السؤال: سماحة الشيخ، إنّي طالب فلسفة، فهل تنصحني بإكمال دراسة الماجستير والدكتوراه، مع ما نلاقيه هنا من شحّة في دراسة هذا العلم في النجف الأشرف، ومع وجود معارضين لهذا العلم فيها؟ وفي أيّ بلد تنصحني بإكمال الدراسة؟ هذا مع العلم بأنّي حاصل على الهندسة أيضاً. مع جزيل الشكر. (محمد رضا كريم).
الجواب: من وجهة نظري الشخصيّة المتواضعة، فإنّني أشجّع على دراسة الفلسفة بمعناها العام، وليس فقط دراسة فلسفة بعينها كفلسفة صدر المتألّهين مثلاً، ومجرّد وجود موانع أو عقبات لا يلغي هذه الضرورة، بل عليك السعي ـ قدر الإمكان ـ لتحصيل هذا العلم، إذا كنت ميّالاً للتخصّص فيه، ولا أقلّ من الاطلاع عليه. وأمّا عن وجود معارضين فهذا أمرٌ طبيعي، وينبغي تفهّم وجهة نظر المعارضين وانطلاقهم في كثير من الأحيان من موقع الحرص على الدين في معارضتهم هذه، مع كامل الحقّ للآخرين في الدخول في نقاش معهم حول هذا الموضوع، وأمّا عن البلد، فهذا يختلف تبعاً لاختلاف طبيعة التخصّص الفلسفي، ففلسفة الملاصدرا مثلاً يفضّل التخصّص فيها في إيران حالياً؛ نظراً لوفرة الفروع المتخصّصة فيها على مستوى الجامعات والحوزات ووفرة الأساتذة، ما لم يحصل الإنسان على بديل في بلد آخر، وأمّا الفلسفة الغربيّة فلها بلادها التي يستحسن دراستها فيها لمعرفتها من مصادرها الأصليّة وبلغتها الأم. وإذا لم يكن يمكن السفر فلا أقلّ من أنّ الكثير من الدروس الفلسفيّة صارت متوفرةً اليوم سمعيّاً وبصريّاً، فيمكن الاستفادة من هذه الطريقة إلى أن تتخذوا قراركم.