السؤال: أقوم أنا ومجموعة من الشباب بتنظيم برنامج مسابقات إسلامي ثقافي، حيث يطرح فيه عددٌ من الأسئلة للإجابة عليها بطريقة تنافسيّة بين الحضور، ونحن القائمون على النشاط نختلف في من نرجع إليه في التقليد؛ حيث إنّ بعضنا لا يرى تقليد مرجع البعض الآخر مبرءاً للذمّة؛ لعدم ثبوت اجتهاده لديه، ونظرأ لأنّ النشاط يستهدف شرائح مختلفة من المجتمع، ويطرح بعض الفتاوى الفقهية (مع ذكر مصادرها)، فهل يوجد محذور شرعي في طرح بعض الفتاوى المتفق عليها من قبل مجموعة من العلماء، في حال كانت بعض مصادر الفتوى هي لعلماء لم يثبت لي اجتهادهم؟ مع قبول الشكر والتقدير. (كمال، من سلطنة عمان).
الجواب: إذا كانت قناعتك بعدم براءة الذمّة في تقليد هؤلاء العلماء ناشئةً من عدم ثبوت اجتهادهم عندك، مع ثبوت اجتهادهم عند الآخرين، واعتقاد الآخرين بأنّهم غير مقصّرين في التوصّل إلى اجتهاد مراجعهم، فيجوز ذلك، ولعلّ من هذا النوع أيضاً ما لو كان الاختلاف في الأعلميّة لا في الاجتهاد، بحيث تكون القناعة بعدم براءة الذمّة في التقليد ناشئةً من عدم ثبوت أعلميّته مع ثبوت أعلميّة غيره عندك، فهنا يجوز نقل فتاويه لمقلّديه ليعملوا بها؛ فإنّ التعريف بفتاوى شخص لا نعتقد باجتهاده أو بأعلميّته ليس حراماً في حدّ نفسه، فهو مجرّد إخبار. وعملُ الآخرين بهذا الإخبار يفترض أنّه كان عن عذر؛ لأنّ الثابت لديهم هو اجتهاده أو أعلميّته، فلم يقع محذور في البين.