• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
25 الموقف من توتّر الأوضاع بين التيارات والعلماء في القضايا المذهبيّة والشعائريّة؟ وكيف نواجه الفتنة؟ 2014-05-12 0 2775

الموقف من توتّر الأوضاع بين التيارات والعلماء في القضايا المذهبيّة والشعائريّة؟ وكيف نواجه الفتنة؟

السؤال: 1 ـ لقد كثر الكلام في الأوساط الشيعية حول الكثير من المواضيع ومنها التطبير والمرجعيّة والتيارات الفكريّة إلى آخره.. وإنّني رأيت فيديو لم أعرف كيف أتصرّف به وكيف أتعامل معه.. حيث الإمام الخامنئي دام ظله الشريف يقول: إنّه لا فائدة من البكاء بصوت عالٍ، بينما يردّ عليه المرجع الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله بردّ عنيف.. فكيف يجب على الشباب أن يتعاملوا مع مثل هذه المواقف التي لربما تكون مصدراً للفتنة بين الموالين أعلى الله كلمتهم. وشكراً جزيلاً لكم (أحمد قفراش).

2 ـ ما هو الحلّ الجذري لقضيّة تعدّي الرادود (…) على مراجعنا الكرام؟ (أحمد حبيب).

 

الجواب: رغم أنّ فيما سأقوله الكثير من التكرار ممّا قلته وبيّنته قبل ذلك مراراً وتكراراً، لكن لا بأس بالإشارة لبعض الأمور سريعاً:

1 ـ من الناحية العمليّة بإمكان كلّ مكلّف أن يعمل وفق اجتهاده أو تقليده، ومن ثم فلا مشكلة ميدانية فردية شخصيّة تواجه المكلّفين، وعلى فرض أنّ مرجعه لا رأي صريح له في هذا الموضوع أو ذاك، فيمكنه الرجوع إلى الأعلم بعده وفقاً لنظريّة تقليد الأعلم. وأمّا إذا أراد سلوك سبيل الاحتياط ورغب في ذلك فإنّ مقتضى الاحتياط بين أقوال العلماء هو ترك هذه الأفعال؛ لأنّ الأغلبيّة الساحقة من العلماء ـ إن لم يكن جميعهم ـ بين قائل بجوازه، واستحبابه على أبعد تقدير، وقائل بحرمته بالعنوان الأوّلي أو الثانوي، ومقتضى الاحتياط هو الترك في هذه الحال؛ لكنّ هذا الاحتياط غير واجب. ولو وجد من يقول بوجوب التطبير من الفقهاء وجوباً عينيّاً فلا يصبح لهذا الاحتياط بين الفتاوى معنى؛ لدوران الأمر حينئذٍ بين الوجوب والحرمة، وفي مثله لا معنى للاحتياط، إذ لو ترك سيكون خلاف الاحتياط بالنسبة للقول بالوجوب، ولو فعل سيكون خلاف الاحتياط بالنسبة للقول بالحرمة، وفي مثل هذه الحال يكون المورد هو التخيير، وحيث إنّ المكلّف مقلّد وليس مجتهداً عادةً فيكون الحجّة عليه هو المرجع الذي يقلّده.

2 ـ يجب التريّث في نسبة الأقوال أو الكلمات أو المفاهيم لأصحابها، ويجب التريّث في تفسير نصوص الناس المكتوبة أو المقروءة أو المنشورة أو المقولة أو المذاعة صوتياً وتصويريّاً، بل يجب التأكّد من صحّة هذه النسبة، فليس كلّ ما يتداول على شبكة الأنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي على أنواعها بالذي يصحّ، بل لابدّ ـ لاسيما في المواقف التي تصدر عن الشخصيات الكبيرة، أو في الظروف الحسّاسة ـ من الرجوع إليها شخصيّاً أو إلى نصوصها المباشرة في كتبها أو استفتاءاتها الثابتة النسبة لها أو إلى مكتبها الرسمي المعبّر عنها في هذا المجال أو ذاك، لا إلى كلّ وكيل أو متولّ لشأن مالي، فقد لا تكون لديه المعلومات الكافية. وبعبارة موجزة: اتّباع الشرع والأخلاق في تصحيح النسبة من جهة، وفي تفسير النصّ الثابت النسبة من جهة أخرى، وأن نقلع عن الدخول في نوايا الناس وقصودها، وكأنّنا نلعب دور ربّ الأرباب وعالم الخفايا والأسرار.

