السؤال: أشرتم في كتابكم (نظرية السنّة) إلى أنّ السيد محمد جواد الإصفهاني، اهتمّ بمسألة الوضع في الأدعية والزيارات، والأمر كما أرى مهمّ، فهل هناك من تعرّض للموضوع باللغة العربيّة؟ وهل هناك من تعرّض بالتدقيق والنقد لمفاتيح الجنان على طريقة مشرعة البحار للشيخ آصف محسني؟ وما رأيكم بمن يحقّر كتاب مفاتيح الجنان ولا يرى له قيمة؟ (محمّد عباس، من البحرين).
الجواب: ليس لديّ اطّلاع عن شخصٍ قام بمشروع بالنسبة لمفاتيح الجنان على طريقة مشرعة بحار الأنوار، نعم هناك نشاطات متفرّقة هنا وهناك في هذا المضمار، لكن إذا كان في بعض كتب الأدعية والزيارات بضعُ كلماتٍ لا تنسجم مع كتاب الله وسنّة رسوله، فلا يصحّ لنا تحقير هذه الكتب، أو تصويرها وكأنها كتبٌ لا نفع فيها، فإنّ الدعاء والزيارة لا يشترط فيهما ثبوتُهما سنداً، فلنفرض أنّ ما في مفاتيح الجنان لم يثبت صدوره عن المعصوم، لكنّنا يمكن أن ندعو بما فيه أو نزور، ولو مع افتراض أنّ مخترع هذه الأدعية شخصٌ زاهد، ما لم يكن في جملةٍ هنا أو هناك من هذا الدعاء أو ذاك ما نراه خلاف الصحيح؛ لمخالفته الكتاب والسنّة أو مخالفته العقل والمنطق، حيث يحقّ لنا في هذه الحال نقد هذه الجملة أو هذا الدعاء بالخصوص، مقدّمين مبرّر نقدنا هذا، نعم، لا يحقّ للآخرين أن يلزموا الناس بدعاءٍ ما في كونه منسوباً إلى المعصوم، أو يجعلوه مستنداً للاستدلال الفقهي أو العقدي، أو أساساً للتربية الدينية الروحيّة، قبل أن يثبتوا ذلك بوسائل الإثبات المبرهنة في محلّه؛ فإنّ نسبة شيء إلى الدين بلا دليل وبرهان، وإنّما لمجرّد الاستئناس العاطفي والتجاوب القلبي، ممّا يشمله قوله تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) (الإسراء: 36).
نشکر من رایکم الصائب ایها الشیخ الفاضل
ان الشیخ آل عودی ، صحح و ذهب کتاب مفاتیح الجنان علی منهج نقد السندی و المضمونی وفقا علی آراء علامه سید فضل الله رحمه الله و سماحه السید خویی ره .
طبعته فی مرکز الثقافی الاسلامی ببیروت و مکتبه علامه فضل الله .
شکر الله مساعیکم الجمیله .