• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
76 الوجودية الإسلاميّة مشروع ومنهج أم ردّ فعل ضدّ الجمود الديني؟ 2014-05-12 0 1292

الوجودية الإسلاميّة مشروع ومنهج أم ردّ فعل ضدّ الجمود الديني؟

السؤال: يذهب الأستاذ… في هجومه على المعبد (المؤسّسة الفقهيّة)، إلى الدعوة للانقلاب عليه، وهجومه على الفلاسفة والفقهاء، وأنهم بعيدون عن الجوهر الإنساني الوجودي للدين خلافاً للعرفاء، ما هي نظرتكم إلى المنهج الوجودي بهذا المفهوم.. والذي يسمّيه صاحبه بالوجوديّة الإسلاميّة، وهل هو منهج عليه أدلّة وبراهين أم هو ردّة فعل ضدّ الجمود العقلي والنصّ تجاه الدين والعلاقة مع الله والناس؟ (نشوان المصري، اليمن).

الجواب: 1 ـ يبدو من الواضح أنّ جزءاً لا يُستهان به من النظريّات الفكرية المعاصرة ينطلق من ردّة فعل حادّة مقابل أداء المؤسّسة الدينية وطريقة تعاطيها مع الفكر الآخر وأسلوبها في إدارة الحالة الدينية في العالم. إنّ من يلاحظ الجوّ الفكري النقدي يرى أنّ المشكلة الأساسيّة عنده تكمن في الفقه والشريعة، فلو أنّنا اليوم رفعنا الشأن الفقهي وأحلنا القوانين إلى النظام الوضعي، لارتفعت أكثر المشاكل العالقة بين التيّارات المتنافسة على الساحة فكريّاً. ثمّة سعي متبادل لصراع سلطوي مختبئ بين المؤسّسة الدينية وخصومها، ففي الوقت الذي تتمسّك فيه هذه المؤسّسة بمنطق الولاية والإشراف والرعاية، يسعى الفريق الآخر لكي يكون له موطئ قدم في السلطة، انطلاقاً من أنّ العلم سلطة، والعلم ليس حكراً على رجال الدين.

2 ـ شقٌّ من المعركة يعود لأزمة صراع على السلطة في المجتمع الإسلامي، وشقٌّ آخر يعود لأزمة عدم اعتراف متبادل ناتج عن اختلافات في المنهجيّات المعرفيّة، يبدو لي ذلك جليّاً عندما نستمع إلى أشخاص يدعون للمنهج العرفاني والصوفي بوصفه الحلّ؛ لأنّه أكثر التيارات تسامحاً في التاريخ، والتسامح مطلبٌ إنساني ينادي به المواطن العربي والمسلم كلّ يوم في مقابل أشكال الاستبداد والقهر والهوان التي يعاني منها في الحياة الاجتماعيّة والسياسية وغيرها، هذه الفكرة تلقّاها هؤلاء لكي يوفّقوا من خلالها بين الدين والحياة، ففي العرفان والتصوّف عندهم لا إلزامات ولا قوانين، ولا توجد نظم معرفيّة صارمة، خلافاً لما هي الحال عليه في كلّ من الفلسفة والكلام والفقه والأصول والتفسير. إنّ الرغبة في الفرار من النظم الصارمة عند العقل العربي الذي يعاني من أزمة الاستبداد تدفع باستمرار للذهاب خلف اتجاهات روحيّة دافئة.

3 ـ بالنسبة لي ينبغي وضع نظريّة فلسفيّة ومعرفية في المرحلة الأولى لقضايا اللاهوت، ثم وضع نظريّة معرفية أخرى تتعلّق بموضوع النصّ الديني، وبعد هاتين النظريّتين يمكننا أن نتحدّث عن مشاريع من هذا النوع الذي أشرتم إليه، لكنّ الكثير من باحثينا يعتقدون (ويجعلون منطلقهم شيئاً آخر وهو) أنّ الثغرات القائمة في المشهد الفكري المدرسي وفي المؤسّسة الدينية تعني بطلان النظم المعرفيّة عند هذه المؤسّسة، ومن ثم ضرورة تركها بالكامل للانطلاق نحو مرحلة جديدة، فيما أرى شخصيّاً أنّه ينبغي أن نكون أكثر دقّة في تشخيص سبب المشكلة، فبدل أن أغلق علم الطبّ؛ لأنّه لم يستطع حلّ مجموعة من المشاكل، يجب عليّ أن أدقّق في سبب عجزه بالدقّة، حتى لا أضحّي بعناصر القوّة وأنا أرمي عناصر الضعف.

