• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
73 أليس البوح بالمكاشفات مخالفاً للستر، ومناقضاً لمقامات أصحابها الروحيّة؟ 2014-05-12 0 1512

أليس البوح بالمكاشفات مخالفاً للستر، ومناقضاً لمقامات أصحابها الروحيّة؟

السؤال: أليست المكاشفات التي يدّعيها أتباع بعض الأشخاص لمن يتّبعونهم مخالفةً للستر الذي ضمنه الله لعباده؟ أتمنّى منكم التوضيح (أبو عامر).

الجواب: هذا الموضوع لا يختصّ بأهل العرفان والمقامات المعنويّة، بل يشمل كلّ شخص يمكن أن تكون لديه طاقة روحيّة أو نفسيّة معينة أو علاقة بعوالم أو مخلوقات أخرى كالجنّ وغير ذلك، وعلى أيّة حال، يوجد في تفسير كلامكم احتمالات:

الاحتمال الأوّل: أن يكون المراد أنّ مدّعي الكشف يقومون بكشف بعض أسرار الآخرين، مستخدمين قوّة الكشف والرؤية الباطنيّة، كأن يتحدّثوا عن فلان بأنّه خبيث أو منافق أو كذّاب، معتمدين على قوّة الكشف الروحي وفراستهم في ذلك كما يقال. ومن الواضح هنا أنّ هذا من الأمر المحرّم؛ لأنّه مدرَج في كشف عيوب الآخرين المستورة أو كشف أمورهم المستورة التي يعتبرونها سرّاً ولا يرضون بكشفها، فيكون غيبةً أو نحوها، وهذا لا يجوز، إلا إذا كانت هناك حالة استثنائيّة خاصّة، كأن يتم كشف عمالة شخص للعدوّ أو إرادة شخص لقتل شخصٍ آخر، مما يندرج في عنوانٍ محلِّل ومجيز. بل حتى إرادة الشخص صاحب الكشف لتحصيل هذا الكشف لنفسه، بحيث يكشف به لنفسه أسرار الآخرين هو الآخر لا يجوز؛ لأنّه نوعٌ من التجسّس وكشف خصوصيّات الآخرين التي لا يجوز كشفها إلا في حالات استثنائيّة طارئة.

هذا بالنسبة للشخص نفسه، أمّا الآخرون، فلا يجوز لهم البناء على ادّعاء صاحب الكشف أو غيره ممّن يتهم الآخرين بأمورٍ لا دليل عليها غير ادّعاء ارتباطه الروحي، فلا يصحّ لنا ترتيب الأثر حينئذٍ على ادّعائه قبل التأكّد من ذلك؛ لأنّ المفروض أنّنا لم يحصل لنا هذا الكشف، ولم يقم لدينا سبيل من العلم أو الحجّة الشرعيّة على دعوى هذا الشخص، فلا يصحّ الاعتماد على قوله، ما لم يحصل العلم المعتبر شرعاً. وعلينا أن نلتزم بالضوابط الأخلاقيّة والشرعيّة في اتهام الناس أو التعامل مع أسرارها.

الاحتمال الثاني: أن يكون مرادكم أن يقوم صاحب الكشف نفسه بالإخبار عن مكاشفاته المعنوية ومقاماته الروحية وما جرى معه وما شابه ذلك، وهنا تارةً يكون منطلقه هو الدنيا، ومن الواضح أنّ هذا لا يصحّ، لاسيما مع المكانة الروحيّة التي هو عليها، بل قد يفقده ذلك أحياناً مقاماً روحيّاً ما، وأخرى لا يكون ذلك هو المراد، بل يكون المراد شيئاً إيجابيّاً، كما هي الحال مع العرفان النظري الذي يتحدّث به العرفاء، أو كما هي الحال مع الأنبياء الذين يتحدّثون للناس عن أمورهم الروحيّة مع الله تعالى، فلا يكون القصد هو التفاخر، بل يكون المراد بيان الحقائق المنكشفة أو تشجيع الآخرين على سلوك هذا الطريق أو نحو ذلك، وأيّ ضيرٍ في هذا؟! فإفشاء المقامات والمكاشفات حاله حال الإنفاق في سبيل الله، من حيث إنّ سرّه حسنٌ، وعلانيتَه حسنةٌ أيضاً، وقد مدح الله في بعض الآيات القرآنية الكريمة الإنفاقَ العلنيّ، بل في بعضها الأمرُ به، إلى جانب الأمر بالإنفاق السرّي، قال تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة: 274)، وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّار) (الرعد: 22)، وقال سبحانه: (قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ) (إبراهيم: 31)، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) (فاطر: 29)، فإفشاء المقامات كالإنفاق، يمكن أن يكون سرّه خيراً وعلنه خيراً كذلك. وبناءً عليه، فمجرّد أن نجد شخصاً يتحدّث عن مقاماته الروحيّة أو عن حالاته المعنويّة لا يعني ذلك أنّه كذّاب دجّال، فهذا لوحده ليس معياراً. وقد رأينا الكثير من العرفاء وكبار أهل المعنى يتحدّثون عن حالاتهم، ولا موجب لسوء الظنّ بهم، ما دام يمكن التماس وجهٍ معقول لكلامهم هذا. نعم ليس كلّ من ادّعى مثل هذه المقامات يجب علينا تصديقه، أو يَحْسُنُ بنا السير خلفه بلا وعي ولا تدبّر، فنحن لا نكذّبه، ولا نتّهمه، لكن في الوقت عينه لا يجب علينا أن نصدّقه، ما لم تتراكم المعطيات التي توجب تصديقه بطريقة علميّة وعقلانيّة وشرعية.

الاحتمال الثالث: أن يكون المراد كشف أتباع هذا السالك والعارف لكراماته ومقاماته، وهذا مثله مثل أيّ صفة حميدة في شخص أو حالة حسنة، لا مانع من نشرها والترويج لها ما لم يكن محذور، أو يكون هو رافضاً لذلك، فها نحن نكشف مقامات الأنبياء وحالاتهم المعنويّة التي كشفوها لنا أو كشفها لنا القرآن الكريم، فلا توجد قاعدة واحدة هنا هي الستر، وإنّما تختلف وتتخلّف بحسب الحالات والأشخاص والظروف والمصالح والمقاصد.

 

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36608115       عدد زيارات اليوم : 9619