السؤال: وردت بعض الأحاديث عن أهل البيت في استحباب زيارة الحسين عليه السلام ماشياً، ألا يمكن فهم هذه الأحاديث بمعنى السعي إليه والذهاب إلى زيارته، مثل قولنا: من مشى إلى المسجد، بمعنى من ذهب إليه؟
الجواب: يمكن فهم بعض الروايات بالمعنى الذي ذكرتموه، وهو تفسير تتحمّله هذه النصوص عرفاً، لكنّ بعض الروايات صريح في إرادة المشي على القدمين، بحيث يصعب افتراض مثل هذا التفسير فيه، بصرف النظر الآن عن مدى الصحّة السنديّة في هذه الرواية أو تلك. ومن هذه الروايات خبر أبي سعيد القاضي، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام في غرفةٍ له فسمعته يقول: (من أتى قبر الحسين ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة وبكل قدم يرفعها ويضعها عتق رقبة من ولد إسماعيل) (تفصيل وسائل الشيعة 14: 441)، وكذلك خبر الحسن (حسين) بن ثوير بن أبي فاختة، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: (يا حسين، إنه من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن علي عليهما السلام، إن كان ماشياً كتب له بكلّ خطوة حسنة، ومحى عنه سيئة، فإن كان راكباً كتب الله له بكلّ حافر حسنة، وحطّ بها عنه سيئة، حتى إذا صار في الحاير كتبه الله من المفلحين المنجحين، حتى إذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين، حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك، فقال له: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله يقرؤك السلام، ويقول لك: استأنف العمل فقد غفر الله لك ما مضى) (الصدوق، ثواب الأعمال: 91)، فإنّ حساب الحسنات للماشي وفقاً لهذه الرواية سيكون أكبر نظراً لصغر خطوة الإنسان قياساً بخطوة الحيوان، الأمر الذي يفهم منه التفضيل وزيادة الثواب، وإن كان ظاهر الرواية الأوّليّ هو أخذ المشيء فرضاً من الفروض لا الدعوة إلى المشي. هذا وتفصيل الحديث في الموضوع وتقديم رؤية متكاملة نتركه لمناسبة أخرى.