن كاهلي! ولا يصحّ فيها أن نقول: ليس هناك في الدين والدنيا غير هذه الشعائر! فكلّ هذا منطق غير صحيح لا شرعاً ولا غيره، بل الشعائر جزءٌ من المنظومة الدينية المتكاملة التي تؤخذ معاً، وتنظّم بالطريقة التي تحقّق أفضل المكاسب وأقلّ الخسائر، آخذين بعين الاعتبار الجوانب الروحيّة والمادّية، وليس فقط المادّية منها، وآخذين بعين الاعتبار أيضاً التمييز بين كون الشعائر سبباً في تخلّفنا وتراجع حالنا، وبين كون طريقة أدائنا لها هي الموجبة لذلك، وفي الحالة الثانية علينا الاشتغال على تطوير أدائنا باستمرار بما يحقّق قيامة هذه الشعائر من جهة، ويضمن تحقيق مستوى أعلى من المكاسب منها للفرد والأمّة من جهة ثانية. هذا هو المنطق الذي أعتقد أنّ به يمكن إقامة أفضل أنموذج للشعائر، فكما كانت لحوم أضاحي الحجّ تذهب هدراً، وبدأ التفكير باستغلالها، وتحقّق تقدّم كبير للغاية في هذا المجال والحمد لله، واستطعنا ترشيد أدائنا الحجّي، كذلك الحال في أيّ شعيرة أخرى، حيث يجب أن نفكّر دوماً في الآثار السلبيّة التي قد تنجم أحياناً عن قضيّة تفصيلية هنا وأخرى هناك، لكي نقوم بتفاديها وبترشيد الأداء الشعائري العام، دون أن يطغى أداء شرعي كالشعائر على وظائف أخرى نحن مكلّفون بها أيضاً، فليس الدين ـ كما يريده بعضهم اليوم ـ شعائر وشعائر فقط، بل هو مسؤوليات أخرى جمّة في الحياة أيضاً إلى جانب هذه الشعائر، وعندما نقيمه بهذه الطريقة، ستبدو الشعائر أكثر جمالاً وهيبةً؛ لأنّنا نضعها في سياق مركّب متكامل ومنسجم.
وأخيراً: إذا كان الكثيرون اليوم يتحدّثون عن تشويه بعض ما يسمّى بالمنظمات الدينية الجهادية لصورة الإسلام (علماً أنّ لهذه المنظمات تبريراتها الفقهيّة أيضاً) فإنّ هذا الهمّ يجب أن يكون معنا أيضاً في غير باب الجهاد، فربما نفعل أشياء لا ندرك ـ كما لم تدرك هذه المنظمات الدينية الجهادية ـ أنّها تشوّه صورة الإسلام، وتعطّل تقدّم المسلمين على مختلف الصعد. إنّ تقديم تجربة دينية اليوم تهتمّ بأمر الشعائر أيّما اهتمام لكنّها تعجز عن تقديم حال المسلمين وتطويرهم على مختلف الصعد، بحيث يبقى الفقر والجوع والتخلّف والصراع والأميّة والفوضى والعبثيّة والعيش على إنتاج الآخرين وغير ذلك، مهيمناً عليهم.. إنّ تقديم مثل هذه التجربة قد يشوّه القضيّة الحسينية نفسها؛ إذ يقدّمها للناس على أنّها مشروعٌ أفضى بجماعته للتخلّف والزوال والجهل والرجعيّة والعدميّة، وفي هذا عبرةٌ لمتفكّر، وفُسحةُ نظرٍ لمتأمِّل.
كم نحن بحاجة ماسة الى ايصال كلام الذهب هذا الى المسؤولين والمراجع واصحاب القرار في العراق
لان ما يحصل من هدر واسراف في ايام السنة الدراسية وخدمات المستشفيات والدوائر الاخرى مما يندى له الجبين … هدانا الله للاهداف الحقيقية لثورة سيد الشهداء وليس ما نراه الان في العراق