3 ـ لكلّ واحدٍ من العلماء وجهة نظره، ومفتاح الحلّ هو الاعتراف بالآخر، والإيمان بالتعدّدية التي يراها الكثيرون ضلالاً، ففي ظلّ عيش التعدّدية عيشاً حقيقيّاً نحظى باحترام أكبر لبعضنا بعضاً، ونتفهّم بعضنا بعضاً، ويعذر بعضنا بعضاً، وفي الوقت عينه ننتقد بعضنا بعضاً، ونصوّب لبعضنا بعضاً، ويكون كلّ واحد منّا مرآة أخيه المؤمن. أمّا إذا استمرّينا في التخوين والتضليل والتفسيق والتكفير والتجهيل والتسخيف والإخراج من الدين أو المذهب، والاتهام بالتخلّف والرجعيّة، وسوء الظنّ ونحو ذلك، فلن نصل إلى نتيجة مرجوّة في حدود ما أراه بنظري القاصر. وطبعاً من الصعب أن نلتزم جميعاً بهذا لكن من الضروري أن يكون غالب خطابنا هو خطاب هادئ وبارد، فلو صدرت منّا هنا وهناك بعض التعابير فهي عابرة، وهذا غير أن يقوم خطابنا مع الآخر على ثقافة التهمة وسوء الظنّ وعنف اللغة وفعل الإقصاء والنبذ والحجر. وإنّما أقول ذلك كي لا نكون مثاليين أيضاً، ففي أكثر المناخات هدوءاً هناك لغة عنيفة في بعض الأحيان، لكنّ هذا غير أن يكون المناخ كلّه أو أغلبه أو طابعه العام عنيفاً وإقصائيّاً تجاه الآخر المختلف معه.

4 ـ كما نطالب آحاد المسلمين بالهدوء ولو النسبي، كذلك من حقّنا أن نرجو من الشخصيّات الكبيرة ـ الدينية وغير الدينية ـ ممارسة فعل الهدوء أيضاً في خطابها وعدم مهاجمة خصومها بطريقة عنيفة وتسقيطية وتسخيفيّة، وفسح المجال للحريّات بشكل أكبر في التعبير لكلّ شخص عن وجهة نظره. فإنّ اختلاف العلماء وطلاب العلوم الدينية ترك ويترك تأثيراً كبيراً ـ في حدّته وهدوئه ـ على اختلاف الجمهور من الناس وعلاقاتهم ببعضهم، فلنعمل جميعاً على تخفيف حدّة التوتر وتفويت الفرصة على المتربّصين، ومواجهة الفتنة المطلّة بقرونها، لكن دون صمت أو خوف أو هروب من تحمّل المسؤوليّة، فلكلّ واحدٍ أن يقول رأيه، لكن ليس من المناسب أن نهجو ونتهجّم ونهين ونسفّه.

5 ـ كائناً من كان الذي بدأ مسلسل العنف في أوساطنا ـ ولكلّ شخص منّا وجهة نظره في ذلك ـ لكن على الجميع أن يعلم أنّ من يستخدم العنف في حقّ الآخرين والقمع والإقصاء والقسوة والسباب والشتيمة، فعليه أن ينتظر اليوم الذي ستأتي فيه ردّة الفعل، فالآخرون لن يسكتوا عن العنف الموجّه إليهم، وقد قلنا مراراً: إنّ السكوت عن العنف الذي مورس على بعض العلماء خلال العقود الأخيرة ـ وهم من تيارات مختلفة ـ جرّ إلى ممارسة العنف المضادّ، وطالت شرارات العنف الأطراف كافّة، ولا حلّ إلا بميثاق شرف (مرفق بفتاوى وتوجيهات حاسمة) يبادر إليه المراجع الكبار والعلماء النافذون والوجهاء الفاعلون في الأمّة لوقف تدهور الأوضاع وتنامي العنف والعنف المضادّ، والذهاب خلف وضع آليات أفضل للاختلاف، تضمن الحقّ في التعبير، والحرّية في البيان والرأي، وفي الوقت عينه تمنع الإهانات الشخصيّة والتجريح بحقّ الرموز أو غيرهم، وقد ميّزنا مراراً بين التجريح والنقد، وكما ندعو لتخفيف عنف النقد كذلك ندعو الآخرين لتخفيف الحساسية تجاه النقد، فلا حلّ إلا بهذه المزدوجات اللازمة. ولهذا فإنّني لا أحبّذ أن ننظر للأمور بشكل تجزيئي فنأخذ حدثاً ثم نثور وننفعل لأجله، بل الأفضل أن ننظر للأمور بشكل شمولي، ونتعاطى مع مجموعة الأحداث الممتدّة في الزمان والمكان المعاصرين، لنستطيع رؤية الأمور بشكل أفضل، ووضع حلول أو مقترحات أنجع بخصوصها. ومشكلة الكثيرين منّا أنّهم ينظرون إلى النتائج وينسون الأسباب، أو يقلبون الأسباب والنتائج، أو ينظرون إلى ردّة الفعل ويتركون الفعل، أو يلعنون المعلول ويمتدحون العلّة، وكلّها مطالعات غير مكتملة للمشهد.

