السؤال: ألا تتنافى الآية القرآنيّة: (وقل ربّ زدني علماً)، مع الحديث المنسوب للإمام علي عليه السلام: (لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً)؟ (كامل).
الجواب: لا تنافي بين هذين النصّين فيما يبدو لي؛ لأنّ اليقين الذي يتحدّث عنه الحديث هو ما يقابل ـ لغةً ـ الشكّ والارتياب، ومعنى ذلك أنّ هذا الإنسان الذي على يقين بشيء مستور عنه، لن يزداد يقينه ولن يقوى ويتأكّد عندما يكشف الستار عن ذلك الشيء، وهذا يعني أنّ يقينه محكم وقويّ، فإيمانه بالآخرة لا يزداد عندما تقوم القيامة؛ لأنّه إيمان عميق وشديد ومتين جدّاً. أمّا الوارد في الآية القرآنية الكريمة فإنّ المفهوم منه هو زيادة العلم، أي أن يحصل على علم جديد فيزداد علمه بزيادة معلومه، فهو يعلم بأنّ زيداً في الدار، ولكنّه لا يعلم بأنّ عمرواً معه، فيريد أن تكتمل الصورة عنده فيزداد علماً بمن في الدار وما في الدار، وبعبارة موجزة مصطلحيّة: إنّ الآية يمكن فهمها في سياق الزيادة الكميّة للعلم، فيما الحديث ظاهر في الزيادة الكيفيّة، تماماً كالتمايز بين الكثرة والاشتداد.