السؤال: وجدتهم دائماً (يتهمون) كلّ إجماع بأنه مدركي أو محتمل المدركية؛ فهل تمّ ـ ولو في مورد واحد ـ إجماعٌ كاشف؟ وهل كلّ إجماع محتمل المدركية فهو ليس بحجّة؟ كلّ احتمال؟ (رائد الصدر، العراق).
الجواب: وجود إجماعٍ كاشف مسألة يختلف فيها العلماء من حيث المصداق، فربّ عالمٍ تراه يجد في إجماعٍ ما أنّه كاشفٌ عن الموقف الشرعيّ فيما يرى عالمٌ آخر أنّه ليس بكاشف تبعاً لاختلاف طريقة فهمهم للأمور، ولو نظرت لأيّ فقيه فغالباً ما تجده يقبل ـ بتتبّع نتاجاته الفقهيّة ـ بوجود إجماعات كاشفة ولو كانت قليلةً جدّاً. والإجماع محتمل المدركيّة إنّما يؤثر فيه الاحتمال عندما يكون احتمالاً عقلائيّاً، لا مجرّد الاحتمال المنطقي الصرف، فإنّ هذا النوع من الاحتمالات يقابله الاطمئنان، وهو حجّة، فوجود الاحتمال الصرف غير العقلائي يعني أنّنا نطمئنّ بعدم مدركيّة هذا الإجماع، فيكون حجّةً.