6 ـ من الضروري اتخاذ مواقف قويّة وواضحة بحقّ كلّ من يثير العنف ويدعو للكراهية المفرطة في الداخل الإسلامي أو المذهبي، وهذه المواقف عندما تكون تحت رعاية أو تحت غطاء أو ضمن سكوتٍ فَطِنٍ من المرجعيّات الكبيرة (الدينية وغير الدينية)، فبالإمكان أن تترك أثراً إيجابيّاً، في الحدّ من الأزمة التي نواجهها. كما أنّ وسائل الإعلام المرئيّ والمسموع لها وضعها الخاص في تثوير الناس ونشر الكراهية أو المحبّة، ويجب الانتباه لها جيداً، وهي تختلف عن أيّ وسيلة أخرى بالتأكيد.

7 ـ إنّ بعض الخلافات الدينية والفكرية القائمة بيننا اليوم باتت توجد شكلاً آخر من الصراع السياسي القائم في أوساطنا، فهناك تيارات مختلفة سياسيّاً، ويمكن أن يكون الصراع الديني في هذا الملفّ أو ذاك تعبيراً عن تصفية حسابات سياسية هنا أو ممارسة إقصاء سياسي هناك، ويجب أن لا نظّل سذّجاً نظنّ أنّ كل زوايا الأمور دينية أو فكريّة، فهناك وجهٌ سياسي للخلافات الكثيرة القائمة بيننا اليوم، وهذا يعني أنّ أحد المفاتيح الأساسيّة للحلّ هو عبر السياسيين، سواء كانوا علماء دين في الوقت عينه أم لم يكونوا، والملفّ السياسي ملف معقّد وشائك، ويحتاج لأهل الاختصاص ولمبادرات توصل إلى حلول ولو مؤقّتة أو موضعيّة. وأعتقد بأنّ الظروف اليوم باتت تسمح بمصالحات سياسية في الداخل المذهبي بين بعض الاتجاهات على الأقلّ.

8 ـ من الواضح أنّ الحلول المشار إليها في كلامي أعلاه مثاليّة، ونحتاج فترة طويلة للوصول إلى نتائج بشأنها، لكنّني أقترح شيئاً عمليّاً وهو أن يقوم بعض الوجهاء والمشايخ والشخصيات في المناطق الشيعية المختلفة، لاسيما في بلدان العراق والخليج، بتشكيل وفد كبير يحمل عريضة يوقّع عليها أكبر قدر ممكن من العلماء والباحثين والمفكّرين والمثقّفين والإعلاميين والمشايخ والناشطين ورجال الأعمال والسياسيين الشيعة من أطراف فكرية وسياسية مختلفة، لنقلها ـ وبشكل واضح وصريح وجريء وبلا مجاملات أو مداراة ـ إلى المرجعيّات الدينية والسياسية الشيعيّة العليا ومن يدنوها في الطائفة؛ لمطالبتها باتخاذ مواقف وإجراءات وفتاوى وتوجيهات لمعالجة الوضع القائم، ووضع مقترحات لتجفيف منابع التوتر وتحليل أسبابها ونتائجها، ومحاصرة كلّ مظاهر نشر الكراهية بين المؤمنين، مع الحفاظ على حقّ الجميع في إبداء رأيهم. ويُعمل مع ذلك أيضاً نشاط إعلامي فاعل للترويج لثقافة التسامح والتهدئة، إلى جانب ندوات ومؤتمرات وملتقيات بحثية تعالج الأزمة التي نحن فيها من وجوهها غير الدينية كالوجه الاجتماعي والنفسي والتربوي والسياسي والاقتصادي والتاريخي وغير ذلك، معالجة صريحة ومباشرة، لتكون رؤيتنا للموضوع أكثر نضجاً، ومن ثم لتكون مقترحاتنا أفضل وأفعل. هذه خطوة بسيطة لست متأكّداً من جدواها إن لم أكن متأكّداً من عدم جدواها، لكنّ الاحتمال الضعيف يفرض علينا العمل وتبرئة ذممنا وضمائرنا من المسؤوليّات الملقاة على عاتقنا أمام الله والإنسان والتاريخ.

 

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36798174       عدد زيارات اليوم : 3931