السؤال:نجد في الكثير من الكتب مثل مفاتيح الجنان, إكسير الدعوات, التحفة الرضوية الخ…. عوذات لعلاج العين والحسد وما شابه, فهل هذه الأذكار والأدعية معتبرة السند؟ وهل هي واقعيّة ويمكن التعويل عليها واستعمالها؟ نرجوا من سماحتكم توجيهنا في كيفية التعاطي معها ولكم الشكر الجزيل.
الجواب: إنّ عدد هذه الروايات ليس بالقليل، والمقدار المتيقّن منها لا ينافي قوانين السببيّة، ولا قواعد عمل الطبيعة من الناحية الفلسفيّة، حتى لو لم يستطع العلم الحديث اكتشاف هذه التأثيرات، كما أنّه لا يفيد ترك سائر الأسباب الطبيعية الأخرى كالرجوع إلى الطبيب أو تناول الأدوية، فهي من باب ضمّ سببٍ إلى سبب. إلا أنّ الحديث عن صحّتها وإثبات نسبتها إلى النبيّ وأهل بيته الكرام يحتاج لدراسة مطوّلة فيها جميعاً ليس هنا مجالها، وإن كان كثير منها ضعيف السند والمصدر، ولو صحّ بعضها سنداً فلا يُضْعِفُ سندَه أنّ العلم لم يكتشفه، بل إنّما يصحّ ممارسة نقد متني عليه عندما يُثبت العلم بشكلٍ حاسم بطلانَه، وهناك فرقٌ بين إثبات البطلان وعدم إثبات الصحّة. وبناء عليه يمكن العمل بها بهذا القصد دون الجزم بورودها إلا بعد البحث في ذلك. نعم، بعض ما في الكتب المشار إليها في سؤالكم، يورد مثل ذلك غير منسوبٍ إلى النبي وأهل بيته الكرام، وإنّما هو تجربة حصلت هنا أو هناك، وهذا لا يصحّ نسبته إلى الدين بأيّ شكل من الأشكال، حتى لو كان صحيحاً ومثمراً من الناحية الطبيّة والصحيّة، ولا يصحّ التعامل معه على أنّه جزء من المنظومة الدينية، فإنّه ليس كلّ أمر واقعي وصحيح جزءاً من الدين، فليلاحظ هذا الأمر جيّداً.