السؤال: سماحة الشيخ حيدر حب الله، السلام عليكم، لقد اطّلعت على بعض أفكاركم ورأيتها ممّا لابد منه في مجتمعنا الحالي، والآن حينما زرت موقعكم هذا، اطلعت على علميّتكم، فأحبّ أن أرى موقفكم من العمامة والتعمّم بالنسبة لطلاب العلوم الدينية، ومن الممكن أن يكون سؤالي شخصيّاً فإن أحببتم فتفضلوا بالجواب. هل تعتقدون أنّ عدم التعمّم في هذا العصر هو الأفضل لهداية المجتمع؟ أملي أن لا يحصل إزعاج بسبب سؤالي، فهو مجرّد سؤالٍ خطر ببالي أحببت أن أسأله، فأنا طالب في الحوزة العلميّة. (حسن، من البحرين).
الجواب: أشكركم على تواصلكم، وليس في سؤالكم أيّ إحراج أو إزعاج. إنّني أعتقد أنّ مسألة وضع العمامة لعلماء الدين وطلبة العلوم الشرعية لا محذور فيه ولا مشكلة من حيث المبدأ، ولا ينبغي من وجهة نظري أن نعيش عقدةً في هذا الموضوع، كما يفعله بعض الناس. لكنّ ضرورة العمامة تنبع من الحاجة الموضوعية لطبيعة عمل الطالب والعالم، فإذا كانت طبيعة نشاطاته تستدعي وضع العمامة نظراً لتأثير ذلك في المجتمع وإنجاح عمله مع الحفاظ على كامل المستلزمات الشرعيّة والأخلاقيّة والتي تقف فكرة عدم الشعور بالطبقية على رأسها، فأيّ مانع من وضعها وتقديم أنموذج صالح من علماء الدين على مستوى العلم والعمل. إنّ العمامة وسيلة وليست هدفاً ويخطأ طالب العالم عندما يعتبرها هدفاً في حدّ نفسها، فإذا كانت مستلزمات الدعوة إلى الله تعالى بحسب الزمان والمكان تتطلّب ذلك فلا بأس، بل يصبح وضعها راجحاً، بل قد يكون ضروريّاً في كثير من الأحيان، لكن إذا لم يضع شخصٌ عمامةً لتشخيصه أنّ طبيعة عمله الديني والعلمي لا يتطلّب وضع العمامة، فلا ينبغي التعامل معه بسلبية وكأنّ وضع العمامة واجبٌ شرعيّ أو أنّ عدم وضعها دليلٌ على أنّ الشخص يحتقر المعمّمين أو الحوزة العلمية والعياذ بالله، فلا يجوز لنا اتهام الناس في ذلك دون بينة أو دليل.