السؤال: ذكرتم في مقالةٍ لكم بعنوان: الحاكم الشرعي ودوره في إدارة عملية الجهاد: (كلّ حكم شرعي إذا أوكلته إلى آحاد المكلفين يلزم منه الهرج والمرج، لا يكون تحديده الموضوعيّ ـ بمعنى تحديد ملابسات الحكم ميدانياً ـ بيد الناس، بل بيد شخص آخر، وكلّ حكم لا يلزم من إيكاله للآحاد من الناس ذلك، يكون شأنه راجعاً للمكلّف نفسه؛ لعدم وجود دليل على ولاية أحد على المكلّفين في أمر التطبيق فيه. وربما تكون هذه القاعدة متفقاً عليها). والسؤال: ماذا عن مسألة هلال العيد؟ هل يلزم منها الهرج والمرج أم شأن الهلال راجع للمكلّف نفسه؟ (أحمد، السعودية).
الجواب: حتى الآن ليست مسألة الهلال من هذا النوع؛ لأنّ المقدار المتيقّن من المراد من لزوم الهرج والمرج هو حالة الفوضى التي تفيد اختلال النظام العام لحياة الناس، كما في مثل خوض حرب أو قتال مع جهة معيّنة، أو نحو ذلك. أمّا حادثة الهلال التي يبتلي بها الناس عادةً يوماً واحداً في السنة وهو يوم عيد الفطر (إذ الموارد الأخرى كليالي القدر وبداية شهر رمضان والحجّ وأمثال ذلك تبقى أكثر يُسراً)، فهي قضيّة شخصيّة لا يلزم من عدم إيكالها للحاكم وقوع فوضى واضطراب في البلاد وبين العباد. نعم لا شكّ أنّها باتت تُحدث إرباكاً اجتماعياً بدرجة معيّنة، كما ومن الواضح أنّ تبسيطها إلى حدّ الاستخفاف بتأثيراتها الاجتماعية غير صحيح، خلافاً لما يحاوله بعض الناس، لكنّ هذا لا يعني مسألة اختلال النظام العام. فما ذكرتُه في مقالتي المتواضعة هناك في سياق البحث عن مسألة الجهاد يختلف عن هذه الحال هنا. فموضوع الهلال ينبغي التعامل مع تأثيراته الميدانية دون تبسيط ولا تهويل.
لكن الشيء الذي تتعزّز القناعة به يوماً بعد آخر هو أنّ الفقهاء والمجامع الفقهيّة ومراجع الدين باتوا يتحمّلون جزءاً من المسؤوليّة في هذا الصدد، بسبب الإرباكات التي تتسبّب بها حالة اختلاف الفتاوى بين الفقهاء، فضلاً عن الاختلافات في التطبيقات فيما بينهم تارةً، وفيما بين الناس أخرى أيضاً، فأيّ مانع من أن يتوافق كبار الفقهاء ممّن يملكون غالبيّة الجمهور المتديّن على مستوى التقليد، ويقرّروا ـ بالعنوان الثانوي ـ تسليم مهمّة البتّ في هذا الموضوع لفقيهٍ معيّن أو لمجلس فقهي معيّن، يحيط بهما فريق عمل كبير من الخبراء والمتابعين، ولو كان ذلك بحيث لا يفتي هؤلاء الفقهاء الكبار في هذه المسألة (بل يتركونها للاحتياط الوجوبي مثلاً)، بما يسمح للناس بالعودة لذلك الفقيه أو لذلك المجلس الموكلة إليه مهمّة متابعة هذا الموضوع والإعلان عنه سنويّاً، بل شهريّاً، فكما لا يفتي الكثير من الفقهاء والمراجع في موضوعات كثيرة، بل يصوغون بياناتهم الفقهيّة بصيغة الاحتياط الوجوبي التي تفسح للمكلّف من إمكانية تقليد غيرهم، كذلك الحال هنا، بل قد يمكنهم المداورة في هذا الموضوع ضمن صيغة تنظيميّة معيّنة لا يبدو من الصعب تقديم تخريجات فقهيّة لها.
بالفعل، أعتقد بأنّ اختلاف الفقهاء حيث كان مسؤولاً عن هذا الوضع بدرجة ليست بالقليلة، فإنّ هذه المسؤوليّة تطالهم في أن يخفّفوا عن الناس هذه الفوضى الاجتماعيّة التي تُربك حركة الأسر والعوائل كلّ عام، ومن ثم من أراد بعد ذلك شخصيّاً أن يحتاط أو له رؤية خاصّة من الناس فهذا أمر آخر يبقى حالة محدودة، والمهم تجاوز الحالة العامة المربكة هذه.
أعرف أنّ هذا الكلام كلّه كلامٌ نظريّ، والقضيّة أبعد من التخريجات الفقهيّة والحلول الاجتهادية لمسألة من هذا النوع، وأنّ جوهر الموضوع يرجع إلى طبيعة التعقيدات الميدانية القائمة في شبكة العلاقات بين التيارات الدينية والسياسيّة ورموزها الفقهيّة في الساحة اليوم، لكن هي كلمة كان من المناسب أن تُقال.
عجيب مقال الشيخ حب الله
مسألة الهلال راجعة للمكلف نفسة رجل كان او امرأة
وبعد عجز المكلف يرجع الى الفقيه
والفقيه يعتمد على قاعدة علمية فلكية تناسب الروايات الصحيحة عنده
والارباك معروف سببه
سببه الاعلام المخالف لمدرسة اهل البيت ع
الحقيقة ان مسألة الهلال في بعدها الشرعي ترجع الى المكلف نفسه , أي ثبت رؤية الهلال لدى شخص ما يقينا فيجب العمل به , ولكن بسبب وسائل التقدم التكنلوجي و وسائل الاعلام المسيس وتعدد الفقهاء ومبانيهم الفقهية والاختلاف الحاصل بينهم في تحديد رؤية الهلال بل الامر وصل الى وجود جهات وتيارات حزبية سياسية الى تبني اطر معينة في تحديدرؤية الهلال وهي لا تمتلك اي مسوغ شرعي أوعقلائي في ذلك, ادى الى اربكاك كبير في المجتمع وخاصةاننا نعرف ان الامية الابجدية في المجتمعات الاسلامية قد وصل الى حدكبير جداً فكيف بالأمية الثقافية في تفهم الاختلاف في المباني الفقهية , لذلك يستدعي الرجوع الى المرجع الأعلى او وجود هيئة كفاءات تحدد رؤية الهلال على اسس صحيحة , اي الاستعانة( بالعلم الحديث والرؤية العينية ) وتوحيد المسألة في هذا الموضوع وقطع دابر الخلاف والنزاع والذي يسبب اشكاليات كبيرة في مجتمعاتنا , فمثلا في اسرة واحدة الابن يقلد فلان والاب يقلد غيره يصوم الابن او يعيد والاب على عكسه وهذا واقع يتحمل مسؤوليته علماء الدين قبل غيرهم , وان استغرب كثيراً من بعص الذين يسمون انفسهم مراجع دين فيجب عليهم عدم اعطاء اي فتوى في مسألة رؤية الهلال بل يترك ذلك الى أحدهم واعتقد ان ترك المسألة الى المرجع الأعلى هوأفضل الحلول مع سكوت الباقيين في هذه المسألة …………
الارباك حاصل من أبواق الجهل مع الأسف الهلال مرتبط مع مرجعية واحد وهي قط الرحى فإن صامت انقطع الكلام وان اعرضت وقعنا في حيرة وحرج والأولى ان الوكلاء يبينوا للناس البسطاء المباني الفقهية حتى ينتهي الكلام