• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
127 إشكالات حول سورة الفيل، وعدم وجود الفيل في اليمن ولا الجزيرة العربيّة و.. 2014-05-12 0 15932

إشكالات حول سورة الفيل، وعدم وجود الفيل في اليمن ولا الجزيرة العربيّة و..

السؤال: سألني أحدهم سؤالاً لم أعرف جوابه، وهو عن سورة الفيل، حيث قال بأنّ الفيل لا يوجد في اليمن بل هو يعيش في المناطق الاستوائية ويحتاج إلى الماء الكثير والعشب. بل كيف عبر هذه المسافة الطويلة إلى مكّة؟ بالإضافة إلى أنّ غير المسلمين لم يذكروا هذه الحادثة؟ (محمّد منذر).

 
الجواب: كلّ ما قاله السائل المحترم صحيحٌ تقريباً، غير أنّ قصّة أصحاب الفيل يجب مراجعتها في مصادر المسلمين قبل تسجيل هذا الإشكال، فنحن لو راجعنا ما زعمته المصادر التاريخية والتفسيرية للمسلمين في هذه القصّة، وقارنّا ذلك بما تعطيه السورة الكريمة، لم يعد هناك أيّ مجال للإشكال على هذه السورة القرآنية، وذلك على النحو التالي:

أ ـ إنّ مصادر المسلمين تقول بأنّ أبرهة حبشيٌّ، وبأنّ اليمن كانت تتبع الحبشة أو كانت على علاقة استراتيجيّة وتحالف قويّ معها، حيث كانت الحبشة تحت حكم النجاشي، جدّ النجاشي الذي عاش في عصر النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، وهذا معناه أنّه من الممكن ـ على أبعد تقدير ـ استقدام الفيل من الحبشة وبلاد إفريقيا إلى اليمن، وأنّه ليس بالأمر المستحيل بعد هذا التحالف أو التبعيّة أو الارتباط الاقتصادي والسياسي.

ب ـ إنّ الناقد تصوّر هنا أن جيش أبرهة كان من الفيلة، وهذا خطأ شائع، فلم تقل مصادر المسلمين المعروفة ذلك، كلّ ما في الكتب هو أنّ أبرهة سار بجيش كسائر الجيوش يتقدّمه ـ على اختلاف الروايات التاريخية ـ فيلٌ اسمه محمود، أو ثلاثة فيلة، أو سبعة، أو اثنا عشر فيلاً، فأكثر الروايات التاريخية المتداولة في كتب المسلمين تحكي عن اثني عشر فيلاً فقط، وقد أراد أبرهة بذلك جعل الفيل أو الفيلة المعدودة في مقدّمة الجيش في شكلٍ من أشكال ترويع العرب من جهة، وتمهيداً لتهديم الكعبة من جهة ثانية؛ لأنّ الفيل له هذه القدرة، فأيّ مانع من استقدام اثني عشر فيلاً فقط من بلاد إفريقيا إلى بلاد اليمن الخضراء ـ لا سيما في مناطقها الجبلية التي يتوفّر فيها هطول الأمطار بشكل أكبر ـ والتي فيها جنات عدن، والتي يختلف مناخ كثير من مناطقها مع مناخ الجزيرة العربية (وربما كان لذلك الدور المؤثر في كون اليمن حضارة عريقة في التاريخ)، والاهتمام بهذه الفيلة المعدودة وتوفير الماء والعشب لها، ثم السير بها تلك المسافة إلى مكّة مع وجود الماء والعشب المحمول لها مع الجيش في قسم الدعم اللوجستي لهذا الجيش؟ فهل هذه الفرضية فيها استحالةٌ أو غرابة؟! وهذا معناه أنّ تعبير السورة القرآنية بأصحاب الفيل تعبير دقيق، فالفيل هنا يمكن أن يكون استخدم لبيان المفرد (وربما استخدم لبيان الجنس)، أيّ أصحاب ذلك الفيل الذي تقدّم الجيش (وقيل بأنّ اسمه محمود) وفرض الرهبة والرعب في نفوس العرب الذين لم يألفوا وجود الفيل في مقدّمة الجيوش، وأريد به تهديم الكعبة، فنسب الجيش إلى الفيل لهذه الخصوصيّات حيث اعتبر أبرهة وجود هذا الفيل أو الفيلة المعدودة عنصر قوّة ورهبة وتفوّق، وربما لهذا لم يقل القرآن أصحاب الفيلة أو جيش الفيلة مثلاً.

ج ـ إنّ عدم ذكر غير المسلمين ـ والمسلمون هم العرب أهل تلك المناطق ـ لهذه الحادثة لا أجده يضرّ بصدقيّتها، فكم من أحداث وقعت في مشارق الأرض ومغاربها ولم يسجّلها المؤرّخون الذين ينتمون إلى بلدانٍ أخرى، وها هم المسلمون أنفسهم لم يسجّلوا في عصرهم الذهبي الكثير مما كتبه الغربيّون عن تاريخهم في أوروبا رغم كونهم (المسلمين) قد حكموا العالم لخمسة قرون تقريباً، فما دامت هذه القصّة مشهورة جدّاً في بلاد العرب حتى سمّي عام الفيل، وحدّدوا التواريخ وفقاً لهذا العام، ونزل بها قرآن دون أن ينتقده في ذلك العرب المعاصرون، وغير ذلك من القرائن، فما هو الموجب المنطقي للتشكيك فيها حينئذٍ أو لتكذيبها؟! وخلاصة القول هي أنّ مجمل ما ذكرتموه قد يصلح نقاشاً في بعض صيغ القصّة وتفاصيلها لا في أصل وقوعها.

 

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36575359       عدد زيارات اليوم : 1746