• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
35 المتسابّان شيطانان يتهاتران؟ 2014-05-12 0 1835

المتسابّان شيطانان يتهاتران؟

السؤال: ما هو المقصود من حديث الرسول ـ صلّى الله عليه وسلم ـ: (المتسابّان شيطانان يتهاتران)؟ مع جزيل الشكر والتقدير (خنساء شعبان).

الجواب: لو بقينا نحن وهذا الحديث بالمقطع الذي تمّ نقله في السؤال فسيكون المعنى أنّ من يسبّ الآخر ويسبّه الآخر بمنزلة الشيطانين اللذين يتهاتران، أي يدّعي كلّ واحدٍ منهما على الآخر باطلاً، أو تكون دعوى كلّ منهما مسقطة لدعوى الآخر المتضمّنة في سُبّته، فيحصل التهاتر والتساقط، أو يراد من التهاتر المفاعلة من الهتر بالكسر وهو القبيح والباطل والسقط من الكلام. لكن لو رجعنا إلى مصادر هذا الحديث بنصّه الكامل، فقد نأخذ معنى إضافيّاً أكثر وضوحاً، فقد ورد هذا الحديث في التاريخ الكبير للإمام البخاري حيث قال في ترجمة عياض بن حمار المجاشعي، ما نصّه: (.. عن عياض بن حمار، قال: قلت: يا رسول الله، الرجل يسبّني؟ قال: المتسابّان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان) (التاريخ الكبير 7: 19)، وأخرجه أحمد أيضاً في المسند بهذه الصيغة: (قال: قلت: يا رسول الله، رجل من قومي يشتمني وهو دوني، عليّ بأس أن أنتصر منه؟ قال: المستبّان شيطانان يتهاذيان ويتكاذبان) (مسند أحمد 4: 162)، وذكره الطيالسي بقوله: (قال: قلت: يا رسول الله، الرجل من قومي يشتمني وهو دوني، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: المستبّان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان، فما قالا فهو على البادئ حتى يعتدى المظلوم) (مسند الطيالسي: 146)، وجاء الحديث عند العلامة الجزائري في التحفة السنيّة ما نصّه: (قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: الرجل من قومي يسبّني وهو دوني، هل عليّ بأسٌ أن أنتصر منه، فقال: المتسابّان شيطانان يتكاذبان ويتهاتران) (تحفة السنيّة: 322)، وجاء في صيغة أخرى: (عياض بن حماد: قلت: يا رسول الله، صلّى الله عليك، الرجل من قومي يسبّني وهو دوني، فهل عليّ بأس أن أنتصر منه؟ فقال: المتسابّان شيطانان يتعاويان ويتهاتران) (ورام بن أبي فراس، تنبيه الخواطر 1: 119)، ونقلت هذا الحديث بصيغ متقاربة الكثيرُ من كتب الحديث الأخرى عند السنّة والشيعة، ولكن يبدو أنّ أصوله موجودة في المصادر السنيّة.
والخصوصيّة التي نفهمها من أخذ الجامع المشترك بين صيغ الحديث في المصادر المتعدّدة، هي نبذ السباب ولو كان الإنسان هو المعتدى عليه في السبّ، فالحديث يريد أن يجعل السابّ الظالم الذي يبتدئ بسبّه والسابّ المظلوم غير المبتدئ بالسبّ في حكم واحد، فهما معاً شيطانان ومنزّلان منزلة الشيطان؛ لأنّ فعلهما هو فعل الشيطان، وكلّ واحدٍ منهما يكذّب الآخر، ويسقط كلّ واحدٍ منهما دعوى الآخر وتهمته الموجودة في سبّه، ويتلفّظ كلّ واحدٍ منهما بالقبيح من القول والسقط من الكلام، فلا يصحّ من المؤمن أن يستخدم أسلوب السباب حتى في مقابل الذين سبّوه، بل عليه أن يتعالى عن مثل هذا الأسلوب في مواجهة الآخرين؛ لعدم التناسب بين مكانة المؤمن وبين صدور مثل هذه الألفاظ منه بصرف النظر عن الظروف المحيطة، ومهما كانت المبرّرات؛ لأنّ مشكلة السبّ ليست في الطرف الذي نسبّه، وإنّما في أنّ المؤمن لا يتلفّظ بمثل هذه الكلمات بصرف النظر عن الطرف الآخر الذي يوجّه المؤمن السبّ إليه، فالقضية بين السبّ والمؤمن، لا بين المؤمن ومن يسبّه من الآخرين.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36681274       عدد زيارات اليوم : 5166