4 ـ ثمّة اتجاهان بهذا الصدد:

أ ـ اتجاه يعتقد بأنّه توجد فرصة لإصلاح داخلي، أي داخل ـ ديني، من داخل البنية الموروثة للمعرفة الدينيّة، ولو بإجراء عمليّات جراحيّة حادّة، ومن ثمّ فلسنا بحاجة للتخلّي عن المنظومة كاملةً، أو فلنقل: بإجراء إصلاحات خارج وداخل دينية معاً.

ب ـ واتجاهٌ يرى أنّ محاولات الترميم والإصلاح والإحياء والتجديد لا فائدة منها، وأنّنا جرّبناها لقرنين من الزمن فلم تنتج شيئاً، والحلّ هو المشروع غير النصّي، بأن نتخلّى عن النصّ بوصفه العلاقة الرابطة بيننا وبين الله، لنستبدلها بالعقل أو بالقلب؛ لأنّ النصّ يظلّ شأناً تاريخياً، والتاريخ لم تعد له اليوم قيمة كبرى كما تعرفون، في ظلّ نقديّات المعرفة التاريخية والابستمولوجيّة عموماً.

ما أراه الأنسب هو الحلّ الأوّل، وهو إجراء سلسلة من العمليّات الجراحيّة الحادّة التي يمكن القيام بها في مناطق حسّاسة، وليس في مواضع هامشيّة من الجسم الديني، ولست مقتنعاً بالأسلوب الثاني الذي يميل إليه أنصار الاتجاه الوجودي ـ رغم اقتناعي الكامل بأولويّة الطريقة على الشريعة ـ؛ لأنّني أشعر بأننا نريد فقط تحقيق التديّن الفردي، والفرار من الاستبداد والفقه، فهل اختبرنا العرفان والتصوّف في بلداننا الإسلاميّة لو أمسكا زمام الأمور؟ أليسا يثيران القلق في قيامة بُنية دينية خرافيّة؟ هل نتوقّع عدم وجود ارتدادات سلبية باعتماد العقل أو القلب؟ وهل ستحسم المعارك الفكرية بذلك؟ وهل حقّاً نحن نتجه نحو تديّن إلهيّ هو غرضنا أم نسير من حيث لا نشعر نحو تديّن إنساني وديانة علمانيّة؟ وهذا يعني سؤالاً أكبر وهو: ما هو موقفنا الحقيقي من الدين كلّه ومن منظوماته العقديّة؟ بالتأكيد نحن لا نؤمن به أو سنصل إلى مرحلة لا نؤمن به أساساً، ليكون التديّن هو التسامح والمودّة والحبّ، وهو شيء غير مقتنع به شخصيّاً حتى الآن. نعم من حقّ المفكّرين الذين أوصلتهم الفلسفة النقدية للإيمان بعجز العقل والنصّ معاً عجزاً معرفيّاً ـ مثل الدكتور مصطفى ملكيان، الذي يعدّ الأصل للكثير من هذه الدعوات في الإطار الشيعي اليوم بما في ذلك العالم العربي، ومن هذه الدعوات: المدرسة الوجوديّة المشار إليها في سؤالكم، والمدرسة الوجدانية، المتداولتين اليوم ـ من حقّهم التفكير بهذه الطريقة، لكن ليس من حقّنا تقليد حتى ملكيان في هذا الموضوع، ما لم نبلور رؤية فلسفيّة تُعْجِزُ العقلَ والنصَّ عن إقامة منظومة معرفيّة مقنعة. هذا، وما أقوله ليس سوى مداخلة مفتاحيّة؛ لضيق الوقت، وإلا فإنّ الدخول في أساسيات اتجاه ملكيان وأمثاله، لا يتحمّله جوابٌ عن سؤال، فالرجل يعبّر عن مدرسةٍ فكريّة كبيرة.

 

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36833671       عدد زيارات اليوم : 13960