السؤال: أنا استخدم مكياجاً وما يحتويه من كريمات توضع على البشرة، وأحتار في أمر الوضوء معها، وتسبّب لي حرجاً وقلقاً واحتياطاً في مراعاة إزالتها. فهل يمكن لي الوضوء بالمكياج؟ وبماذا تنصحوني فيما يتعلّق بقلقي ولجوئي للاحتياطات التي تسبّب لي شعوراً سلبياً وشعوراً بالتعقيد؟ وبشكل عام متى يكون وضع الكريمات حاجزاً ويكون سبباً في عدم صحّة الوضوء؟ (أم محمد، السعوديّة).
الجواب: يفتي الفقهاء بأنّ كلّ ما يكون مانعاً عن وصول الماء إلى البشرة في الوضوء أو الغسل يلزم إزالته ليحكم بصحّة الوضوء أو الغسل، وهذه المستحضرات أو المكياج أو نحو ذلك إذا كانت بحيث تمنع وصول الماء إلى موضعه في الغسل والوضوء فيجب إزالتها. وإذا شُكّ في كونها تمنع أم لا، فالمعروف بينهم لزوم إزالتها لتحصيل اليقين بوصول الماء إلى البشرة بهدف الوصول إلى يقين بفراغ الذمّة عن الوضوء أو الغسل. ولا يمكنني أن أميّز الآن ما هو الحاجب وما هو غيره، فهذا الأمر يحتاج أن يقوم المكلّف بنفسه بالنظر في نوعيّة المواد الموضوعة وكمّيتها من حيث حجبها وصول الماء إلى البشرة أم لا، بل إنّ هذا الحاجب لو كان في الجبهة مثلاً وكان بحيث يمنع عن اتصال الجبهة بموضع السجود ويشكّل جرماً حائلاً بينهما فإنّ الكثير وربما جميع الفقهاء يحكمون بعدم صحّة السجود حينئذٍ؛ لاشتراط التماسّ المباشر بين الجبهة والأرض في السجود على خلاف سائر مواضع السجود كالركبتين واليدين، فإنّه لو فصل بينها وبين الأرض ملابس المصلّي مثلاً فلا يضرّ. لهذا يُستحسن أن تتوضّأ المرأةُ قبل وضع المكياج ـ كما هي حالة العروس مثلاً ـ بحيث تحافظ على وضوئها للصلاة. هذا هو المعروف بين الفقهاء في الفتوى في مثل هذه الحالات، وعلى كلّ إنسان أن يرجع إلى من يقلّد.
هذا، وقد سبق لي أن ذكرت وجهة نظري في مسألة الحاجب في أسئلة سابقة، وأمّا اشتراط المماسّة في السجود فإن كان في مقابل وضع مثل العمامة أو اللباس أو نحو ذلك لم يصحّ، لأنّه لا يصدق عليه السجود على الأرض مما يجوز السجود عليه، بل المسجود عليه هو اللباس، فضلاً عن ورود بعض الروايات المعتبرة في ذلك، وأمّا إذا كان مثل الحبر أو المكياج أو نحو ذلك، فلم يظهر لي بوضوح وجود مشكلة في ذلك إذا أردنا أن نفهم المسألة فهماً عرفيّاً، فلا يقال عرفاً بأنّها سجدت على المكياج، ليكون ذلك سبباً في خلق مشكلة في المسجود عليه، والظاهر من النصوص أنّها ناظرة لحالة وجود مشكلة في المسجود عليه لا لاشتراط المباشرة في السجود، ومن هنا يلزم التفصيل في القضيّة بين صدق عنوان كون المسجود عليه ممّا لا يصحّ السجود عليه، وبين مطلق الحاجب ولو كان مثل الحبر أو المكياج على الجبهة؛ لعدم صدق السجود على المكياج عرفاً، بل يقال: سجدت على التراب، فليتأمّل، فالمسألة في مثل المكياج احتياطيّة عندي، والعلم عند الله.