السؤال: أين وصلت جهود الشيخ حيدر حبّ الله لإصدار كتاب أدعية بدلاً من مفاتيح الجنان؟
الجواب: لم تبدأ حتى تصل إلى شيء، فلم يكن هناك عملٌ أساساً بشيء من هذا النوع، والخبرٌ شائعةٌ ليست صحيحة ولا أصل لها، ولعلّ منشأها ما كتبتُه سابقاً حول الإصلاح في كتب الأدعية والزيارات، فظنّ بعض الناس أنّني أعتزم القيام بتدوين كتابٍ بديل، وهذا غير صحيح، رغم أنّ الفكرة ليست خاطئة بنظري، فأنا أنفي أنّني قمت أو أقوم بشيء، ولكنّني لا أتبرّأ من الفكرة.
فمن حيث المبدأ لا يوجد ما يمنع من أن يقوم أحد ـ وفقاً لمعايير صحيحة أو تعبّر عن وجهة نظر تحظى بقدر من الصدقيّة ـ بتدوين كتاب أدعية وزيارات بديل عن كتاب المفاتيح؛ لأنّ كتاب المفاتيح ليس سوى تنظيم لما جاء في نصوص سابقة، ولم يخترع الرجل من عندياته دعاءً، بل كان له اجتهاده في اختيار الأدعية والزيارات والصلوات والمندوبات والأذكار، فأيّ مانع من إقدام آخرين على خطوة من هذا النوع، كما فعل السيد محسن الأمين في كتاب مفتاح الجنات، أو كما جاء في كتب أخرى كضياء الصالحين.. أو كما كان يعتزم السيد محمد باقر الصدر طبقاً لإحدى رسائله المدوّنة التي وجّهها لتلميذه السيد محمد الغروي حفظه الله؟ فهذه طرقٌ في التصنيف تقوم على وجهة نظر في تقويم الأحاديث مصدراً وسنداً ومتناً ووثاقةً ووثوقاً، ومن حقّ الجميع أن يقوموا بما يرونه صحيحاً، شرط أن يكون لهم تبريرهم المقنع أمام أنفسهم وضمائرهم، تبريراً يقوم على تقديم وجهة نظر، لا على مزاجيات واستحسانات.